وجه، أمس، محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي نداء للأمم المتحدة لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره خاصة مع حجم الانتهاكات المغربية الممارسة في الأراضي الصحراوية المحتلة، مجددا دعم الجزائر الثابت لكفاح الشعب الصحراوي في نضاله ضد المحتل المغربي. أجمعت الشخصيات الدولية المشاركة في الندوة المنظمة من طرف اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي على ضرورة تحرك الأممالمتحدة لضمان حق الشعب الصحراوي في استفتاء حر ونزيه، حيث أكد بيار غالان رئيس التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي أنه على بان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة أن يفعل حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفق الشرعية الدولية باعتبار أن القضية الصحراوية قضية عادلة تتعلق بتصفية آخر المستعمرات في القارة الإفريقية، من جهتها أشارت فيوليت داغر رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان إلى سياسة اللعب على ربح الوقت والهروب إلى الأمام التي ينتهجها الاحتلال المغربي من خلال تماطله في المفاوضات الغير رسمية وتشبثه بخيار الحكم الذاتي في كل جولة، حيث اعتبرت أن الحل في الأراضي الصحراوية لا يزال بعيد بالرغم من كل الأصوات التي ترفعها المنظمات الدولية للمطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وكذا مفاوضات واجتماعات مجلس الأمن الدولية، مؤكدة انحصار دور الجامعة العربية وغيابها في ظل انتهاكات حقوق الإنسان العربي وخاصة الصحراوي، دون ذكر استنزاف الثروات الصحراوية بشكل متعسف، واعتبرت ذات المتحدثة أن الثورات التي تعرفها عدد من الدول العربية ضد الفساد مهما بلغت أحقيتها لن تكون أكبر من حق الشعب الصحراوي في التحرر من الاستعمار، وعلى عكس المواعيد السابقة للتضامن مع الشعب الصحراوي حضر رئيس بلدية أرينا التونسية كريم أهلالي والذي عبر عن دعم تونس للشرعية الدولية في حق الشعوب في تقرير مصيرها بما فيها الشعب الصحراوي، معتبرا أنه في ظل عدم انتهاء الاستعمار المغربي في الأراضي الصحراوية المحتلة لن يكون هناك مستقبل لمنطقة المغرب العربي سياسيا ولا اقتصاديا. وخلال تدخله شدد محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي على ثبات الموقف الجزائري من القضية الصحراوية ووقوفه مع المناضلين الصحراويين بكل الوسائل المتاحة، موجها نداء إلى الأممالمتحدة يطالبهم فيه بتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، وذلك قبل يومين من إحياء ذكرى اليوم العالمي للاجئين. من جهته اعتبر إبراهيم غالي سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر ل"السياسي" هذه الندوة بمثابة الدعم المتجدد للمقاومة الصحراوية، وكذا بمثابة المرآة العاكسة للأوضاع المتأزمة في الأراضي الصحراوية المحتلة نتيجة الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان وتصعيدها لعمليات الاعتقال والاختطاف، حيث ستتمكن الجزائر من نقل هذه الوضعية للرأي العام العالمي، وفيما يخص الخطاب الأخير للملك المغربي فقد أكد ذات المتحدث أنه لا يعني الشعب الصحراوي لأنه شعب مصمم على المقاومة. وتأتي هذه الندوة تزامنا مع الذكرى 41 لانتفاضة الزملة التاريخية المصادفة ل17 جوان لمؤسسها الشهيد محمد سيد إبراهيم بصيري، وكذا التوقيع اليوم على اتفاقية توأمة بين بلدية أريس بباتنة قلعة انطلاقة الثورة النوفمبرية ورمز تضحيات الشعب الجزائري لافتاك حريته واستقلاله، وبين أكديم إيزيك بالأراضي الصحراوية المحتلة الشاهدة على همجية الاحتلال المغربي في نوفمبر الفارط بعد الهجوم المفاجئ على مخيم سلمي لآلاف الصحراويين المطالبين بحقهم في تقرير مصيرهم.