"الموسم السياحي التونسي على كف عفريت من دون السواح الجزائريين" هي الحقيقة التي تسعى السلطات التونسية إلى تغيرها بكل الطرق والسبل المتاحة من خلال إقناع الجزائريين بالخدمات المغرية نوعيا وماديا من أجل إنقاذ موسم السياحة في تونس المصدر رقم واحد لمداخيل البلاد، ووقف نزيف الهجرة غير الشرعية بعد أن طالت البطالة 700 ألف عاطل عن العمل، حيث ترفض تونس أي فتح للنقاش حول غلق الحدود مع الجزائر وتهاجم بقوة الإشاعات التي تدور حول هذا الجانب. تحدي استقطاب السائح الجزائري لإنقاذ الموسم السياحي في تونس كشف كريم أهلالي رئيس بلدية الأريانة الواقعة بولاية الأريانة التونسية ل"السياسي" تفاصيل التعليمات الصارمة المقدمة من السلطات العليا للبلاد بإنقاذ موسم السياحة في تونس والاعتماد على كل السبل المغرية لاستقطاب السائح الجزائري، الذي عادة ما كان رقم واحد في قائمة السواح الذين يقصدون سنويا البلاد، مشيرا إلى التمكن من إنقاذ الموسم الفلاحي، ومرور امتحانات نهاية السنة في ظروف عادية، غير أن التحدي الكبير الذي يواجه السلطات الحالية للبلاد هو إنقاذ موسم السياحة باعتبار أنه الأهم في عجلة الاقتصاد التونسية الذي يتم السعي إلى تحركها في اقرب الآجال لوقف العديد من المظاهر وفي مقدمتها الهجرة غير الشرعية الناجمة عن البطالة، والتراجع الكبير للاستثمارات الفنادق فتحت أبوابها بأسعار مغرية وبخدمات رفيعة المستوى، كما تم الشروع في حملات دعائية ضخمة لإقناع السواح، واعتبر مير الأريانة أن الحل الوحيد لوقف الهجرة غير الشرعية للشباب التونسي والتي ارتفعت بطريقة مذهلة في الأشهر القليلة الماضية، باتجاه أوروبا عن طريق "الحرقة"هروبا من شبح البطالة التي بلغت 700 ألف عاطل عن العمل هو إنقاذ موسم السياحة باعتبار أن هذه الأخيرة المصدر رقم واحد للمداخيل في البلاد، رابطا ذلك بتوافد السواح الجزائريين الذين غيروا وجهتهم هذه السنة. واعتبر أهلالي أن التحدي رقم واحد الذي يواجه التونسيين اليوم هو إعادة عجلة الاقتصاد خاصة مع المشاكل المعيشية التي أصبحت تطرح على أكثر من صعيد. "غلق الحدود إشاعة ولم يضرب التونسيون أشقائهم الجزائريون" اعتبر رئيس بلدية الأريانة غلق الحدود مع الجزائر إشاعة مغرضة ترفض الدولة التونسية حتى الالتفات إليها، مشددا على أن تونس لا تشكل أي خطر على الجزائر عكس باقي دول الجوار، ومستدلا في ذلك باستقبال تونس ل 500 لاجئ ليبي ومساعدتهم، وهو ما اعتبره ذات المتحدث مؤشرا للعودة التدريجية للاستقرار الأمني والسياسي في تونس، واصفا الأنباء المتداولة عن ضرب جزائريين في تونس بالمغرضة والمستهدفة لعلاقات البلدين والمصالح المشتركة وخاصة منها إسقاط موسم السياحة التونسي، مشددا على المكانة التي تحظى بها الجزائر لدى كل التونسيين، موجها رسالة باسم إلى كل تونسيين إلى أن البلاد تنتظر زيارتهم على أحر من الجمر. الشعب التونسي يرفض التسرع عكس المصريين أشار كريم أهلالي رئيس بلدية الأريانة الواقعة إلى أن الأوضاع في تونس تتجه نحو التحسن مع تسجيل استقرار ملحوظ بجيل جديد يرفض التسرع، عكس المصريين وهو ما جعلهم يفضلون الانتخابات بلجنة مراقبة مستقلة للتحضير لها بعيدا عن الانتماء إلى أي وزارة حتى وزارة الداخلية، حيث وبعد مفاوضات ماراتونية أرجأت الحكومة التونسية موعد انتخابات المجلس التأسيسي إلى تاريخ ال23 أكتوبر المقبل، في أول انتخابات تونسية بعد سقوط الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، مضيفا أن رهان الشفافية في هذه الانتخابات هو الأهم ولو بخطى متأنية رافضا كل الانتقادات التي تم توجيهها في هذا الإطار. وأضاف مير الأريانة أن الشعب التونسي شعب عظيم اختار الصعب وتأجج لمواجهة المصاعب بعد أن أعاد البلاد إلى السكة الصحيحة، مؤكدا في ذات السياق أن الاحتجاجات والإعتصامات ما هي إلا أمور جانبية لن تأثر على الاستقرار الأمني للبلاد بل هي تداعيات طبيعية للأوضاع التي عرفتها تونس.