رغم كل ما تبذله الدولة من جهود لإنعاش قطاع السياحية،ورغم الإمكانيات الطبيعية الهائلة المتوفرة في بلادنا، إلا أن الوضع يظل كما هو، إن لم نقل أنه يتدهور خصوصا فيما يتعلق بالسائح المحلي، حيث يحج إلى تونس وحدها كل صائفة ما لا يقل عن 3 مليون جزائري. وهو الرقم الذي كشف عنه المندوب الجهوي للسياحة لمدينة القيروان إلياس مسلم في تصريح خاص ب"الشروق" والذي أكد أن عدد السواح الجزائريين الذين زاروا تونس الصائفة الماضية قارب ثلاثة ملايين جزائري، فيما تؤكد مصادر من وزارة السياحة التونسية أن الجزائريين يسهمون في ضخ 400 مليون أورو سنويا أي مايعادل 500 أورو في الأسبوع في الخزينة التونسية حسب التقرير الذي أعدته وزارة السياحة التونسية. رقم يعني الكثير في حكم السياسة السياحية ويعني أكثر في قاموس الاقتصاد لكنه بالمقابل يطرح أكثر من سؤال حول العوامل التي تدفع الآلاف من الجزائريين الذين ألفت تونس قلوبهم واستهوتهم السياحة فيها إلى الهجرة الصيفية إلى تونس، على الرغم من أن ما تسعه ولاية بجاية وتيبازة مثلا لوحدها من الجمال الخلاب والطبيعة المتناسقة لا تسعه تونس بأكملها. والأكيد أنه لا يختلف اثنان على أنه بالرغم من حداثة ثقافة الجزائريين بالعطل السياحية سواء تعلق الأمر بداخل البلاد أو خارجها، إلا أن هذه الظاهرة باتت تأخذ طريقها نحو التجذر في ذهنية الجزائري، وهو ما تؤكده الأرقام المقدمة بخصوص عدد السياح الجزائريين في الخارج، فقد بات عدد المفضلين قضاء عطلهم في تونس الجارة يفوق3 ملايين شخص، ففي الثلاثي الأول من السنة الجارية بلغ عدد من اختار تمضية نهايات أسبوع ممددة في البلد المجاور، حسب الإحصائيات التي قدمها لنا المندوب الجهوي للسياحة لولاية القيروان إلياس مسلم 100 ألف جزائري، مع العلم أن هذه العطل باتت لا تقتصر على موسم الصيف وإنما باتت تشمل كل العطل السنوية والمواسم والأعياد المختلفة، وحتى شهر رمضان الكريم وفي هذا السياق كشف ذات المتحدث ل"الشروق" أن ما لا يقل عن 76 ألف سائح جزائري قضى شهر رمضان الفضيل في تونس و80 بالمائة، منهم في مدينة القيروان أين يؤدون صلاة التراويح في المسجد العتيق "عقبة بن نافع"، وهذا ما أكده لنا إمام مسجد "عقبة بن نافع" أثناء زيارتنا له. كما كشف المندوب السياحي للولاية السياحية "مهدية" محسن بوصفارة في تصريح خاص ب"الشروق" أن السلطات التونسية سطرت برنامجا لموسم السياحة وكذا شهر رمضان للسياح الجزائريين، حيث تم بعث على مستوى وزارة السياحة، لجنة تعمل على إرساء إستراتيجية على المدى القصير والبعيد للنظر في السبل الكفيلة لإنجاح الموسم باعتبار خصوصيات العادات والتقاليد الاجتماعية والتجارية بمناسبة هذا الشهر المبارك شيء مهم بالنسبة للجزائريين. هذا وقد وجهت وزارة السياحة التونسية تعليمات لكل الوكالات السياحية والفنادق بتخصيص أسعار خاصة بالجزائريين نظرا لكونهم يحتلون المرتبة الأولى في الترتيب السياح الوافدين على تونس، كما يضيف ذات المتحدث أن تراجع السياح الأوروبيين بشكل كبير في السنتين الأخيرتين بسب الأزمة المالية العالمية من جهة والخوف من الإصابة بالفيروس المكسيكي، من جهة أخرى، دفع السلطات التونسية إلى تدعيم الخواص لتشييد بناءات خاصة بالعائلات والسياح الجزائريين مقابل أسعار مغرية.