خصت وزارة السياحة والتجارة التونسيةالجزائر بحملة ترويجية خاصة بالسياحة نحو تونس، تنطلق في الخامس من جوان المقبل في خطوة اعتبرها وزير القطاع هامة لإعادة بعث السياحة في تونس التي تراجعت بأزيد من 40 بالمائة، ويعول كثيرا على السياح الوافدين من الجزائر والذين يقدر عددهم سنويا بنحو 1,5 مليون سائح جزائري نحو تونس محتلين بذلك المرتبة الثالثة بعد السياح الليبيين والفرنسيين ويكفي حسب الوزير التونسي للتجارة والسياحة أن يتجه 700 ألف سائح جزائري نحو تونس لإنقاذ الموسم السياحي لهذا الصيف. باسم الأخوة والعروبة والتاريخ المشترك ناشد السيد مهدي حواص وزير التجارة والسياحة بالجمهورية التونسيةالجزائريين بأن لا يترددوا في التوجه نحو تونس لقضاء عطلهم ككل عام، وأن لا يكونوا أول من يتخلى عن تونس في هذا الظرف الذي تمر به البلاد بعد الثورة التي وإن حررت تونس من النظام الديكتاتوري لحكم بن علي إلا أنها أدخلت البلاد في شبه أزمة سياسية أتت على العديد من القطاعات وفي مقدمتها السياحة التي تعد العمود الفقري للاقتصاد التونسي. وعلى هامش زيارة العمل التي يقوم بها السيد مهدي حواص إلى الجزائر عقد هذا الأخير نهاية الأسبوع الماضي ندوة صحفية بفندق الهلتون استعرض خلالها الخطوط العريضة لأول وأكبر حملة ترويجية في تاريخ تونس والتي تهدف إلى إعادة بعث السياحة بهذا البلد الشقيق بعد مرور أربعة أشهر عن الثورة التي أثرت وبشكل كبير على القطاع السياحي على إثر مخاوف الأجانب في التردد والإقبال على تونس خوفا من الأوضاع الأمنية. وقد فند الوزير التونسي كل ''الإشاعات ''و''الادعاءات'' حول تردي الأوضاع الأمنية بتونس خاصة بعد أن تسببت الثورة في فرار ما لا يقل عن 1500 سجين كانوا يشكلون تهديدا على الأشخاص والذين قال بشأنهم إن العدد الأكبر منهم قد تمت إعادته إلى مكانه الأصلي أي السجن فيما تبقى المنشآت والمواقع السياحية بعيدة كل البعد عن الاضطرابات حسب الوزير الذي أكد تأمين السياحة والسياح التونسيين خلال هذا العام بشكل استثنائي وأكد الوزير التونسي للسياحة والتجارة أنه سيحرص على مد جسر جوي وبحري بين الجزائروتونس مع تخصيص تحفيزات واستثناءات خاصة لوكالات السياحة والأسفار الجزائرية وكذا إدراج تسهيلات أكبر للمسافرين عبر الحدود وذلك موازاة مع الحملة الإشهارية التي ستنطلق يوم 5 جوان القادم والتي خصصت للجمهور الجزائري الكبير المعول عليه كثيرا، وستبث الحملة في شكل ومضات إشهارية عبر القنوات الإذاعية ويشارك فيها فنانون جزائريون مع احتمال إدراج لقطات من فيلم ''رحلة المفتش الطاهر'' التي صور الجزء الأكبر منها في تونس. وتعتبر السياحة التونسية العمود الفقري للاقتصاد وقد تراجعت بنسبة 40 بالمائة مند الثورة مع مخاوف بارتفاع نسبة التراجع أكثر، خاصة مع الانتخابات المزمع تنظيمها شهر جويلية القادم والتي ستعرقل حركة السياحة بسبب الاستعدادات بالإضافة إلى شهر رمضان الذي سيوقف تدفق السياح خاصة الوافدين منهم من الدول العربية بسبب تفضيلهم قضاء هذا الشهر الفضيل في الديار بين الأهل. كما يشكل الجزائريون نسبة كبيرة من سياح تونس بنسبة تتراوح بين 1,5 و2 مليون سائح جزائري سنويا وهم بذلك جزء من السبعة ملايين سائح الذين تحصيهم تونس سنويا منهم 2 مليون سائح ليبي ومثلهم من فرنسا.. وحسب الوزير فإن توافد نصف السياح الجزائريين أي نحو 700 ألف قد يساهم وبشكل كبير في إنقاذ السياحة بتونس التي تناشد المجتمع الدولي وضع كامل ثقته من خلال إعادة بعث الاستثمارات والمشاريع التنموية بها بعد أن دخلت صف الدول الديمقراطية.