خسر حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم معركة السيطرة على بلدية اسطنبول، بعد إعادة إجراء انتخابات البلدية، ويمثل هذا ضربة قاسية للرئيس أردوغان. ومع فرز معظم صناديق الاقتراع، تبين تفوق مرشح حزب المعارضة الرئيسي، أكرم إمام أوغلو، ب775000 صوت، بزيادة كبيرة عما حققه في المرة الماضية، التي فاز فيها ب13000 صوت أكثر من مرشح حزب العدالة والتنمية. وكان فوز المعارضة في مارس قد ألغي بعد أن ادعى حزب العدالة والتنمية حدوث مخالفات. وتنهي هذه النتيجة 25 عاما من حكم العدالة والتنمية لاسطنبول. وقد أقر مرشح الحزب، رئيس الوزراء التركي السابق، بن علي يلديريم بالهزيمة. وكتب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على تويتر يقول: أهنئ أكرم إمام أوغلو، الذي فاز في الانتخابات، بناء على النتائج الأولية . وتمثل هذه النتيجة انتكاسة كبيرة، للرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية الحاكم، وكان أردوغان قد قال إن من يفوز باسطنبول يفوز بتركيا . وفي خطاب الفوز، قال إمام أوغلو إن النتيجة تمثل بداية جديدة ، لكل من المدينة والدولة. وقال: نحن نفتح صفحة جديدة في اسطنبول. في هذه الصفحة الجديدة، ستكون هناك عدالة ومساواة وحب . وأضاف أوغلو أنه مستعد للعمل مع أردوغان، قائلا: سيدي الرئيس، أنا مستعد للعمل في انسجام معك . أكرم إمام أوغلو، البالغ من العمر 49 عاما، من حزب الشعب الجمهوري العلماني، وعمدة منطقة بيليكدوزو في إسطنبول. لكن اسمه كان بالكاد معروفا، قبل أن يترشح لمنصب رئيس بلدية اسطنبول، في انتخابات مارس الماضي. أما غريمه يلدريم فقد كان عضوا مؤسسا لحزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه أردوغان، وتولى منصب رئاسة الوزراء من عام 2016 حتى عام 2018 ، حينما أصبح نظام الحكم رئاسيا، وألغي منصب رئيس الوزراء. انتخب رئيسا للبرلمان الجديد، في فيفري الماضي، وقبل ذلك شغل منصب وزير النقل والاتصالات. لم يكن فوز إمام أوغلو بفارق ضئيل بلغ 13 ألف صوت، في مارس، كافيا كي يقبل يلدريم بالهزيمة. وزعم الحزب الحاكم أن الأصوات سُرقت، وأن العديد من مراقبي صناديق الاقتراع لم يحصلوا على تصاريح رسمية، ما دفع مفوضية الانتخابات إلى المطالبة بإعادة التصويت. ويقول منتقدون إن ضغط الرئيس أردوغان كان وراء القرار. انتخب السيد أردوغان، وهو من إسطنبول، عمدة للمدينة في عام 1994. أسس حزب العدالة والتنمية في عام 2001، ثم انتخب رئيسا للوزراء بين عامي 2003 و 2014، قبل أن يصبح رئيسا للبلاد. لكن الانقسامات في الحزب بدأت تظهر الآن، ويشير محللون إلى أنها قد تتفاقم بسبب هذه الخسارة. وقال الصحفي والكاتب مراد يتكين، قبل التصويت: أردوغان قلق للغاية . وأضاف: إنه يلعب بكل ورقة لديه. إذا خسر، أيا كان الهامش، سيكون ذلك نهاية نهوضه السياسي المطرد، على مدار ربع القرن الماضي. في الواقع سيظل رئيسا، وسيظل ائتلافه يسيطر على البرلمان، لكن كثيرين سيعتبرون هزيمته بمثابة بداية النهاية له .