رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء بقرار اللجنة العليا للانتخابات في تركيا بإعادة إجراء اقتراع الانتخابات البلدية في إسطنبول والتي خسرها حزبه، فيما تبحث المعارضة استراتيجيتها المقبلة أمام هذا الإلغاء الذي اعتبرته مساسا بالديمقراطية. وكان مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، قد فاز على مرشح حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم بما يقل عن 15 ألف صوت، وهو فارق ضئيل بالنسبة إلى أكبر مدينة تركية. ورفض الحزب الحاكم الإقرار بالهزيمة. وقال أردوغان خلال اجتماع لأعضاء حزبه في البرلمان "نعتقد بصدق بحصول فساد منظم ومخالفات" مضيفا بأن قرار إعادة الانتخابات "أفضل خطوة" للبلاد. وقال المرشح المهزوم رئيس الوزراء السابق بن علي يلديريم الحليف القوي لأردوغان، إنه يأمل في أن تكون إعادة إجراء الانتخابات "مفيدة لمدينتنا". من ناحيته أدان حزب الشعب الجمهوري قرار اللجنة العليا للانتخابات الاثنين بوصفه "لا ديمقراطي ولا شرعي". ويعقد مرشح الحزب أكرم إمام أوغلو الذي أبطلت لجنة الانتخابات فوزه برئاسة بلدية إسطنبول في انتخابات 31 مارس، اجتماعات مع شركاء في الائتلاف الثلاثاء لمناقشة الاستراتيجية المقبلة. وألقى إمام أوغلو، وهو رئيس بلدية سابق، مساء الاثنين خطابا حماسيا أمام الآلاف من أنصاره في إسطنبول وعدهم فيه بالخروج أقوى في انتخابات الإعادة المرتقبة في 23 جوان. وقال إمام أوغلو إن "أولئك الذين يتخذون قرارات في هذا البلد ربما وقعوا (...) في الخيانة. ولكننا لن نستسلم أبدا". واتسم خطابه بنبرة هجومية، إذ دعا أنصاره إلى "كفكفة دموعهم"، وقال "سترون، سنفوز سويا جميعا". وقال "ربما تشعرون بالاستياء لكن لا تفقدوا الأمل". وكانت الهيئة الانتخابية العليا قد أعلنت في 17 أفريل الماضي فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول.
وكانت النتائج غير النهائية للانتخابات البلدية قد أظهرت فوز الحزب الحاكم على المستوى الوطني، مقابل خسارته العاصمة أنقرةوإسطنبول العاصمة الاقتصادية للبلاد. وخسارة حزب العدالة والتنمية في أنقرةوإسطنبول تعتبر بمثابة صفعة تعود خاصة إلى الضائقة الاقتصادية التي تهز البلاد إثر حصول انكماش هو الأول في عشر سنوات وملامسة التضخم لنسبة 20% وتراجع قيمة العملة. وأثر الغموض الذي كان يحيط بنتائج الانتخابات في إسطنبول على أسعار الليرة التركية التي راكمت خسائر في الأيام الأخيرة وتخطت الاثنين عتبة 6 ليرات للدولار الواحد. وكان الرئيس التركي قد رفض منذ البداية القبول بالخسارة في إسطنبول التي يحكمها الإسلاميون منذ 25 عاما، وندد بحصول "انتهاكات واسعة النطاق". ويتهم العدالة والتنمية مسؤولين في مكاتب اقتراع بالتقليل من أصوات حصل عليها مرشحه.