خطر الفساد لا يختلف كثيراً عن الإرهاب أكد وزير العدل حافظ الأختام، سليمان براهيمي، أمس بتيبازة، أن الدولة ستواصل مسار مكافحة الفساد بكل صرامة، مشددا أن نجاعة المتابعات القضائية تكمن في استرجاع الأموال المنهوبة. وأوضح الوزير، لدى افتتاحه يوم دراسي منعقد بالمدرسة العليا للقضاء بالقليعة حول مكافحة الفساد وحماية الاقتصاد الوطني بحضور قادة جهاز الدرك الوطني وكذا الأمن الوطني، أن السلطات العليا للدولة عازمة بكل طاقاتها على محاربة ظاهرة الفساد بكل قوة وعزم للقضاء عليها واستعادة الأموال المنهوبة وحماية ممتلكات الأمة واجتثاث كل منابعه (الفساد). وأضاف أن الإرادة القوية لمكافحة الفساد مؤسسة على مقاربة واسعة، أبرزها تطبيق القانون بكل صرامة وحزم وضمان متابعات ومحاكمات قضائية وفقا لقواعد المحاكمة العادلة والعمل على تفعيل كل الإجراءات وتعزيز الآليات بما يتلاءم مع تطبيق القوانين والمحافظة على المؤسسات الاقتصادية. وبالمناسبة، دعا وزير العدل المشاركين إلى بحث الآليات الواجب اتخاذها من طرف القضاة للمحافظة على السيرورة العادية للمؤسسات الاقتصادية التي يتواجد أصحابها رهن الحبس المؤقت لتورطهم في قضايا فساد، خاصة منها المحافظة على العمال، واستكمال البرامج قيد الإنجاز. كما دعا هؤلاء المشاركين في أشغال الملتقى إلى البحث في الآليات والإجراءات القانونية والتنظيمية لاسترجاع الأموال المنهوبة داخل وخارج الوطن، موضحا أن محاكمة المجرمين والفاسدين لن تكون ناجعة ما لم تتوج باسترجاع الأموال المنهوبة في إطار الاتفاقيات الثنائية والإقليمية والدولية، لاسيما الأممية منها على غرار وثيقة الأممالمتحدة لمكافحة الفساد كأول وثيقة لتعزيز التعاون الدولي في المجال. وبعد أن أكد أن مكافحة الفساد أضحت في عالم اليوم أولى الأولويات لدى دول العالم لما تشكله من تهديد للاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة، وصف وزير العدل الفساد بالخطر الذي لا يختلف كثيرا عن خطر الإرهاب و الجريمة العابرة للقارات، ما يجعل الحاجة الدولية ملحة من أجل تعزيز التعاون وتنويعه، كما قال. وأضاف براهيمي، أن القناعة ترسخت لدى الجميع بضرورة مكافحة الفساد الذي يضر بالدولة في كل القطاعات ويقوض جهود التنمية ويستنزف الثروات ويعرقل كل برامج التنمية، الأمر الذي يؤدي لانهيار الدولة. وبخصوص دور المؤسسات والهيئات، شدد الوزير على أن القضاة وضباط الشرطة القضائية وكذا هيئات العدالة على دراية كبيرة بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، مبرزا أن الشرفاء من أبناء هذا الوطن واعون بما هو منتظر منهم. ويتناول ملتقى مكافحة الفساد و حماية الاقتصاد الوطني ، الذي ينظمه الديوان المركزي لقمع الفساد محورين: الأول يتعلق بآليات المحافظة على المؤسسات والمشاريع الاقتصادية المعنية بالتحقيقات والإجراءات القضائية، والثاني استرداد الممتلكات المتأتية عن جرائم الفساد وعائدتها بمشاركة قضاة وإطارات سامية من وزارة المالية والبنوك وكذا قيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني وخبراء اقتصاديين. مدير ديوان قمع الفساد: سنسترجع الأموال المنهوبة كشف مدير ديوان قمع الفساد، مختار لخضاري، امس، عن عمل تحضيري، بمعية الهيئات الدولية، لاسترجاع الأموال المنهوبة. وقال المتحدث في هذا الشأن: هناك عمل تحضيري لاسترجاع الأموال المنهوبة، يجب اولا تحديد مكان العائدات، وهذا يتطلب تظافر الجهود مع الهيئات الدولية . وأكد في ذات السياق أنه لا يمكن بناء اقتصاد على المال الفاسد، كاشفا عن التحضير لنصوص قانونية، تحافظ على هذه المؤسسات والأموال ومناصب الشغل.