غياب الشخصيات الوازنة أثّر سلباً على منتدى الحوار خالفت الندوة الوطنية لمنتدى الحوار الوطني، المنعقدة بمدرسة الفندقة بعبن البنيان بالجزائر العاصمة، كل التوقعات، وهذا بعد الخطوط العريضة التي تبناها الأحزاب والشخصيات السياسية ومختلف المجتمع المدني المشاركة في الندوة للخروج من الأزمة، حيث لم تخرج من الطابع الكلاسيكي ومحور المبادرات المطروحة سابقا. وعرف المنتدى الوطني للحوار، الذي عقد أمس الاول، غياب أسماء وازنة ورؤساء أحزاب سياسية معروفة وشخصيات ثورية تم الترويج في وقت سابق من قبل المنظمين عن تلقي موافقة لحضورها، أين غاب عن الطاولة البيضاء التي جمعت ممثلين عن المعارضة، الرئيس السابق اليامين زروال، ووزير الخارجية السابق أحمد طالب الإبراهيمي، ورئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، ورئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، والمحامي مصطفى بوشاشي، بالإضافة إلى مقاطعة أحزاب البديل الديمقراطي لأشغال المنتدى وعلى رأسهم أحزاب الأفافاس والأرسيدي والعمال. واتفق المشاركون في اللقاء على ضرورة الإسراع في تأسيس هيئة وطنية مستقلة لتنظيم والإشراف على الانتخابات، وكذا اتفقوا على رزنامة من الإجراءات المتعلقة بإنشائها وتشكيلها وضرورة استقلاليتها السياسية والإدارية والمالية، كما تدارسوا آليات تسيير مرحلة التحضير للانتخابات الرئاسية. وأكد المشاركون في الندوة على ضرورة تعويض رموز النظام التي في مؤسسات الدولة بشخصيات توافقية، وتعيين حكومة كفاءات للتحضير لانتخابات حرة ونزيهة من شأنها تمكين الشعب الجزائري من التعبير عن رأيه بكل حرية وفي آجال معقولة، كما اقترحوا إنشاء لجنة وطنية تقنية توافقية لصياغة الإطار القانوني للهيأة الوطنية المستقلة لتنظيم والإشراف على الانتخابات، إبعاد كل المسؤولين المتورطين في الفساد خلال حكم النظام البائد وأولئك الذين دعوا للعهدة الخامسة ودعموها، من تسيير وتحضير الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتطرق المشاركون في المنتدى الوطني للحوار إلى دور الجيش الشعبي في مسار البحث عن حل للخروج للأزمة، مركزين على التعهد الذي عبرت عنه قيادة الشعب في عدة مناسبات، أين كانت المرافق الدائم لمطالب وتطلعات الحراك الشعبي والثورة السلمية التي انطلقت منذ ال22 فيفري المنصرم. وجاءت الندوة عكس التوقعات المنتظر منها لما سبقها من حشد ومشاركة قرابة 700 شخصية يمثلون مختلف التشكيلات السياسية وفعاليات المجتمع المدني ونشطاء الحراك الشعبي، إلا أن الوثيقة الصادرة عن هاته الندوة كانت عبارة عن صورة طبق الأصل لما دعت له العديد من الشخصيات السياسية والأحزاب في كل مرة عبر تصريحاتها وبياناتها. وحسب المتتبعين للشأن السياسي للندوة الوطنية لمنتدى الحوار الوطني، هناك إجماع واسع على أنها لم تأتي بالجديد ما عدا الوثيقة الختامية التي اتفق عليها المشاركون، فكيف لهاته التشكيلات السياسية التي تسمى نفسها بالمعارضة أن تجد الحل للأزمة وهي تعد من بين الأسباب التي أدت بالجزائر لهذا الوضع، لأن معارضتها كانت شكلية فقط لا فعلية. ومما لاشك فيه، أن جل المشاركين في الندوة الوطنية للحوار ربما يريدون التموقع ليس إلا وتبني قيادة الحراك الشعبي والوقوف على مطالبه، خاصة في ظل الرفض الشعبي لأي حزب من الأحزاب أو الشخصيات المشاركة لأن تمثله باسم الحراك الشعبي، فمن الغريب أن يرفض الحراك الشعبي خطاب الرئيس بن صالح الأخير، وتأتي هاته التشكيلات السياسية لتأكد توافقها مع خطابه. اجتماع المعارضة مات قبل ولادته دافع عضو مجلس الأمة، عبد الوهاب بن زعيم، عن طرح رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، والممثل في إنتخاب رئيس للجمهورية، معتبرا انه الحل الأمثل لإنهاء أمد الأزمة، مشيرا إلى أن إجتماع المعارضة مات قبل إزدياده، لما عرفه من مقاطعة شخصيات المعارضة البارزة. وأشار بن زعيم، في منشور له على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك حول منتدى الحوار، قائلا: سيفشل ولن يصل الى اَي حلول واقعية، فغياب الجميع جعل الحوار يموت قبل ان يولد ان حالة الانقسام المزمنة التي تسود المعارضة نفسها وأنها غير تمثيلية للحراك وللشعب بل لمناضليها الذين لم يستشيرو في اَي قرار جعل الجميع يغني ليلاه، وكان من المفترض مع طرح الدولة للحل السياسي الممثل في انتخاب الرئيس كحل ينهي الأزمة وتأسيس الهيئة التي ستشرف على الانتخاب منذ بدايته الى نهايته أن تتلاشى الخلافات الجوهرية، وان نذهب جميعا لدعم الحل ودعوة الجميع لانتخابات حرة ونزيهة يكون الصندوق هو الفيصل . واعتبر المتحدث، أن الحوار المفتوح والشامل وسينجح الشعب في إنتخاب رئيسه بكل سيادة وديمقراطية، كما سيساهم في المضى صوب بناء جمهورية الجزائر.