وافق بشروط على دعوة بن صالح لحوار جديد تسيره هيئة توافقية مستقلة توجت أشغال المنتدى الوطني للحوار الذي عقد بالعاصمة بحضور أزيد من 700 مشارك يمثلون الأحزاب السياسية المحسوبة على المعارضة، جمعيات المجتمع المدني، التنظيمات النقابية، إلى جانب شخصيات وطنية وأكاديميين، فضلا عن ناشطين من الحراك الشعبي، بستة (06) مقترحات لتنظيم الإنتخابات الرئاسية المقبلة، كما وافق المشاركون لكن بشروط على مقترح، رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، لتسيير الحوار من طرف هيئة مستقلة. وبعدما وافق المجتمعون بالمنتدى الوطني للحوار، على مقترح بن صالح، الذي كشف عنه في خطابه الأخير للأمة، بمناسبة الإحتفال بالذكرى ال 57 لعيدي الإستقلال والشباب، والخاص بإطلاق حوار جديد يسير من طرف هيئة توافقية مستقلة، أجمعوا وبعد مناقشة آليات تسيير مرحلة التحضير للانتخابات الرئاسية على 6 توصيات جاءت أيضا في شكل شروط لترسيم المشاركة في الحوار السالف الذكر، أوردها البيان الختامي الذي تحوز “السلام” على نسخة منه تتمثل في تعويض رموز النظام البوتفليقي التي مازالت على رأس مؤسسات الدولة بشخصيات توافقية، تعيين حكومة كفاءات لتحضير انتخابات رئاسية حرة وشفافة من شأنها تمكين الشعب من التعبير عن رأيه بكل حرية، في آجال معقولة، إنشاء لجنة وطنية تقنية توافقية لصياغة الإطار القانوني للهيئة الوطنية المستقلة لتنظيم والإشراف على الانتخابات، إلى جانب إبعاد كل المسؤولين المتورطين في الفساد خلال حكم النظام السابق، وأولئك الذين دعوا للعهدة الخامسة ودعموها من تسيير وتحضير الانتخابات الرئاسية المقبلة، فضلا عن تسيير الحوار من طرف هيئة توافقية مستقلة، وفتحه (الحوار) لكل القوى السياسية والشخصيات الوطنية التي لم تساند الدعوة للعهدة الخامسة، أو محاولة تمديد العهدة الرابعة. ووسط غياب شخصيات سياسية بارزة ورؤساء أحزاب معروفة، عن هذا الموعد على غرار أحمد طالب الإبراهيمي، مولود حمروش، أحمد بن بيتور، والمحامي مصطفى بوشاشي، بالإضافة إلى مقاطعة “الأفافاس”، “الأرسيدي”، وحزب العمال، أجمع المشاركون في المنتدى الوطني للحوار على ضرورة تكريس الإرادة الشعبية عبر الذهاب لانتخابات رئاسية حرة ونزيهة. هذا وشهدت الجلسة الصباحية للمنتدى الذي جمع بالمدرسة العليا للفندقة والإطعام بعين البنيان، ممثلين عن مختلف الفاعلين الذين شاركوا في الاجتماعات السابقة لفعاليات قوى التغيير والندوة الوطنية للمجتمع المدني، مداخلات رؤساء أحزاب وجمعيات ومنظمات اتفقت على أهمية فتح باب الحوار الجدي والهادئ من أجل العودة للمسار الانتخابي لبناء جزائر جديدة وإدراج إصلاحات عميقة، حيث ثمن علي بن فليس، رئيس حزب طلائع الحريات، الخطاب الأخير لرئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، مؤكدا على ضرورة مباشرة حوار وطني هادئ ومنظم وذو مصداقية يتم تحت إشراف شخصيات وطنية تحظى بالقبول، من جهته، أكد عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أنه آن الأوان لبلورة رؤية مشتركة تجسد الانتقال الديمقراطي الناجح، مضيفا أن أغلب الفاعلين اقتنعوا أن تجذير الديمقراطية وتحقيق الإصلاحات الدستورية العميقة سيكون بعد الانتخابات الرئاسية ضمن آجال معقولة غير بعيدة، أما عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، فقد أكد أن الشباب هم قوة الأمة وأمل مستقبلها، داعيا إياهم إلى الاستمرار في حراكهم الشعبي حتى تتحقق مطالبهم، من جانبه، أكد جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، أن الجزائر بحاجة إلى إصلاحات سياسية عميقة والى حوار جاد بين السلطة السياسية والمجتمع يتم خلاله الاتفاق على خارطة طريق للخروج من الأزمة. للإشارة فإن الجلسة الصباحية للمنتدى عرفت مداخلة 18 مشاركا أغلبهم من قياديي الأحزاب السياسية، وتم خلال الفترة المسائية فتح المجال لحوالي 30 ممثلا عن المجتمع المدني.