من المستفيد من مؤامرة ال 17 سبتمبر ؟ من خلال استطلاع قامت به »السياسي« لآراء بعض الشباب على اختلاف مستوياتهم التعليمية والإجتماعية حول »دعاية ال17 سبتمبرالجاري ثبت مدى وعي الشباب بهذا »التخلاط« والمؤامرة التي تحاك ضد الجزائر والجزائريين، خصوصا وأن الجزائريين عموما على الرغم من أن العديد يتهم الشباب الجزائري بالجهل والأمية لكنه فنّد التهمة الملفقة له بمستوى وعيه بما تخفيه هذه الأخيرة، خاصة وأنها خلقت أعذارا واهية للترويج لانتفاضة التغيير الإجتماعي والسياسي المقرر يوم السبت المقبل عبر صفحات الفايسبوك. من يريد »التخلاط« في الجزائر؟ بهذه العبارة وجّه لنا العديد تساؤلاتهم المندرجة ضمن »من يريد التخلاط في بلدنا« والتي أجاب عليها الكثيرون بأن أطرافا مشبوهة تحاول انتهاج سياسة »ذر الرماد« في الأعين، من خلال التحجج بضرورة التغيير الإجتماعي والسياسي خدمة لمصالح خارجية، خاصة وأن هذه الشرذمة تحاول اللعب على وتر التغييرات في البلدان العربية، لتكرار نفس السيناريو الذي طال ليبيا، سوريا، ومصر وفق المخطط الإسرائيلي الذي استهدف الشرق الأوسط. شباب.. يفصحون عن آرائهم إرتأينا التوجه بسؤالنا لعينة مختلفة من الشباب الجزائري التي عبّرت عن مكنوناتها من خلال الإجابة على حقيقة ال17 من سبتمبر المقبل، »ف.ح« مهندس معماري يبلغ من العمر ثلاثين سنة، رد على سؤالنا بأن تخطيطات هذا اليوم مآلها الفشل لامحالة، مشيرا إلى أن الجزائريين وقفوا وقفة واحدة لاستقرار الوطن على الرغم من المجهودات التي بذلها أعداء الجزائر وأن هذه الأكذوبة روّج لها البعض عبر موقع التواصل الإجتماعي »الفايسبوك«، لجمع أكبر حشد ممكن، غير أن المجتمع الجزائري بات أكثر وعيا من ذي قبل بخطورة مؤامرة أعداء الجزائر، خاصة وأن الكل أخد العبرة من العشرية السوداء التي قصدت تحطيم الجزائر، معلّلا قوله بما حدث في »ديار الشمس« وأحياء أخرى عانت من ويلات السكن الذي أذاقهم المر، حيث توجهت لهم بعض الأطراف لتحريضهم والانقياد المغرض خدمة لمصالحهم الشخصية، غير أن سكان هذه الأحياء ردّوا على هؤلاء برجمهم بالبيض والطماطم. أما »ي.ن« بطال يبلغ من العمر 32 سنة عارض الفكرة، قائلا: »كيف لقلّة أن تروّج لفتنة كهذه للإطاحة بالجزائر، وبذلك تسعى لضرب استقرارها، وتعكير الجو على نمط ما حدث في بلدان عربية لإغراقها في حمامات الدماء«، غير أن الوضع بالجزائر لا يشبه الوضع السائد بالدول العربية حسب هذا الشاب، فإن الجزائر تتمتع بقدر من الديمقراطية عكس استبداد حكّام تلك البلدان وهو ما يؤكد اختلاف الوضع. »سعاد« تبلغ من العمر 23 سنة خرّيجة كلية العلوم السياسية، عبّرت عن رأيها الخاص قائلة: »لا أتوقع انجراف الجزائريين وراء إشاعة ال17 سبتمبر، فالشعب الجزائري أخذ العبرة من أحداث أكتوبر 1988 التي أدخلت الجزائر في عشرية دموية راح فيها العديد من الأبرياء والتي كان سببها أطراف خارجية لا تريد لبلدنا التقدم ومواكبة العصر، وهذه الأطراف المجهولة تسعى لضرب الجزائر لتحقيق مصالحها الذاتية مثلما حدث للعديد من البلدان العربية على غرار ليبيا، سوريا مصر والقائمة طويلة. »ز.ق« طبيبة بيطرية عبّرت عن رأيها قائلة: »المواطن الجزائري يحتج على الزيادة في الأسعار، والأوضاع الاجتماعية عموما، لكن أن يُدخل الجزائر في متاهات لا يعرف نهايتها فهذا أمر من الجنون، لأن الشعب الجزائري بأكمله واع ولا يريد إعادة سيناريو مسلسل عنف العشرية السوداء وأن الشعب الجزائري عانى بما فيه الكفاية من ويلات الإرهاب وسفك دماء الأبرياء«. »و.م« إطار بمؤسسة خاصة أبدى رأيه بخصوص التاريخ الموعود قائلا أن الشعب الجزائري لا يريد تغيير النظام، وإنما يريد إصلاحا لبعض المشاكل الإجتماعية على سبيل المثال، كما أن الجزائريين يتمتّعون بقدر من الديمقراطية يسمح لهم بمناقشة أرائهم عبرالحوار، والكل لا يريد العودة إلى ما حدث في العشرية السوداء، فهَمّ الشعب الجزائري هو تسوية بعض النقاط العالقة على غرار أزمة السكن، وفتح مناصب شغل، والاختناق المروري الذي يعتبر من بين أهم المشاكل التي أثقلت كاهل الجزائري«. لن نسمح ب »تخلاط« الجزائر دعّم جل الشباب الذين حاورناهم أراءهم حول هذا الموضوع بمجموعة من الحجج، تجسّدت أولاها في سنوات الجمر التي محت الجزائريين من الخارطة العالمية، وراح العديد من الأبرياء ضحايا العشرية السوداء، وتطرق بعض الشباب إلى الإنجازات التي عكف رئيس الجمهورية على تدشينها منذ توليه مقاليد الحكم في الجزائر على مر عهداته، كمشروع القرن الطريق السيار شرق غرب، المطارات، المؤسسات التعليمية، المؤسسات الإستشفائية، مشاريع الإسكان بالصيغ المختلفة، مناصب الشغل وأول حجة إستخدمها هؤلاء هي الإستقرار الذي خيم على الجزائر، بعد جزم العديد من الأطراف الداخلية والخارجية على استحالته، في حين ذهب بعض الشباب إلى بطاقة الإعفاء من الخدمة العسكرية التي خصّت الشباب البالغ من العمر ثلاثين سنة فما فوق والتي شكّلت فيما مضى أكبر عائق أمام هؤلاء، وذهب البعض الآخر إلى وكالات دعم وتشغيل الشباب التي خلّصت الكثيرين من شبح البطالة، والأدهى من كل ذلك أن الشعب الجزائري أصبح اليوم واعيا يقرر مصيره شخصيا دون تدخل أي أطراف أخرى، ومنه فإن الشعب الجزائري قاطَع الثورات، حيث أن هذه الأخيرة شكلت تسلسلا إستهدف بلدانا عدة. وجود نقائص لا يعني "نخلطوا البلاد" على الرغم من إجماع كل من حاورناهم على ضوروة الاتحاد في الظرف الراهن، الذي يعرف "تخلاط" كبير على المستوى الخارجي لجل البلدان العربية، قالوا أن هناك نقائص تعاني منها الجزائر، على غرار كل بلدان العالم، ولكن الأصح أن هناك مجهودات لمعالجتها، فأزمة السكن مثلا عرفت انفراجا كبيرا، وكذا أزمة الشغل التي عرفت هي الأخرى حلولا كيثيرة، لا يستطيع أي جاحد أن ينكرها، كما لا يغفل أن الموطان الجزائري يعاني من بعض مظاهر البيروقراطية، لكنه مجمع على أن حلول هذه المشاكل يجب أن تحل عن طريق الحوار و بأساليب حضارية ،وليس بالفوضى. بيننا كجزائريين وليس عن طريق جهات أجنبية، لاهم لها سوى زرع الفتنة والبللة في الجزائر. السبت.. ما حقيقة هذا اليوم بالتحديد؟ وقد تساءل أغلب من حاورناهم عن حقيقة يوم ال17 سبتمبر المصادف ليوم السبت المقبل، فهل يوم السبت إختاره أعداء الجزائر قصد التخلاط وإنجاح السيناريو الفاشل الذي تزامن مع حلول كل سبت في الجزائر لفترة، إلى أن أرهق مروّجيه، خاصة وأنّ الشعب الجزائري أثبت وقفته، وقفة الرجل الواحد المحب لوطنه والوفي لدم آبائه الذين دفعوا بأرواحهم ثمنا لاستقلال الجزائر حيث وجّه الجزائريون صفعة قوية للقائمين على المعارضة وكل أعداء الجزائريين عموما، من خلال مقاطعة المسيرات وتسجيل عدم الحضور والقلّة القليلة التي تواجدت في هذه المسيرات كان هدفها الإطّلاع على ذاك الحدث عن كثب. »ليفي« أحد »الخلاطين« الذين كشّروا عن أنيابهم على خلفية اعتزام »برنارد هنري ليفي« زيارة الجزائر خلال الأيام القليلة القادمة، وتأكيده على إحراج السلطات الجزائرية بزيارته هذه، خاصة إذا ما تم منعه من دخول ترابها، نقل الأمر إلى قضية رأي عام بتزامن الزيارة مع حركة 17 سبتمبر التي روّج لها بعض الأشخاص عبر موقع التواصل الإجتماعي »فايس بوك« الذي تنبأ بقيام ثورة على حد قول هؤلاء، خاصة وأن هذا الفيلسوف لقّب بموقّد الثورات العربية، حيث كان آخر بلد عربي يدخله هو مدينة بنغازي الليبية، في حين كان آخر نشاط له هو تنظيم لقاء للمعارضة السورية في الخارج رعاه بأمواله الخاصة، كما عرف عن هذا الفيلسوف نواياه السيئة المعادية للأصول الإسلامية، وكذا مواقفه الأخيرة من الثورات العربية وتلويحه بانتقال الثورة إلى الجزائر بعد سقوط طرابلس. من هو »«؟ ولد ليفي من عائلة يهودية ثريّة بالجزائر في 5 نوفمبر 1948 بمدينة بني صاف، خلال الإحتلال الفرنسي، ثم انتقلت عائلته إلى باريس بعد أشهر من ميلاده، وقد درس الفلسفة بجامعة فرنسية راقية، ودرّسها فيما بعد واشتهر كأحد الفلاسفة الجدد، وهم جماعة انتقدت الإشتراكية بالهوادة واعتبرتها فاسدة أخلاقيا وهو ما عبّر عنه في كتابه الذي ترجم لعدة لغات تحت عنوان »البربرية بوجه إنساني« واشتهر »ليفي« كصحفي وكناشط سياسي، وكان »ليفي« الداعم الأول لما حدث في ليبيا وأول الواصلين إلى مدينة بنغازي الليبية التي تحتضن الثورة، وقد التقى رئيس المجلس الإنتقالي، ورفعوا العلم الإسرائيلي لأول مرة في التاريخ الليبي على الأراضي الليبية. الزهراء ريف سفير الجزائر بمصر »عبد القادر حجّار« في تصريح خاص ل»السياسي«: دوائر إستخباراتية وجِهات صهيونية وراء التحريض على ما يسمى ثورة 17 سبتمبر المزعومة الشباب الجزائري لن يغامر بمستقبل بلاده كشف سفير الجزائر بالقاهرة »عبد القادر حجار« في اتصال هاتفي مع »السياسي« على أن هناك حملة شرسة ضد الجزائر تحاك من دوائر إستخباراتية وجهات صهيونية من أجل التحريض على فتنة ما يسمى ثورة 17 سبتمبر المزعومة، حيث قال: »هناك جهات وأطراف معروفة وأشباه منظرين عبر القنوات الفضائية، ودوائر إستخباراتية متخفية وراء مواقع الشبكة العنكبوتية، تحاول بكل الوسائل الترويج والتحريض كل ما يسمى بهتانًا وزوراً لثورة 17 سبتمبر المزعومة، والتي تعتبرها امتدادا وتسعى لتصويرها في مخيّلة متصفّحي »الفايس بوك« و»التويتر« بأنها امتداد لثورات تونس ومصر وليبيا. وأشار المندوب الدائم للجزائر لدى الجامعة العربية مذكّرًا تلك الدوائر وأبواق الفتنة بقوله: »الجزائريون كانوا السبّاقين في عملية وثورة التحوّل الديمقراطي والتعدّدي منذ 23 سنة كاملة، أي منذ أكثر من عشريّتين وعقدين، تمخّض عنه إصلاح في رقعة الحريّات الفردية والعامة وإتساعها، وارتفاع هوامش الحريّة السياسية والإعلامية، والمسيرة الإصلاحية متواصلة في الجزائر لحد الآن، وما الإجراءات المتخذة الأخيرة والتي جاءت تعزّز دولة القانون والحريّة وإرساء مؤسسات جمهورية قوية وتعميق لغة الحوار مع جميع مكونات الشعب الجزائري من خلال المشاورات السياسية التي حصلت مؤخرا إلا خير دليل«، ليواصل قوله: »الشعب الجزائري ليس بحاجة إلى ثوار 2011 ليمدّوه بدروس في الثورة والتحرّر والديمقراطية فالجزائريين تغنيهم ثورتهم وتجربتهم ورصيدهم الذي يعترف به العدو قبل الصديق، من استلهام تجارب الآخرين واسترداد الأفكار من وراء البحار وتبنّي وإسقاط التجارب من خلف الحدود وأخد العبر من أي بلد من البلدان الأخرى. وأوضح السفير »عبد القادر حجار« أن طبيعة الإحتجاجات التي تقع في الجزائر تختلف عن نظيرتها في باقي البلدان العربية، »فاحتجاجات الجزائريين لها طابع إجتماعي معيشي مرتبط بمشاكل يومية عادية، وهي مطالب طبيعية ومشروعة نجدها في أعتى الدول الكبرى وأعرق الديمقراطيات في العالم، وبالتالي فإن كل محاولات المخابر الأجنبية استغلال الشباب الجزائري من أجل توجيههم ضد بلدهم مآله الفشل، وذلك راجع لتفطن وإدراك شبابنا بحجم المؤامرة التي تدبر في دهاليز من وراء البحار، وإيمانا منه كذلك بالثمن الباهض والأليم الذي دفع من أجل استرجاع الأمن والسلم، والتضحيّات المؤلمة التي دفعها الشعب الجزائري طيلة سنوات الدم والدمار، التي فرضها العنف الإرهابي على بلادنا، وبالتالي فهو لن يغامر بمستقبل الجزائر ويقع في فخ السيناريوهات المشبوهة«. وأنكر حجار الأقاويل التي تذهب إلى تشبيه الظرف الجزائري مع نظرائه العرب فقال: »يا أخي لا مجال للمقارنة على الإطلاق، ففي بعض البلدان العربية يولد المواطنون ويموتون، وهم تحت راية رئيس واحد وزعيم واحد، أما نحن في الجزائر فشهدنا المرور على قيادة دفّة البلاد وسبعة رؤساء منذ الاستقلال، فإن قضية احتكار الحكم واستبداد الفرد على رقاب الشعب غير مطروحة في الجزائر، بدون أن ننسى أن مجال حريّة الإنسان حققت أشواطا كبيرة، وطفرة نوعية لن تجدها في باقي البلدان العربية، بالإضافة إلى الحرية التي تتمتع بها الصحافة الجزائرية التي تنتقد بكل استقلالية وحرية رأس الدولة ورئيس البلاد، ولا أحد يتعرض لها، وهو الأمر المفقود كذلك في هذه البلدان، بالإضافة إلى العديد من النقاط التي سجّلت الجزائر فيها تقدّما ملحوظا، ومع ذلك فإن مسيرة الإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي متواصلة في المرحلة القادمة من حياة وطننا وشعبنا. ليفي باع صورة زوجته عارية لأحد صحف الإثارة من أجل المال والشهرة للتذكير تم كشف ورفع الستار مؤخرا على أن الأب الروحي ل »نيوصهيونية« في فرنسا اليهودي برنار ليفي هو من يقف على الحملة الكاذبة والمزعومة لثورة 17 سبتمبر بالجزائر، وذلك بعد أن كُلّف صاحبا المهمات القذرة الرئيسان الفرنسيان السابقان بالخصوص جاك شيراك وفرانسوا ميتران بمهمة في أفغانستان، وها هو الأن يلعب نفس اللعبة النتنة والخطيرة وبتكليف من قصر الإليزي الفرنسي. ولقد شوهد هذا المحتال الذي يدّعي أنه فيلسوف زمانه في ميدان التحرير بالقاهرة ومدينة بنغازي والتي ألقى فيها خطبة تحريضية، ولقائه مع رئيس المجلس الإنتقالي مصطفى عبد الجليل، وتتحدث أخبار عن تنسيق وثيق بين برنار ليفي والقائد السابق للجيش الإنتقالي يونس عبد الفتاح، وصلت إلى حد إطلاعه على الخطط العسكرية وخرائط تحرك المعارضة وكتائب القذافي، وتواجده الدائم في الصفوف الأولى في جبهة القتال، ولذلك يطلق »بيرنار ليفي« على نفسه بأنه منظر والأب الروحي للربيع العربي، ومن هذا المنطلق بات يبث سمومه على الجزائر بداعي »نجدة« الشعب الجزائري من نظام مستبد وديكتاتوري، مما أثار استغراب الملاحظين، كيف لرجل باع صور زوجته الحميمية خلال حفل زواجه لوسائل الإعلام وصحف الإثارة، أن يغير على شرف الشعب الجزائر كما يدعي وباقي الشعوب العربية في الوقت الذي يبيع شرفه إذا كان له شرف في سوق النخاسة الفرنسية. حكيم ستوان السياسي تكشف المستور عن مؤامراة 17 سبتمبر صفحة التخلاط على الفايسبوك صادرة من بنغازي ويقودها مغاربة »أخطونا« يا »الخلاطين« لا نريد الفتنة.. الجزائر ليست بنغازي وقد كشف موقع من المواقع التي هبت لفضح المكائد المحاطة بالجزائر، واكتشف شبابنا العمالقة في ميدان الإعلام الآلي، أن مصدر صفحة "التخلاط" صادرة من بن غازي والمغرب، وهنا على الشباب أن يتفطن ويتعامل بحذر مع صفحات الفايس بوك التي تديرها أطرافا خارجية، وهنا يجب أن نطر ح سؤالا مهما، لماذا بن غازي والمغرب ؟ ربما التطور والإزدهار الذي تعرفه البلاد بات يقلق جيراننا، فراحوا " يخلطون" بكل الطرق والوسائل. اين ارتأى الشباب الجزائري أن يرد على ما يسمى بحركة 17 سبتمبر المزعومة التي ظهرت عبر شبكة التواصل الإجتماعي بنفس الطريقة وبمجموعات أكبر، قرروا فيها قيادة حرب شعواء، مطالبين فيها الشباب العربي بالتعقّل، وعدم المقارنة بأي شكل من الأشكال بين الجزائر وبنغازي، لأنه لا وجه للتشابه بينها. شكّلت المجموعات التي كونها الشباب الجزائري عبر شبكة الفيس بوك الرد الحقيقي لدعاة »التخلاط« و»أبواق الفتنة« الذين يحاولون ضرب استقرار البلاد في وقت حساس يتزامن مع محاولة الجزائر استغلال الأوضاع المالية والاقتصادية التي تعيشها دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية لتحقيق القفزة النوعية، وكذا مع بداية مناقشة الإصلاحات السياسية للشروع في تطبيقها قريبا، وبعبارات بسيطة وقف هؤلاء الشباب ضد الشباب العرب الذين يحاولون تزكية هذه الحركة مع جهلهم بمن يقف وراءها ومعرفتهم بما عانى الشعب الجزائري قبل أن يقتنص الاستقرار ويؤسس لمصالحته الوطنية، التي أضحت نموذجا عالميا، والأكيد أنه وإن تعددت الأسماء يبقى أن من يقف وراءها يحاول خدمة مصالح شخصية ضيقة وخارجية لإنقاذ الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها العديد من دول العالم، فكان الرد »أخطونا يا عرب لا نريد الفتنة« و»الجزائر ليست بنغازي«، وعلى وقع الحماسة التي تميزت بها هذه المجموعات استعرض الشباب الجزائري سبب ضرورة عدم تطبيق النموذج الليبي والمصري والتونسي في الجزائر الذي يحقق خطوات عمالقة لا يعترف بها غير الجاحدين، وإن كانت هناك نقائص لا مفر منها فهي لا تساوي بحر دماء التسعينات، ولا بأي شكل من الأشكال فهل يريد هؤلاء أفكارا لغريب يسمى برنارد هنري ليفي يبحث عن شكل آخر من الاستعمال، أن يجعل شباب من بلدان عربية أخرى يعملون على تحريض شبابنا الذي رد عليهم بنفس طريقتهم »أهل الجزائر أدرى بأحوالها«. »الجزائر واقفة برجالها المخلصين لا بالذين ينتظرون الناتو ونحن لهم بالمرصاد، أتحسبون الجزائر سهلة المضغ فهي كالشوك لمن يقترب منها وكالصوف الناعم لمن يحسن إليها«، هي كلمات لم نغير فيها حرفا لأنها لسان شبابنا لدعاة التخلاط أصحاب المصالح الذين تناسوا كل ما تعيشه الجزائر، ولمواقع إعلامية جعلت من أشخاص لم نسمع عنهم قط، مشاهير لقضايا إعلامية قد تضرب مصالح بلدان دون وعي منها، ولأن شبابنا واع طرح جملة من التساؤلات المثيرة منها ما لفتت انتباهنا على غرار »لماذا اعتبر استقبال السعودية للرئيس المخلوع زين العابدين والرئيس عبد الله صالح عمل إنساني بينما استقبال الجزائر لعائلة القذافي إجرام وعدوان« وكان الرد على هذا السؤال »ذلك من فعل الإعلام الغربي، عفواً العربي الذي أثبتت الأيام بما لا يدع مجالاً للشك أنه موال للكيان بل للعدم الصهيوني، ذلك أنه كيف يمكنك أن تتصور أخي الكريم واقع الشعب الفلسطيني، لو حوّلت ما تنفقه هذه القنوات وبالأخص الجزيرة من تضخيمات إعلامية واستوديوهات على الثورات العربية، وإن صح تسميتها بهذا الاسم إلى القضية الفلسطينية ...هل ستفعل إسرائيل اللعينة ما تفعله الآن... حسبنا الله ونعم الوكيل«. عبارات كثيرة وكلمات بالرغم من بساطتها كانت ردا بليغا غلقت الباب أمام أي محاولات خارجية لضرب العملاق الإفريقي والعربي وجعله يعود لسنوات طويت صفحتها، وباشر إلى الأمام في الإصلاحات، وعلى طريقة أحد شباب الفيس بوك الجزائري، هناك أشخاص يحملون ضغينة للشعب الجزائري كل ما هو جزائري لا يحتملونه .. يدركون جيدا أننا أحسن وأفضل حال منهم ...الآن وفقط أحسوا أنهم قد استيقظوا وظنوا أنهم في فصل الربيع .. بينما لو نظروا من وراء النافذة لوجدوا جوا قاتما عواصف وزوابع قد صنعوها بأيديهم .. ومن المعروف أن الإنسان في طبعه حسود .. بالإضافة إلى عوامل جعلت هؤلاء يهرعون إلينا علّهم يجدون ضالتهم ..لكن هيهات هيهات. هذه الصفحات التي فتحت ضد حملة حركة 17 سبتمبر كان هدفها حسبما جاء فيها مساندة ودعم البلاد في الوقت الحساس الذي تمر به بلادنا الغالية والرهانات التي يعرفها الوطن الغالي وحفاظا على وحدة التراب الوطني والاستقرار الأمني والاقتصادي الذي جاء كثمار لجهود السيد عبد العزيز بوتفليقة، ووضعنا هذه الصفحة لكي نجتمع ونتفق على »شتان بين ثورة طردت مستعمر وثورة جلبت مستعمر وإن اختلفت أشكال هذا الأخير، وأي ثورة لم تولد من رحم الشعب فلا أهلا ولا مرحبا بها مليكة.ب دبلوماسيتنا لا تعتمد على الإثارة .. مساهل يؤكد: المجلس الانتقالي الليبي حاول توريط الجزائر بجعلها رهانا سياسيا داخليا أوضح عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية أنه ليس من تقاليد الجزائر الاعتراف بأنظمة، لكن تعترف بدول وحكومات، مشيرا إلى أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد حدد مؤخرا رزنامة تقوم على ثلاث محاور كبرى من أجل العودة إلى الوضع الطبيعي ويجب أن تطابق المرحلة الأولى مع المعيار الدولي المتمثل في الحكامة. وأكد مساهل مساء أول أمس »أن الدبلوماسية الجزائرية لا تعتمد على الإثارة، وأن الجزائر تبقى عاصمة يزورها المبعوثون من مختلف الجنسيات في إطار الأزمة الليبية باعتبار تقاليدها في مجال الدبلوماسية وتصورها الذي يلقى إصغاء«. وبعد أن أشار الوزير خلال استضافته بحصة »كيستيو داكتو« لكانال ألجيري للتلفزيون الجزائري أن الدبلوماسية هي فن التحفظ والنجاعة، أكد أن الاتصالات مع السلطات الليبية الجديدة قائمة منذ شهر مارس الفارط، والجسور لاتزال ممدوة بين البلدين، وردا على سؤال حول الحملة التي تشنها بعض وسائل الإعلام على الجزائر، بشأن موقفها إزاء الأزمة الليبية، أكد مساهل أن العالم تغير كثيرا، لكن الجزائر تمكنت من أن تتكيف بفضل توجيهات رئيس الجمهورية، بفضل المقاربات التي تخدم المصالح العليا للجزائر ومكانتها الجيوإستراتيجية وقدراتها المختلفة. وفي هذا الصدد أشار مساهل إلى أن أطرافا من المجلس الوطني الانتقالي الليبي من جهة والأطراف المساندة للقذافي من جهة أخرى كانوا قد حاولوا توريط الجزائر وجعلها أحدى رهانات سياستهم الداخلية، بالمقابل إن الجزائر كان لها دور كبير في بنية خارطة طريق الاتحاد الإفريقي من أجل تفضيل خيار مسار السلم على الحرب، ولدى تطرقه إلى انعكاسات الأزمة الليبية على منطقة الساحل لاسيما انتشار الأسلحة، أكد مساهل أن السلطات الليبية الجديدة تجعل من الأمن مسألة جوهرية، داعيا إلى التكفل بمشكلة عودة العمال القادمين من ليبيا. وأشار مساهل في هذا السياق إلى أن إحدى نتائج الندوة الدولية للجزائر حول الشراكة والأمن والتنمية تتمثل في الوعي بضرورة إبعاد التهديدات الناجمة عن الأزمة الليبية وغيرها على منطقة الساحل، مضيفا أن الجزائر ستعمل لمواجهة التهديدات الجديدة الناجمة عن الترابط بين الجريمة المنظمة والإرهاب إضافة إلى تداول الأسلحة وعودة العمال.