أكدت وزيرة الثقافة، مريم مرداسي، بسطيف، على ضرورة تكثيف الجهود لفتح وتعميم ورشات حرفة الفسيفساء وجعلها فضاءات مفتوحة. وشددت الوزيرة التي تفقدت بعض المجسمات بأشكال فسيفسائية منجزة من طرف شباب المنطقة بمتحف الموقع الأثري لمدينة جميلة، الذي يحتوي على 1200 متر مربع من الفسيفساء عقب تلقيها شرح تاريخي حول مدينة كويكل الأثرية (جميلة) المصنف عالميا من طرف اليونسكو منذ 1982، على ضرورة إنشاء مثل هذه الورشات وجعلها فضاءات مفتوحة للزوار لجلبهم وإخراج المتحف إليهم ومنح فرصة لأصحاب هذه الحرف لإبراز مواهبهم . وأسدت الوزيرة تعليمات للقائمين على الموقع بوجوب التركيز على تكوين الشباب من ذوي الطموحات لتطوير مدينتهم، مشيرة إلى أن دائرتها الوزارية تقوم بعمل بالتنسيق مع السلطات المحلية لولاية سطيف لتطوير الجانب الثقافي والاقتصادي . وفي ذات السياق، أفادت مرداسي بأن هذه الورشات ستكون مؤطرة من مختصين يتلقى فيها الشباب المبادئ الأولية لحرفة الفسيفساء ودراسة كيفية ترويج منتجاتهم بحصولهم على مقابل وتمكين الزائر من الوقوف على الجانب العملي لهؤلاء الشباب، مشيرة أنه ستكون هناك قرارات تتخذ في هذا الشأن مستقبلا لبعث وتطوير هذا العمل . وشددت الوزيرة، عند ملاحظتها لبقايا حريق مهول مس محيط الموقع الأثري لجميلة، على إلزامية القيام بعملية نزع النباتات والأعشاب الضارة في وقتها لتجنب وقوع مثل هذه الحرائق التي قد تتسبب في أضرار بالمواقع الأثرية، وذلك بالتنسيق مع الجمعيات المختصة في مجال حماية البيئة. ونوهت بموقف المجتمع المدني الغيور على تراثه، كما قالت، في إشارة منها إلى المساعدة القيمة التي قدمها سكان جميلة لإطفاء الحريق والحيلولة دون امتداده إلى الموقع الأثري. ودعت الوزيرة القائمين على قطاع الثقافة بالولاية للإسراع في بداية كل الأشغال التي تتعلق بصيانة هذا المعلم مع احترام كل التحفظات وأخذ الحيطة والحذر الواجب اتباعها في حماية المواقع المحمية عالميا. وبالمسرح الجهوي لمدينة العلمة، أين تلقت مرداسي شروحات تتعلق بتاريخ هذا المعلم الثقافي، طالبت من القائمين عليه بعدم الاكتفاء بالعروض المسرحية وفتح كواليس المسرح لفئة الأطفال. ونوهت الوزيرة خلال ندوة صحفية في ختام زيارتها لولاية سطيف بمجهودات فريق البحث بمنطقة عين بوشريط (شرق سطيف) التي أصبحت ملتقى علماء الأنتروبولوجيا القديمة بعد الاكتشافات الحديثة بوجود الإنسان بهذه المنطقة منذ 2،4 مليون سنة. وقامت مريم مرداسي خلال زيارة العمل والتفقد التي قادتها إلى ولاية سطيف بزيارة الموقع الأثري لجميلة، ثم توجهت إلى بلدية القلتة الزرقاء للوقوف على الحفرية الأثرية لموقع عين لحنش (عين بوشريط)، ثم توجهت إلى بلدية العلمة لزيارة المسرح الجهوي.