باتت العديد من العائلات الجزائرية تفضل الحمامات المعدنية على شواطئ البحر، هذه الأخيرة التي أضحت، وبحسب الكثيرين، مصدر إزعاج ومشاكل أكثر منها راحة واصطيافا، مما دفع بالكثيرين إلى الاهتمام أكثر بالحمامات المعدنية. حمام ملوان إحدى الواجهات التي تحظى بزيارة الكثير من العائلات الجزائرية، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية الى عين المكان الذي وجدنا فيه أهم معالم الحياة البسيطة ومنبع الأساطير والخرافات والحقائق، إذا كان موسم الاصطياف يرتبط عند معظم الناس بالبحر، إلا أن الكثيرين حادوا عن هذه القاعدة بعد تحول العديد من الفئات وشرائح المجتمع باختلافها لوجهات أخرى، لاسيما ممن يفضلون التوجه إلى الحمامات المعدنية لخصوصيتها العلاجية، ومنها حمام ملوان الشهير والمتواجد على سفوح جبال الشريعة، الواقع بلدية صغيرة تحمل اسمه هي بلدية حمام ملوان الواقعة ببلدية بوڤرة بالبليدة التي تبعد عن العاصمة بنحو 45 كلم، ومعروف عن الحمام شهرته بمياهه المعدنية الحلوة والمالحة والتي يقصدها الناس للتداوي والراحة والاستجمام على ضفاف نهره المتدفق من منطقة مقطع لزرق. وقد ساهم التوافد الكبير للعائلات على تنشيط الحركة السياحية بها مع بداية الألفية الثانية، حيث وصل رقم السيارات في يوم واحد إلى أكثر من 6000 سيارة وأزيد من 40 حافلة، ويسجل في نهاية كل أسبوع ما يفوق ال15 ألف زائر، وجهة معظم الزوار الوادي الذي يسري بين أحضان المدينة ويقسمها إلى نصفين ويمتد إلى غاية حدود مقطع الأزرق وتلتف العائلات حول الوادي للتمتع بنقاوة مياهه التي لم تلطخها بعد يد الإنسان، وللسباحة فيه وهو يتدفق على أجسامهم فيما لا تفوت النسوة فرصة الاستحمام ب عوينة البركة ، وهي عنصر مائي حار يخرج من بين الصخور على ضفاف الوادي للتبرك بمائه والتداوى به أيضا، ويجنبهم ذلك زحمة التوجه إلى حمام سيدي سليمان المكتظ. وحتى المغتربون يفضلون زيارة هذه المنطقة، وقد وجدنا عائلات بأكملها رفقة أبنائهم الذين يزورون الجزائر لأول مرة رفقة أصدقاء فرنسيين أعجبوا أيما إعجاب بسحر وجمال المنطقة وبمناظرها الخلابة التي قل نظيرها، حيث يقصدون النهر الذي هيئ بخيم مصنوعة من القصب والمشيدة على ضفافه لراحة العائلات التي تفضل الاستمتاع بتناول وجبات الغداء على صوت خرير مياه النهر ونسيم الهواء العليل المنبعث من الجبال والممتزج بروائح أشجار البلوط والصنوبر، حيث تبعث في النفس الراحة والسكينة. ورغم الشهرة الكبيرة التي اكتسبها حمام ملوان والتي عرفت معها توافد الآلاف من السياح، إلا انه لا زال يفتقر لمرافق تكون بحجم عدد زواره حيث أصبحت المدينة لا تستوعب العدد المتزايد من قاصديه خاصة في فصل الصيف، مما يتطلب التفكير في تطويره وتحويله إلى قطب سياحي مهم من شأنه أن يضفي بعدا تنمويا على المنطقة.