أوضحت دراسة أجريت على عينة شملت 1100 شخص تم معاينتهم بمصالح الطب العام بمستشفيات ولايات الجزائر العاصمة وسطيف ووهران خلال سنة ,2006 أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالسمنة من الرجال. وأثبتت الدراسة التي أشرف عليها فريق الطب الداخلي لمستشفى بئر طرارية بالجزائر العاصمة بالتعاون مع الديوان الوطني للإحصاء، وتم تقديمها الاحد بمناسبة الملتقى المغاربي السادس لأمراض الغدد وداء السكري المنعقد بالجزائر، أن معدل السمنة يقدر بامرأتين مقابل رجل واحد. وشملت الدراسة أشخاصا يبلغون من العمر أكثر من 40 سنة ومعدل الوزن لديهم 72 كلغ، وتم الاعتماد في هذه الدراسة لقياس السمنة على قياس محيط البطن. وأثبتت الدراسة استنادا الى المقاييس الأمريكية التي تحدد معدل السمنة اذا تجاوز محيط البطن 102 سم عند الرجال و88 سم عند النساء، أن السمنة تمثل نسبة 31 بالمائة عند العينة التي شملها التحقيق. أما إذا تم الأخذ بعين الاعتبار المقاييس الأوروبية في قياس السمنة والمتمثلة في بلوغ محيط البطن أكثر من 99 سم عند الرجال و80 عند النساء، فأكدت الدراسة أن معدل السمنة وصل عند الجزائريين إلى نسبة 48 بالمائة. وحسب المقاييس الأمريكية، فإن شخصا واحدا من بين اثنين بالجزائر مصاب بالسمنة، وحسب المقاييس الأوروبية فإن شخصا واحدا من بين ثلاثة مصاب بالسمنة. ومقارنة مع الدراسات السابقة التي أنجزتها وزارة الصحة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية في سنتي 2004-,2005 فإن الجزائر لم تبلغ بعد معدل الخطورة في الإصابة بالسمنة. وترى الدراسة أنه رغم تجاوز السمنة بالجزائر أكثر من 30 بالمائة، فإنها لازالت لا تمثل خطورة على المجتمع مثل الدول المتقدمة التي بلغت فيها 50 بالمائة. ولتفادي انتشار السمنة ينصح المختصون بالتربية الصحية وفي مقدمتها اتباع نظام غذائي سليم وممارسة الحركات الرياضية. وبالإضافة الى السمنة التي تعاني منها نسبة 30 بالمائة من الفئة التي شملتها الدراسة، فإنه تم إثبات أن ربع (41) العينة مصابة بارتفاع ضغط الدم الشرياني وسدسها (61) مصاب بداء السكري ونسبة 50 بالمائة من بينها إما كان مدخنا أو لازال مدمنا على التدخين. وحسب المشرفين على الدراسة، فإن الزيادة المفرطة في الوزن تمثل خطورة على صحة الفرد وتؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض خطيرة، في مقدمتها أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم وداء السكري وارتفاع نسبة الكوليستيرول في الدم.