أبرز المشاركون في الملتقى الدولي (التربية والتكوين وتكوين المكونين في عصر تكنولوجيات الاعلام والاتصال الجديدة) بوهران، أهمية الكفاءات الرقمية في تحسين أداء المكونين وتوسيع معارف الطلبة. وأكد المتدخلون خلال الملتقى المنظم من قبل جامعة وهران 1 (أحمد بن بلة) بالتعاون مع جامعة مونريال الكندية على ضرورة تطوير وترقية الكفاءات الرقمية لدى الطلبة الذين سيصبحون في المستقبل أساتذة يتحملون مسؤولية التكوين. وفي هذا الإطار، ذكر زيتوني عبد القادر من جامعة مستغانم في مداخلة بعنوان (استخدام تكنولوجيات الاعلام والاتصال في تعليم التربية البدنية والرياضة بالطور الابتدائي بالجزائر)، أن تطبيق التكنولوجيات الجديدة في المجال التربوي ولا سيما ميدان التربية البدنية (لا يتم بطريقة صحيحة). وقال الباحث الذي قام رفقة مجموعة من الأساتذة بدراسة شملت 30 استاذا للتربية المدنية عبر 10 ثانويات بمدينة وهران، أن النتائج بينت أنه (لا يوجد استخدام مهم لتكنولوجيات الإعلام والاتصال الجديدة في تعليم التربية البدنية وذلك بسبب نقص التأهيل في هذا الجانب). وأضاف أنه على ضوء هذه النتائج أوصى الباحثون بضرورة تقديم دروس حول كيفيات استخدام تكنولوجيات الاعلام والاتصال خلال مرحلة تكوين أساتذة التربية البدنية. ومن جهتها أشارت الباحثة انات بوستاي من جامعة نانت الفرنسية إلى أهمية مذكرة التخرج لنيل شهادة الماستر في إطار مسار تكوين الأساتذة (في كسب الطالب الكفاءة الرقمية والمعرفة ومنهجية القيام ببحوث في مجال التربية). وأوضحت بوستاي أن المذكرة المنجزة خلال المسار التكويني تعتبر عاملا مهما في المسار الاحترافي للطلبة الذين يتم تكوينهم لمهنة التدريس. كما قدم الجامعي بوتلاع فتحي من فرنسا محاضرة حول تأثير الرقمنة على العملية التعليمية بناء على نتائج تطبيقات استخدمت بثانوية تجريبية لتلاميذ متسربين لتحضيرهم لشهادة البكالوريا. وأوضح أنه على الرغم من تباين المستويات لدى الطلبة ونقص الحافز لدى البعض منهم، فإن تجربة استخدام وسائل تكنولوجية في العملية التعليمية سمحت بتحقيق تحسن لدى التلاميذ وحصولهم على نتائج مرضية وصاروا أكثر ثقة بأنفسهم وأكثر إقبالا على إنجاز المهام المطلوبة منهم. للإشارة، يحضر هذا اللقاء زهاء 140 باحثا وأكاديميا من مختلف جامعات الوطن والمؤسسات والهيئات الفاعلة في مجال التربية والتكوين ومن 27 دولة من أوروبا وإفريقيا والعالم العربي إضافة إلى كندا. وقد جرت أشغال هذا الملتقى الدولي على مستوى سبع ورشات تناولت عدة محاور، على غرار (النظام التربوي في زمن الرقمنة) و(التكوين الأساسي والمتواصل للأساتذة) و(الابتكار البيداغوجي والمقاربة بالكفاءات) و(الرهانات الثقافية في النظام التربوي) و(التنمية المستدامة ).