اتفاق حول إعلاء المصلحة العليا للجزائر يواصل المرشحون الخمسة للرئاسيات ال12 ديسمبر حملتهم الانتخابية، في أسبوعها الثاني، قصد عرض برنامجهم الانتخابي ومحاولة إقناع المواطن بضرورة الانتخاب. ولم ينس المتنافسون الخمسة الحديث، في تجمعاتهم الشعبية، عن خططهم الدبلوماسية مع الدول الكبرى الشقيقة، حيث اختلفت من مرشح إلى آخر طريقة التعامل معها، بما يخدم المصلحة الداخلية للبلد بدرجة أولى، دون إغفال قضية الحدود مع المغرب الشقيق، حيث توعد بعضهم بفتح الحدود بين البلدين وإيجاد تسوية للعلاقات الدبلوماسية بينهما. وفي السياق، تحدث المرشح الحر للرئاسيات المقبلة، عبد المجيد تبون، بالشأن الخارجي والدبلوماسية مع الدول الجارة والأوروبية بإسهاب في برنامجه الانتخابي، حيث تطرق في حديثه فيما تعلق بالعلاقات الجزائرية المغربية في مسألة غلق الحدود أنها لم تكن أبدا بسبب القضية الصحراوية، كما أن العلاقات بين البلدين الشقيقين لن تصل يوما لمرحلة المواجهة، في رسالة ضمنية من المرشح أنه في حالة انتخابه رئيسا للجمهورية سيعمل على تسوية الملف. أما بخصوص تعامله مع فرنسا في حال فوزه بكرسي المرادية، ستقوم على الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية خط أحمر لا يجب تجاوزه من أي كان، في حين سيعمل على تحسين التعاملات مع الدول الكبرى التي تجمعها شركات مع الجزائر، في إطار وضع المصلحة العليا للبلاد أولا. بن فليس يقترح برنامجاً دبلوماسياً إستعجالياً من جهته، أكد مرشح حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، في هذا الصدد، أنه يعتزم في حالة انتخابه رئيسا إلى وضع برنامج دبلوماسي استعجالي، حسبه، حيث يهدف بالدرجة الأولى إلى إعادة إحياء مشروع الاتحاد المغاربي وكذا مراجعة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، كما اقترح ضمن برنامجه الدبلوماسي إحداث مجلس أمن قومي. ويقترح بن فليس في برنامجه الدبلوماسي المتعلق بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، بمراجعة الشراكة مع هاته الهيئة، وذلك بالرصانة اللازمة والاعتراف للمصالح المشتركة للدول والدفاع عن مصالح الجزائر. وفي حديثه عن العلاقات مع المغرب الشقيق، تعهد بن فليس انه في حالة منحه الثقة من طرف الشعب الجزائري سيسعى لتحقيق سياسة صفر مشاكل مع الجوار، فالخلافات بين الدول الجارة من بين كل الخلافات الأخرى تستدعي التركيز عليها والسعي الحثيث لإيجاد حل لها. كما تعهد بن فليس، بإعادة العلاقات الجزائرية - الفرنسية إلى مستواها الحقيقي في حالة فوزه بكرسي الرئاسة، حيث أكد في تصريحات بالمقابل على ضرورة تقديم فرنسا الاعتذار للشعب الجزائري على الجرائم التي اقترفتها في حقه. بلعيد يتعهد بفتح الحدود مع الدول المغاربية التزم المرشح لرئاسيات 12 ديسمبر المقبل، عبد العزيز بلعيد، ضمن برنامجه الدبلوماسي، بفتح الملفات العالقة مع البلدان المجاورة، معتبرا أن مصلحة بلدان المغرب الكبير هي في وحدتها وتكتلها. وتعهد بلعيد، في حال فوزه بكرسي المرادية، أنه سيقوم بإطلاق حوار حقيقي مع كل البلدان الجارة لأن هي مصلحة الجميع هي وحدة دول المغرب العربي، لان الحل اليوم يكمن في التكتلات، لكن ليس على حساب المصلحة العليا للجزائر. وأوضح بهذا الخصوص، أن تسوية الملفات العالقة كفتح الحدود مع المغرب الشقيق، حيث يشترك شعبا البلدين في وحدة اللغة والعادات، مرتبط بتسيير شؤون الدولة التي تدخل فيه اعتبارات كثير، كما اعتبر مرشح المستقبل أن فتح الملفات العالقة لا يتعلق فقط بالمغرب، بل مع كل الدول الإفريقية المجاورة خاصة دول الساحل، كما تعهد أيضا بتوطيد العلاقات مع الدول الأوروبية والقوية التي تجمعها مصالح مشتركة، في مقدمتها فرنسا وروسيا. ميهوبي يؤكد مواصلة دعم الشعبين الصحراوي والفلسطيني وفي الصدد، التزم مرشح الأرندي لرئاسيات 12 ديسمبر، عز الدين ميهوبي، بخصوص الشأن الخارجي والدبلوماسي للجزائر مع مختلف الدول، جدد تأكيده على مواصلة دعم القضيتين الفلسطينية والصحراوية وتكريس المبادئ التي قامت عليها الدبلوماسية الجزائرية في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وفض النزاعات الدولية بالطرق السلمية. وتعهد ميهوبي، بخصوص العلاقات الجزائرية - الفرنسية، أن التعامل معها سيكون تعامل البلد السيد مع بلد له صلة تاريخية بهذا البلد، وفق المعايير والقواعد المعروفة في العلاقات الدولية سواء معها أو مع غيرها من الدول الأخرى، كما شدد ميهوبي في تجمعه أمس بقسنطينة أن مختلف ممثلي الدبلوماسية الجزائرية بالخارج عليهم أن يكونوا مروجين للاقتصاد الوطني، قصد فتح فضاءات تصدير أخرى. تعزيز الأمن الوطني هو مخطط بن قرينة من جهة أخرى، التزم مرشح حركة البناء، عبد القادر بن قرينة، بخصوص العلاقات الخارجية والدبلوماسية مع الدول خاصة مع فرنسا، حيث كانت لهجة حديثه قوية وتحمل كثيرا من الحقد، في اشارة أنه في حالة فوزه بكرسي المرادية سيكون تعامله معها شديدا، حيث صرح في احدى تجمعاته بأن فرنسا تريد أن تخلق شعبين وديانتين والعديد من الرايات في الجزائر، بالمقابل شدد أن الشعب الجزائري لن يرضى بهذه الخطة لكونه واحد موحد. كما شدد بن قرينة على أهمية السياسة الخارجية والأمن، حيث تعهد بتعزيز الامن الوطني وتأكيد العقيدة الدفاعية وتكريس مبدأ شعبية الجيش الوطني الشعبي وتعزيز احترافيته، مع تفعيل أدواره الدستورية في حماية الاستقلال الوطني والدفاع عن الوحدة والسيادة الوطنية والسلامة الترابية. وفي الشأن الدبلوماسي المغاربي، أكد أنه سيعمل على تكوين صرح مغاربي يجمع الأخوة الأشقاء الذي تجمعهم العديد من الرموز كاللغة والدين والعادات والتقاليد.