دعا مشاركون في ملتقى وطني حول هندسة البيئة والتنمية المستدامة ، الذي احتضنته جامعة سعد دحلب بالبليدة، إلى ضرورة استغلال الحلول التي توصلت إليها البحوث العلمية لمكافحة التلوث البيئي. وقال هؤلاء المشاركين في هذا الملتقى، الذي بادرت بتنظيمه كلية التكنولوجيا، ان الباحثين الجامعيين يقومون طيلة السنة بإنجاز بحوث علمية في مجال البيئة للتوصل لحلول بيولوجية ونظيفة بهدف مكافحة التلوث، غير أن معظمها لا يستغل وتذهب نتائجه سدى. وفي هذا الصدد، كشف الدكتور باديس عبد المالك، أستاذ بذات الجامعة، خلال محاضرة القاها حول التقنيات الحيوية في إزالة التلوث ، أن هناك العديد من الحلول الكيميائية والفيزيائية لمعالجة التلوث البيئي وقد تكون أسرع من غيرها، لكنها قد تخلق مشاكل أخرى، إلا أن الحلول البيولوجية التي يتم التوصل إليها من خلال البحوث العلمية التي تجرى في الجامعات هي أحسن الحلول وتعالج المشكل بطريقة نهائية وآمنة. وأضاف الدكتور باديس، أن فريق مشترك من الجامعيين الجزائريين ونظرائهم التونسيين شرعوا في بحوث في المجال منذ أكثر من 15 سنة توصلوا من خلالها لنتائج مبهرة ولانجاز أربع براءات اختراع حول الجزئيات الحيوية البكتيرية وكيف يمكن استعمالها لمقاومة التلوث، مشيرا إلى انه تم تطبيق اثنين من هذه الابتكارات في تونس وحققت نجاحات، الا انه في الجزائر لم يتم بعد الشروع في تطبيق أي منها. وتأسف المتحدث للصعوبات التقنية والإدارية التي يواجهها الباحثون الجزائريون، والتي تعيقهم من تجسيد بحوثهم على ارض الواقع، داعيا في ذات الوقت الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين للمساعدة في تطبيق هذه البحوث الموثقة وهذه البراءات لإزالة التلوث، وذلك باستبدال المواد الكيماوية المصنعة التي تلوث الماء والتربة لحماية الكائنات الحية، سواء كانت نباتات أو حيوان أو إنسان، بمواد أخرى صديقة للبيئة. من جهته، أكد رئيس الجامعة، البروفيسور بزينة محمد، على ضرورة ربط حماية البيئة بالتنمية المستدامة خلال انجاز البحوث العلمية في المخابر الجامعية حتى لا يتم هدر الموارد سدى. وقال البروفيسور بزينة، ان الدولة تولي أهمية بالغة لهذين المجالين (حماية البيئة والتنمية المستدامة)، ولهذا شرعت الجامعة في تكوين الطلبة في كيفية استغلال مواد في انتاج موارد مفيدة كاستغلال المياه المستعملة بعد تصفيتها في السقي وتحويل النفايات لاسمدة فلاحية أو في انتاج الطاقة. وأشار الى انه بما ان ولاية البليدة قطب صناعي هام، قامت الجامعة بالتوقيع على عدة اتفاقيات مع الصناعيين تصب في مجال استغلال البحوث العلمية لمكافحة التلوث الصناعي. للإشارة، تم خلال هذه التظاهرة العلمية القاء عدة محاضرات حول البيئة والنفايات والتطهير وتحلل المواد ومعالجة المياه، كما تم عرض بحوث علمية انجزها أساتذة جامعيون قدموا من مختلف جامعات الوطن.