سجّلت جامعة محمد بوضياف بالمسيلة أعمالا هامّة في مجال البحوث العلمية باعتبارها أهم مؤشّرات الجودة والتميز الذي تلعبه الجامعات في تحريك التنمية المستدامة تكاملا مع القطاع الاقتصادي من خلال إيجاد سبل حديثة أقل تكلفة وأكثر فاعلية وربحا للوقت. أكّد مدير جامعة محمد بوضياف بالمسيلة البروفيسور كمال بداري، الذي أسّس برنامج المشروع الاستراتيجي للمؤسسة (2017 / 2022) منذ توليه مهام تسير شؤون الجامعة، على إعطاء أهمية بالغة الى براءات الاختراع التي اعتبرها مؤشرا هاما عن قيمة اقتصادية إضافية لنتائج البحث، وكذلك معيار لتقريب الجامعة والمحيط الاقتصادي وخلق علاقة رابح - رابح مع المؤسسات الاقتصادية. ومن جانبه، كشف البروفيسور إبراهيم بودراح، نائب مدير الجامعة للبحث العلمي والتأهيل الجامعي في حديث ل «الشعب»، عن تخصيص 100 مليار دينار خلال خمس سنوات (2018 / 2023) كميزانية للبحث العلمي، بهدف أن تكون البحوث العلمية لها انعكاسات على المحيط الاقتصادي وتنمية البلاد، والتي كلّلت حسبه بتسجيل العديد من الاختراعات الهامة في العديد من المجالات الاقتصادية، وكذا تسجيل ثلاثة مشاريع براءات الاختراع منها المودعة ومنها في طور الإيداع. ومن بينها «براءتي» اختراع لمخبر الهندسة الكهربائية من تطوير مديره الدكتور شودار عيسى مع أعضائه ممثلا في عداد الطاقة ومحولات الطاقة أحادية الطور للتطبيقات الشمسية، وبراءة اختراع أخرى ممثلة في تصنيع نموذج أولي من الطوب الخام للبروفيسور بن شيخ محمد مدير مخبر جيو مواد وأعضاء مخبره. عدّاد الطّاقة تمّ تطويره من قبل مدير مخبر الهندسة الكهربائية رفقة أعضاء المخبر، والذي يعتمد حسب البروفيسور إبراهيم بودراح نائب مدير الجامعة للبحث العلمي والتأهيل الجامعي بشكل أساسي على طرق حساب الطاقة النشطة، وبالتالي حسب المتحدث فإنّه في مشروع براءات الاختراع، قدّم فريق الشبكة المصغرة لمخبر الهندسة الكهربائية المودع لدى المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية «INAPI» تقنية جديدة لحساب القدرة الفعالة التي تعطي دقة أفضل مقارنة بالتقنية التقليدية. مشروع محوّلات الطّاقة أحادية الطّور للتّطبيقات الشّمسية أشار بودراح إبراهيم إلى أنّ المشروع هو براءة الاختراع الثاني الذي يعتزم هذا الفريق تقديمه لمعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية «INAPI» ، والذي يتعلق بمحولات أحادية الطور للتطبيقات الشمسية، حيث تتميّز هذه المحولات بخاصية قبول موازاة العديد من المحولات في نفس الوقت (قدرات التوصيل والتشغيل)، هذه الميزة ذات أهمية قصوى في التطبيقات الشمسية حيث الكفاءة الكلية هي عامل مهم للغاية. مشروع تصنيع نموذج أوّلي من الطوب الخام وهو براءة اختراع للبروفيسور بن شيخ محمد، مدير مخبر جيو مواد وأعضاء مخبره، وهو في مشروع إنتاج وتطوير وتصنيع نموذج أولي من الطوب الخام المستقر والمضغوط عالي الأداء (المقاومة والمتانة)، هذا الطوب المصنوع في المخبر حسب المتحدث فإنه يعمل إلى حد كبير وفق المعايير الدولية ورموز الامتثال لمحتوى الرطوبة، وشقوق الانكماش، وله خصائص الامتصاص، الضغط، معامل المرونة والمتانة. ومن ذات الجانب، كشف نائب رئيس الجامعة المكلف بالعلاقات الخارجية الدكتور بلواضح الهاشمي، عن قيام المهندس صغيري كمال رئيس قسم مخابر علوم الطبيعة والحياة بجامعة المسيلة، باختراع وقود حيوي عالي الجودة صديق للبيئة، من خلال تثمين نفايات تفل الزيتون ونفايات العجلات المطاطية بطريقة الأسترة والبيروليز، ينتج من خلال المعالجة الكيميائية لمستخلصات نفايات الزيتون بمركب طاقوي خاص يمزج هذا الأخير مع مستخلصات نفايات العجلات المطاطية بعد معالجتها بطريقة التحليل الحراري أو مايعرف كيميائيا بالبيروليز، ليتم الحصول في النهاية وبآليات مخبرية مستحدثة بالمخابر على مركب طاقوي. والجدير بالذكر، أنّ جامعة محمد بوضياف بالمسيلة حصلت مؤخرا على المرتبة الأولى وطنيا، حسب تصنيف مجلة «التايمز» البريطانية.