عزّى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم وبتأثر كبير، ليس الجزائريين فقط وإنما الأمة العربية قاطبة لفقدان رمز من رموزها ومجاهديها البواسل ألا وهو المجاهد والمناضل عبد الحميد مهري الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني في زمن تكالب الأعداء على وحدة الأمة العربية وتناحر الإخوة وتفرق شملهم وذهبت ريحهم وتشرذمت أصواتهم على منابر ودوائر غربية. كيف لا ونحن نرى ما آل إليه العرب من حال، حيث قال بلخادم مخاطبا روح عبد الحميد مهري في تأبينيته المقامة أول أمس بالمقر المركزي للآفالان بحيدرة "ما أسعدك يا سي عبد الحميد وأنت الفارس الذي دافع عن العروبة منذ الطفولة إلى غاية تقلدك الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي وعشية دخولك إلى قبرك أراحك الله من مشاهدة وسماع من يمثلون العرب اليوم وهم يستقوون بمجلس الأمن ضد أخوانهم العرب الأخرين"، ليواصل الرجل الأول في الآفالان نعيه بهذه المناسبة الأليمة التي ألمّت بالقومية العربية والتي تزامنت مع الإنحدار الرهيب داخل البيت العربي. حيث أضاف يقول »فالجامعة العربية يا سي عبد الحميد عادت بلا شخصية، وميثاقها عاد بلا أخلاق" وبذلك إشارة واضحة عن تذمر زعيم أكبر قوة سياسية في الجزائر إلى التطورات المتسارعة والتداعيات الدراماتيكية الأخيرة للأزمة السورية وإحالة ملفها إلى مجلس الأمن الأممي للإستنجاد به من أجل تفعيل وتطبيق البند السابع والذي ينص على اعتماد التدخل العسكري لفك النزعات«، وهي القضية التي سيفصل فيها مجلس الأمن الأممي السبت وذلك رغم التحفظات الكبيرة التي أبدتها الجزائر ودبلوماسيتها حول نقل الصراع السوري إلى نيويورك عوض أروقة الجامعة العربية بالقاهرة". وذهب عبد العزيز بلخادم يرثي الأمة بوفاة أحد أبنائها البررة ويرثي أيضا معه الجامعة العربية بقوله »تموت يا سي عبد الحميد والقضية العربية يهيج بها بناؤك ويموج بها لسانك فمتى وكيف يا سي عبد الحميد تكون جامعة الدول العربية جامعة وكيف ومتى ستصير يا سي عبد الحميد جامعة الدول العربية عربية«، وقال أن الجامعة العربية لم تعد لا عربية ولا جامعة. واعتبر عبد العزيز بلخادم "أن هذه الوقفة المخصصة للترحم على روح المجاهد والأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري أكثر من تأبينية وإنما تتجاوز ذلك إلى استنهاض للهمم الحيوية، حتى تتحفز في المعركة الوطنية والقيم والأخلاق ويتخذ المناضلون والمحبون بالتقيد بمبادئ العروبة وحب الجزائر قدوة بالعلم والسماحة والتعقل والتيسير والوطنية والإيمان من فقيد الأمة والجزائر والأفالان وأحد قادتها الأشاوس والأبرار، الذي كرس حياته ووقته لصالح خدمة الأمة". باعتبار أن المرحوم عبد الحميد مهري شخصية من الوزن الثقيل في تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية وأحد القادة المفاوضين في محادثات اتفاقيات إيفيان الشهيرة، وعدّد بهذه المناسبة مآثر الفقيد في مرحلة حرب التحرير ومناقبه خلال فترة الإستقلال وبناء الدولة. داعيا الشباب والأجيال الصاعدة للإستفادة من مناقب الرجل. والذي يعز علينا فراق هذا المجاهد الفذ ونقف وقفة ترحم وعرفان لرجل قضى وقته وحياته مجاهدا ومفكرًا وسياسيا ودبلوماسيًا ومربيًا ومسيرًا وقائدًا بين ساحات النضال والبناء إلى آخر يوم في عمره رحمه الله.