تسبّبت موجات البرد التي تشهدها عدة ولايات من الوطن في ارتفاع رهيب لأسعار الخضر بنسب متفاوتة، وهذا راجع لقلة الكميات المعروضة مع تزايد الطلب عليها، الأمر الذي جعل العديد من العائلات الجزائرية تلجأ إلى العجائن والبقوليات التي يرونها الحل الأنسب لهم، في ظل التقلبات الجوية الباردة والظروف المعيشية الصعبة. المواطنون يغيّرون الأطباق الغذائية وفي جولة استطلاعية قادت «السياسي» إلى بعض الأسواق المتواجدة بالعاصمة بغية أخذ آراء المواطنين حول هذا الموضوع، أكدت لنا المواطنة (حورية)، ربة بيت وهي أم ل7 أطفال أن غلاء وارتفاع الأسعار لم يرتبط بسلعة معينة فقط بل مسّ جميع المواد الغذائية الضرورية، مضيفة أنها تفضّل طهي الأرز، الفاصولياء، «السباغيتي والماقرون» وغيرها من العجائن في الوجبات الغذائية لسائر الأيام، كون أطفالها يتعرضون أكثر لمواجهة البرد لدى خروجهم من المنزل وتوجههم إلى المدارس، مؤكدة أن مثل هذه الوجبات تقيهم من الجوع والبرد، وأشارت في ذات السياق إلى الأجر الضعيف الذي يتقاضاه زوجها والذي لا يغطي كل متطلبات وحاجيات العائلة، فقد أفصحت المواطنة أنها تعمد إلى شراء كمية قليلة من بعض أنواع الخضر التي تراها ضرورية في طهي العجائن والبقوليات. ومن جهتها، قالت الحاجة فاطمة: «الخضر غالية ما بقالنا غير العدس والمقارون هما لي يدفولنا كرشنا في هذا البرد»، إذ أكدت الحاجة فاطمة أن معظم الأطباق التي تتناولها هي وأفراد عائلتها تتمثل في العدس، «المقارون والسباغيتي» وهذا ما سبب للعديد منهم ظهور آلام على مستوى معدتهم من كثرة أكلها، كما أبرز المواطن جمال، موظف وأب ل 5 أطفال، استياءه من ارتفاع سعر الخضر المتواجدة في الأسواق، مؤكدا أنه يلجأ وفي كل مرة إلى شراء شتى أنواع العجائن حيث أكد في حديثه أن سعر البقوليات لم يلائم راتبه الشهري، كونها تباع بأسعار جد مرتفعة. التجار يؤكدون: «الإقبال كان كبيرا خلال موجة البرد» وحتى الحبوب الجافة هي الأخرى عرفت ارتفاعا كبيرا في الأسعار، فقد قدّر ثمن الكيلوغرام الواحد من الفاصوليا ب180 دج، أما عن الأرز فثمنه 85 دج، وفيما يخص العدس، فقد وصل سعره إلى 160 دج، فيما أكد العديد من تجار المواد الغذائية العامة بالعاصمة أن توجه المواطنين إلى شراء الباقوليات هذه الأيام كان بشكل كبير، مرجعين سر هذا الإقبال إلى هروب المواطن من الأسعار الملتهبة للخضر واستبدالها بالحبوب الجافة، خاصة لدى العائلات كثيرة العدد والتي تتطلب كميات كبيرة، كما أشار محمد، صاحب محل للمواد الغذائية العامة، أن أحوال الطقس والبرودة التي عمت جميع أنحاء ولايات الوطن كان لها دور كبير في نقص كميات الخضر ولهذا سجل الطلب أكثر من العرض. على الرغم من المعاناة التي يعيشها المواطن خلال هذه الأيام نتجة غلاء الأسعار من جهة والإضطرابات الجوية من جهة أخرى، إلا أن المواطن يأمل في عودة الأمور إلى مجراها مع استقرار حالة الطقس.