في الوقت الذي أضحت الحياة الحضارية العصرية توفر نوعا من الراحة والرفاهية، تؤثر مختلف أساليب الحياة السريعة والتصرفات الإنسانية المتهورة على البيئة وتتسبب في تراجعها إلى مستوى لا يمكن تصوره، وهذا مع تدهور نوعية الهواء الذي نتنفسه. ككل عام، لايزال التغير المناخي يؤثر بدوره على بيئتنا، كما أن مخاطر تلوث الهواء تبقى هاجس كل شخص يعيش في المدن الكبرى، مما يجعلنا أشبه بقاطني غرفة افتراضية مليئة بالغاز. وعلى الرغم من أن نوعية الهواء الخارجي قد وصلت إلى مستويات خطيرة من التلوث، فإن الهواء بداخل منازلنا هو أيضا أصبح سيئا للغاية، لتبقى الأمراض الشائعة مرتبطة بارتفاع مستويات تلوث الهواء مثل ضيق التنفس، السعال، احمرار العين والأنف، تهيج الحلق، الصداع والغثيان، كل هذه المشاكل الصحية أضحت تؤثر على صحة الأفراد من جميع الفئات العمرية، خاصة كبار السن والأطفال. وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية لشهر أكتوبر 2018، أن أكثر من 90 بالمائة من الأطفال عبر جميع أنحاء العالم يتنفسون يوميا هواء ساما، ليؤثر بذلك تلوث الهواء سلبًا على نمو الجهاز العصبي والقدرات المعرفية، إضافة إلى مساهمته في زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية مستقبلا.