تم خلال السنة الماضية هدم ما يقارب ال1220 بناية مخالفة وغير نظامية في ولايات الوسط فحسب، وذلك بعد رصد العديد من المخالفات المرتكبة في مجال الهندسة المعمارية والتعمير من طرف مديرية التعمير بهذه الولايات، ويتعلق الأمر ب11 ولاية وهي كل من: الجزائر، البليدة، تيبازة، الشلف، عين الدفلى، المدية، الجلفة، بومرداس، تيزي وزو، البويرة، المسيلة. رافقت مصالح الأمن الوطني السلطات المحلية في ولايات الوسط خلال السنة الماضية في 1218 عملية هدم للبنايات المخالفة، وذلك حسب الأرقام المقدمة من طرف مصالح الشرطة، وقد احتلت فيها العاصمة الريادة ب501 عملية تهديم بعد تسجيل رقم قياسي غير مسبوق من المخالفات الخاصة بالعمران من طرف شرطة العمران وحماية البيئة، وقدر عددها ب4696 مخالفة، من مجموع 8875 مخالفة عمران تم تسجيلها ب11 ولاية بالوسط، وتلي العاصمة في عدد عمليات الهدم المسيلة ب311 عملية هدم لبنايات مخالفة وغير نظامية، بعد تسجيل 864 مخالفة عمران، ثم ولاية تيزي وزو 124 عملية هدم، و294 مخالفة عمران. وجاءت عمليات الهدم، حسبما أكدته مصادر مطلعة ل«السياسي»، بعد التحقيقات التي شرع فيها من طرف مصالح التفتيش بمديريات التعمير، من حيث عدم مطابقة هذه البنايات للنصوص الجديدة المتعلقة بالتهيئة والتعمير، فقد عرفت السنة الماضية تزايد وتيرة عملية مراقبة أي تجاوزات من قبل المواطنين في مجال التعمير، وتتعلق هذه التجاوزات في معظمها، حسب ذات المصدر، بعد البنايات الفوضوية ببنايات مخالفة تم تشيدها فوق عقار فلاحي، أو عدم امتلاك رخص بناء من طرف مديرية التعمير خاصة في المناطق الحساسة، كما قد تأتي قرارات الهدم نتيجة لتقارير المخالفات الخاصة بالعمران الصادرة عن شرطة العمران والبيئة، التي تملك الصلاحيات لإعلام السلطات المحلية بعد تسجيل غياب رخص البناء بالنسبة لكل الأشكال، والعمل على التأكد من احترام الاحتياطات العقارية، ناهيك عن منع كل أشكال البناء الفوضوي. وبالرغم من هذا الرقم القياسي لعمليات التهديم، أشار ذات المصدر إلى وجود العديد من قرارات الهدم المجمّدة، بسبب تعطل عملية تنفيذ عمليات الهدم، وذلك بعد انتظار المعني بالهدم، بسبب بناية مخالفة للعدالة، التي تأمر بوقف عملية الهدم، إلى غاية صدور الحكم وهو ما يتطلب سنوات من العمل، بالإضافة إلى عامل تماطل السلطات المحلية في استكمال تقريرها، وذلك ما يسبّب تأخر هدم أكثر من نصف عمليات الهدم.