اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية الحرم القدسي واشتبكت مع المئات من المصلين في المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة. وذكرت تقارير إعلامية أن الشرطة الإسرائيلية وقوات حرس الحدود اقتحمت الحرم ودخلت إلى ساحاته بادعاء إخراج مصلين ألقوا الحجارة على القوات عند باب المغاربة. وقد اندلعت مواجهات، بين بوليس الكيان الصهيوني ومئات الفلسطينيين في المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدسالمحتلة، بعد صلاة الجمعة، مما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين. وأكد مصدر طبي في مستشفى المقاصد أن «أربعة مصابين فلسطينيين وصلوا إلى المستشفى من جراء إصابتهم في مواجهات الأقصى إصابة أحدهم متوسطة في الرأس جراء قنبلة صوت، والباقون إصاباتهم خفيفة»، موضحاً أنه تم معالجة خمسة مصابين جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع والضرب بالعصي، ومعظمهم من كبار السن ولقد قدمنا لهم الإسعافات اللازمة. وبحسب شهود عيان، فإن بوليس الكيان الصهوني المدجّج بالأسلحة أطلق الغاز المسيل للدموع مما دفع بعض النساء للذهاب إلى داخل قبة الصخرة للحماية. وفي السياق، لفتت أم محمد (58 عاماً) إلى أنه «كنا نصلي عندما بدأ اطلاق الغاز المسيل للدموع علينا واختبأنا داخل قبة الصخرة، كانوا في البداية يلقون القنابل المسيلة للدموع عند المسجد الاقصى ولكنهم الآن بدأوا بإلقاء قنابل الغاز والقنابل الصوتية باتجاه أبواب مسجد الصخرة». ومن جهته قال مدير أوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب، «تفاوضنا مع الإسرائيليين لعدم اقتحام المسجد الأقصى أو قبة الصخرة وليسمحوا للناس بالخروج من المسجدين»، مضيفاً أن «الوضع هادئ في الحرم الشريف الآن وقد انسحبت قوات الشرطة والوحدات الخاصة الإسرائيلية من باحات الأقصى، لكن رائحة الغاز منتشرة في كل مكان». وقال مركز القدس للإعلام أن الاقتحام تم من خلال بوابتي المغاربة والسلسلة وشارك فيه مجموعة النساء، فيما يسود في الوقت الحالي توترا شديدا في محيط المسجد الأقصى. وأضاف مركز القدس للإعلام أن الشرطة الإسرائيلية تخضع المصلين للتفتيش الدقيق حاليا أثناء دخولهم المسجد الأقصى ولا تسمح بدخول من تقل أعمارهم عن 45 عاما من دخول الأقصى بعد احتجاز بطاقاتهم الشخصية. من جانبه قال الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في فلسطين في تصريح له: «أن المسجد الأقصى يمر حاليا بمرحلة صعبة تستوجب ضرورة التدخل العربي لحمايته». وأضاف صبري «إن المرابطين داخل المسجد إمكانياتهم محدودة ولن يستطيعوا الصمود طويلا أمام إمكانيات الشرطة الإسرائيلية والمتطرفين اليهود ولابد أن تتحمل الدول العربية والإسلامية مسؤوليتها في حماية الأقصى». وفي الوقت الذي يستغيث فيه الأقصى، وينادي العرب إنقاذه من أيادي الصهاينة المغتصبين، لم نسمع أي صوت له عبر بعض وسائل الإعلام التي أصبحت بمثابة بوق لنشر الفتنة والبلبلة في بعض البلدان العربية، وتمارس سياسة التضليل الإعلامي المفضوح على المباشر، بل بات ديدنها نشر أجندة خارجية لتخريب وتشتيت البلدان العربية، فأين أنت يا قنوات ويا وسائل الإعلام التي كنت بالأمس شعار للقوميّة والعربية، أين أنت من الأقصى وأين أنت من فلسطين، وأين أنت من القضية الأساسية والمركزية للأمة العربية والمسلمة.