قد نمر يوميا لاستعمال مترو الجزائر الذي طال انتظاره لعشرات السنين، لكن الملفت للانتباه في كل مرة هو تمكن شرطة مترو هذا الجهاز الأمني المستحدث من فرض منطق الاحترافية والهدوء رغم كل تلك المخاوف التي سبقت إطلاقه، حيث تمكن رجال شرطة المترو من تحقيق رقم قياسي في القبض على المبحوث عنهم وفي مقدمتهم أسماء إرهابية بعد تجهيز هذا الأخير بأحدث الوسائل المستخدمة عالميا، إذن هو طوق أمني محكم أجهض أي محاولات إجرامية لاستهداف مترو الجزائر، وإن كنا لا نراهم في العربات فهم بيننا ويسهرون على حمايتنا وراحتنا حتى ولو بالزي المدني، بعد أن تمكنوا من غلق الطريق أمام محاولات شبكات ترويج المخدرات من استعمال هذه الوسيلة لنقل سمومهم، فالعلامة الكاملة لرجال صنعوا التميز بالرغم من حداثة التجربة، التي سيصل تعداد رجال الشرطة المسخرين لخدمة وحماية المواطنين فيها إلى 1200 رجل شرطة. أربعة آلاف و600 شخص تم تفتيشهم منذ انطلاق المترو
كانت البداية من محطة البدر بباش جراح من بين أكبر محطات المترو، وقبل الدخول لفت انتباهنا التعداد الهام لرجال الشرطة داخل المحطة البرية المرفقة، وفي الأحياء المجاورة اليقظة بمعنى أدق الكلمة هي شعار عناصر وحدة شرطة المترو، التي ومع الوهلة الأولى تدرك أن اختراقها لتمرير أي مخطط إجرامي إرهابي أمر غاية في الصعوبة، خاصة وأنهم مجهزون بأحدث التقنيات المستعملة في كشف وتفكيك المتفجرات، منها 3 فرق أنياب تعمل بصفة دورية. وقد قامت ذات المصالح منذ تشغيل الشطر الأول للمترو بتفتيش 04 آلاف و600 شخص وتنقيطه في مراكز الشرطة المتواجدة في كل محطة، بمعدل ما بين 20 إلى 30 شخص يتم تفتيشه على مستوى كل محطة، ولا يعني بالضرورة أن الأمر يتعلق بمجرم وإنما في كل حالات اشتباه يتم اقتياد المعني بكل احترافية إلى مركز الشرطة لتفتيشه وتحديد هويته، والتأكد منها من خلال بنك المعلومات الآلي، كما أن تفتيش السيدات هو فقط من اختصاص الشرطيات المتواجدات في كل مركز شرطة، وحسبما أكدته لنا الشرطيات المناوبات فإن تفتيش السيدات يكون غاية في الصعوبة باعتبار تحسسهن من عملية المراقبة التي تكاد تكون عادية فقط.
"تزار" للتحكم في أي حركة عدوانية و"الفنك" لكشف المتفجرات
الكثير يتساءل عند مدخل محطات المترو لماذا هذه الأجهزة، ببساطة هي كاشفات للمعادن والمتفجرات "الفنك"، المتجسس لشم أي متفجرات، وآلة التفتيش، أما التزار أو «المسدس الكهربائي» فهو عوضا عن استعمال السلاح للتحكم في الشخص العنيد في حالة خروجه عن السيطرة، حيث يطلق هذا الأخير شحنات كبيرة ،إن التجهيزات المستعملة هي من أحدث التجهيزات دوليا. ولكن وقبل كل هذا فإن دوريات وحدة شرطة المترو وحتى قبل فتح هذه الوسيلة للاستعمال تقوم بداية من الساعة الرابعة ونصف بدوريات تفتيش مدققة لضمان سلامة المواطنين، والملفت للانتباه هو الدور المتميز الذي يقوم به رجال الشرطة في المحافظة على مترو الجزائر، حيث يقومون بمنع التسول وبقاء المتشردين بالرغم من أنه لا في نطاق عملهم. وقد تصادفون أن يتم حظر التجول في محيط منطقة ما من محطات المترو فلا تفزعوا لأن أي شك في وجود أي نوع من الحقائب أو الأكياس يعني غلق المنطقة على محيط200 متر، واستدعاء فرق الأنياب المتخصصة لينتهي الأمر بسلام، حسبما تم تسجيله لحد الساعة، وفي هذا الإطار أكد الملازم أول للشرطة سيدي علي سليمي المسؤول عن مركز الشرطة بمحطة البريد المركزي لمترو الجزائر أن هناك العديد من المواطنين يلتحقون بمراكز شرطة مترو الجزائر للتبليغ في حالة الاشتباه، منوها في هذا السياق بتنامي حس المسؤولية لدى المواطنين خاصة ما تعلق منه بالشك في أي عمل إجرامي.
القبض على 100 مبحوث عنه منهم إرهابي
وبالرغم من عمرها القصير فإن وحدة شرطة المترو سجلت رقما قياسيا في القبض على المبحوث عنهم بما يقارب 100 مبحوث عنه، من بينهم إرهابي من ضمن القائمة الجديدة التي تم تعميمها مؤخرا، كما يتعلق الأمر بأحكام قضائية، وأخرى خاصة بالدرك الوطني للمتهربين من الخدمة الوطنية، وأكد ملازم أول عبد رحمان بن عبو مسؤول مركز شرطة المترو بأول ماي أن الأمر يتعلق كذلك بقصر فارين من مركز إعادة التربية، وآخرين مبحوث عنهم من طرف عائلاتهم. كما سجلت ذات المصالح 50 قضية متعلقة بالمخدرات، آخرها قضية نوعية لنقل كميات هامة من الحبوب المهلوسة، حيث حاولت شبكات ترويج المخدرات استعمال هذه الوسيلة لتوزيع السموم، كما تمت معالجة قضية تزوير واحدة حيث ضبط لدى شخص مليون و2000 دينار مزورة من فئة 1000 دينار.
من 30 إلى 40 رجل شرطة بالزي المدني يركبون يوميا معنا بالمترو
هم بيننا ونحن نركب عربات المترو فلا داعي للخوف، من أي مجرم لأن أعينهم تسهر على ذلك من الساعة الخامسة صباحا إلى الحادية عشر ليلا، وعددهم ما بين 30 إلى 40 رجل يوميا، يتنقلون معنا داخل العربات، ويبدو أن شركة مترو الجزائر تخلت عن فكرة الأعوان بالداخل بعد أن وقفت على تمكن رجال الشرطة بالزي المدني من ضبط الأمور خاصة وأنهم من استطاعوا الإطاحة بأغلب المتهمين الذين تم القبض عليهم.
لاوعي بعض المواطنين يقود رجال الشرطة نحو الموت المحتم
أكد ملازم أول عبد رحمان بن عبو مسؤول مركز شرطة المترو بأول ماي أن رجال الشرطة يتعرضون للكثير من المخاطر بسبب لاوعي المواطنين الذين يحاولون الاقتراب من نقاط حساسة بسكة المترو تؤدي للتفحم، وكثيرا ما يجد رجل الشرطة نفسه مجبرا للتدخل لمنع حدوث أي كارثة، بالإضافة إلى عدم تحكم الكثير من العائلات في حركة أبنائها، وفي هذا الإطار طالب ذات المتحدث بضرورة اتباع التعليمات المقدمة لضمان سلامة المواطنين.