تلجأ عائلات من حي الوئام ببلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، إلى الاحتجاج بصفة دورية بعد أن تم إقصاؤهم من عملية الترحيل التي استفاد منها الحي شهر جانفي المنصرم دون أسباب واضحة للمطالبة بانتشالهم من العراء الذي يبيتون فيه. يلازم المقصيون من قائمة المعنيين بعملية الترحيل بحي الوئام ببلدية جسر قسنطينة، أبواب المجلس الشعبي البلدي مقر الدائرة الإدارية لبئر مراد رايس لإسماع أصواتهم للسلطات المعنية ودفعها لإعادة النظر في الطعون التي تقدموا بها إلى ذات المصالح بعد أن استثنوا من عملية الترحيل التي استفاد منها جيرانهم في ذات الحي شهر جانفي الفارط، وكلهم تأكيد على أن قرار الإقصاء الذي جعلهم يذوقون ويلات التشرد غير مبني على أسس صحيحة، أين وجدت العائلات المحتجة أن هذا القرار بعد سنوات الانتظار هو تعسف في حقهم، تذوقوا خلالها كل أشكال المعاناة وقساوة الظروف في ظل سكنهم في بيوت تفتقر لكافة شروط الحياة الكريمة، موضحين بأنهم أصبحوا غير قادرين على تحمل استمرار الوضع المزري، وذلك لهشاشة جدران وأسقف البيوت التي قضوا فيها أزيد من 25 عاما. وعن معاناتهم في فصل الشتاء، جاء في مقدمة حديث سكان الحي القصديري مبيتهم في العراء في الليالي الممطرة، بعد أن تأتي المياه على كل ما يوجد بمنازلهم محولة إياها إلى خراب بعد أن تجرف كل ما فيها، إذ يضطرون لإخلائها حفاظا على حياتهم التي يخشون أن تضع الردوم حدا لها. من جهة أخرى، تحدثت العائلات عن غياب قنوات الصرف بالمنطقة ما حول الحي في العديد من المرات إلى مسبح فور سقوط بعض قطرات المطر ناهيك عن مياه الصرف الصحي القذرة التي تجتاح منازلهم وتجعلهم البقاء بين جدرانها أمرا غير مطاق، أين أكد السكان بأن ذلك هو السبب الأول والرئيسي في تدهور وضعهم الصحي ، حيث يعانون حتى بعد خروجهم من بيوت الصفيح من مشاكل تنفسية مزمنة كانت بمثابة الضريبة التي دفعوها لبقائهم بالحي طيلة هذه السنوات. وعلى إثر هذا الوضع أبدى المحتجون استياءهم الشديد من ما وصفوه بسياسية التعسف من طرف السلطات المحلية إضافة إلى أنهم ذاقوا ذرعا من الوعود الكاذبة بإعادة النظر في طعونهم والتي لم تر النور إلى غاية كتابة هذه الأسطر وبقيت حبرا على ورق في الوقت الذي يعيشون فيه في مواجهة التشرد، وعلى اثر ذلك يعتزم ذات المتحدثون ملازمتهم لأبواب مصالح السلطات المحلية إلى أن تعدل عن قرارها، كما يناشدون والي العاصمة يوسف شرفة، لإنصافهم في أقرب وقت.