تعرف العاصمة هذه الأيام، نقصا حادا في مادة الخبز، بسبب دخول ما يقارب 500 مخبزة من أصل 1500 مخبزة متواجدة على مستوى العاصمة، في عطلة سنوية من بداية شهر الاصطياف جوان وتستمر هذه الراحة حتى اليوم 20 من شهر جويلية. النقص في المادة الأساسية، جعلت المواطن البسيط يتجرع الأمرين بالبحث عن الخبزة وسط هذه الحرارة المرتفعة، «السياسي» جالت بعض الأحياء في العاصمة، تاركة المستهلك يقرع كل أبواب المخابز للحصول على خبزة، في حين أبدى فيه العديد من المواطنين امتعاضهم من هذا النقص في هذه المادة.
رئيس اتحاد الخبازين: «من حق الخباز أن يتحصل على راحة»
من جهته أكد يوسف قلفاط رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين، أمس خلال اتصال ل«السياسي»، أن هناك ما يقارب 1500 مخبزة على مستوى ولاية الجزائر، 30 بالمئة منها في عطلة سنوية منذ بادية فصل الصيف في شهر وتستمر عادة حتى شهر أوت، وهذا الذي خلق نقص حاد في مادة الخبز هذه الأيام، وقلل المتحدث من حجم هذا النقص مؤكدا أن هذا الأمر طبيعي، في كل سنة نشهد مثل هذا النقص في هذه الفترة بالذات، نتيجة أن معظم الخبازين يستغلون هذه الفترة لأخذ قسطهم في عطلهم السنوية استعدادا لشهر رمضان المبارك، وهذا ليس خاصة بولاية الجزائر فقط بل بكل ولاية الوطن على حد قوله. وطمأن المتحدث المستهلك الجزائري،على أن شهر رمضان ستكون فيه جميع المخابز جاهزة لتعود إلى الخدمة لتوفير هذه المادة الواسعة الاستهلاك في أوساط المجتمع الجزائري. كما اشتكى رئيس الاتحاد الوطني للخبازين، من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في كل مرة، التي تكلف خسائر بالجملة على أصحابها محملا في نفس الوقت المسؤولية إلى شركة سونلغاز والسلطات المعنية في هذا الإطار، مؤكدا أن الانقطاع الذي تتجاوز مدته 45 دقيقة يكلف خسائر مادية تتجاوز 750 دينار سنتيم يوميا، متسائلا في ذات الوقت على من سيتحمل تبعات هذه الكارثة الخسائر على حد تعبيره التي يتعرض لها أصحاب المخبازات في كل مرة؟ الخبازون: "المستهلك لا يقدر قيمة الخباز إلا حين تنقطع المادة" أوضح بعض الخبازين الذين التقت بهم «السياسي» في كل من القبة وبئر خادم وحي بلوزداد أن مهنة الخبازة تتطلب جهد كبيرا من طرف من يعمل فيها، حيث أكد عبد الباسط من القبة أن الخباز يقضي 11 شهرا وسط الأفران الملتهبة، من أجل توفير الخبز للمواطن وهذا واجب منا لكننا أيضا من حقنا في اخذ قسط من الراحة نظرا للمجهدات التي نقدمها في هذا الإطار، ليؤكد بدوره سعيد خباز آخر من بئر خادم والذي تبدأ عطلته السنوية في الشهر القادم أن أخباز من بين الفئات التي لا يحس بها المجتمع الجزائري إلا عندما تنقطع مادة الخبز في الأسواق، والعطلة التي دخل فيها بعض الزملاء من حقهم المهني باعتبارهم عمال يتقاضون أجر مثلهم مثل أي موظف أخر ولهم الحق في هذه العطلة. بولنوار: "غياب قانون ينظم عملية المداومة في النشاطات التجارية وراء الأزمة" أرجع بولنوارالناطق الرسمي باتحاد التجار والحرفيين خلال اتصال «السياسي» أمس، السبب في النقص الملحوظ بالنسبة لمادة الخبز في بعض المخابز وكذلك محلات بيع المواد الغذائية، إلى عدم وجود نظام واضح لتنظيم للمداومة في النشاطات التجارية التي يكثر عليها الطلب في السوق على غرار الخبز المادة الأساسية الواسعة الاستهلاك داخل المجتمع الجزائري، وأضاف المتحدث أن الخبازين مع دخول فصل الصيف وشهر رمضان يطالبون بحقوقهم في العطلة السنوية التي تدوم شهرا كاملا، وهذا ما يجعل بعضها تغلق أبوابها في وجه الزبون، الذي يلقى نقص ملحوظ في هذه المادة مع بداية الصيف إلى غاية شهر رمضان في العديد من المرات. وأضاف بولنوار في نفس السياق انه حان الوقت للتفكير في نظام قانون يحكم ويحدد وينظم المداومة بالنسبة لمختلف النشاطات التجارية، سواء كانت المخابز والنشاطات التجارية ذات الاهتمام الواسع من طرف المستهلك.