ندرة حادة في الخبز عشية شهر رمضان دخلت أغلب مناطق ولاية قسنطينة هذه الأيام في أزمة خبز بسبب غلق حوالي 80 بالمائة من المخابز لأجل العطلة السنوية أو من أجل الأشغال، فيما أغلقت 14 مخبزة بشكل نهائي في الفترة الأخيرة، ما خلق ندرة حادة و أدى إلى تشكيل طوابير لا منتهية للمواطنين أمام المخابز المفتوحة طوال الفترة الصباحية، في وقت حذر فيه مسؤولون بالاتحاد الولائي للتجار من أزمة أكبر في شهر رمضان. فقد عادت أزمة الخبز للظهور مجددا بقسنطينة و إن اختلفت الأسباب التي تقف وراءها، إذ وجدنا أمس في جولة قادتنا إلى بعض أحياء وسط المدينة عددا كبيرا من المخابز مغلقة جزء منها لأجل العطلة الصيفية و الجزء الآخر من أجل أشغال التهيئة تحسبا لشهر رمضان، كما كانت سلال الخبز المتواجدة بمحلات المواد الغذائية فارغة، في وقت كان فيه المواطنون يتدافعون و يتزاحمون أمام المخابز المفتوحة من أجل الظفر بخبزة واحدة. أحياء دون خبز و أخرى تحت رحمة الباعة الفوضويين ففي حي بيدي لويزة الشعبي المعروف بجنان الزيتون الذي توجد به 3 مخابز، لم نجد منها إلا واحدة فقط مفتوحة و طوابير المواطنين امتدت إلى غاية الشارع، فيما بدت رفوف الخبز و السلال فارغة في الفترة الصباحية التي عادة ما لا تسجل فيها أزمة لتوفر الخبز بكميات كبيرة تكفي الجميع. أما حي فيلالي فلم تتوفر فيه نهار أمس و لا خبزة واحدة بسبب غلق مخبزة من أجل العطلة السنوية و الأخرى لأن نهار أمس يوم عطلة بالنسبة لعمالها، و هو ما وضع المواطنين في مأزق وصفوه بالكبير خاصة و أن الخبز لم يكن موجودا حتى بمحلات المواد الغذائية. وحتى باعة الخبز المتواجدون في بعض الشوارع المعروفة كحي جنان الزيتون ووسط المدينة و حي السويقة نفذت كل الكميات المتوفرة لديهم في الساعات الأولى من اليوم رغم عرض الباعة للبضاعة في ظروف تفتقر لأدنى شروط النظافة ،كما أن سعر الخبزة يرفع إلى 10 دنانير، إلا أن إقبال المواطنين كان منقطع النظير. خبازون يلجأون إلى مضاعفة الإنتاج لمواجهة الندرة أصحاب المخابز ممن تحدثنا إليهم أكدوا بأنهم لجأوا إلى مضاعفة إنتاجهم لهذه المادة منذ شهر جوان الماضي و طيلة الشهر الحالي في محاولة منهم لتغطية العجز الذي خلفته المخابز المغلقة، غير أنهم أكدوا عجزهم عن تلبية متطلبات كامل السوق خاصة و أن ما يتوفر من خبز ينفذ في الساعات الأولى من اليوم فلن يجد المواطن شيئا بعد التاسعة صباحا، وهو ما أثر على المواطنين كما أثر على نشاط بعض التجار من محلات الإطعام الذين أكد بعضهم بأنهم قلصوا نشاطهم منذ ظهور أزمة الخبز. و قد أجبر نفاذ الخبز العادي من رفوف المخابز المواطنين على اللجوء إلى تعويضه بأي أنواع الخبز مما تسبب في نفاذ جميع الأنواع فحتى الخبز غير المملح و خبز الشعير و الأنواع الأخرى التي عادة ما تبقى بالرفوف نفذت عن آخرها، كما كان لنقص مادة السميد في الأيام الأخيرة بالمحلات دور أيضا في الأزمة، فقد أكد تجار بأن توجيه كميات كبيرة منه لقفة رمضان خلف نقصا في المادة على مستوى السوق ،إضافة إلى ما تتعرض له هذه المادة من نزيف نتيجة التهريب ألهبت أسعاره ،مما جعل المواطن يفضل الخبز على شراء الدقيق. أما عن السبب الرئيسي للأزمة فقد أجمع أصحاب المهنة على أن غلق عدد كبير من المخابز في هذه الفترة من أجل العطلة السنوية أو من أجل أشغال تتعلق بالتهيئة كان وراء ذلك، كما تحدثوا أيضا عن نقص اليد العاملة التي اعتبروها من بين العوامل التي تقف وراء نذرة هذه المادة الحيوية خاصة في المناسبات أو في فصل الصيف، إذ قالوا بأنهم يعانون من أجل إيجاد عامل داخل الفرن مقابل أجور زهيدة، كما أن لارتفاع درجات الحرارة تأثير كبير أيضا إذ أن الأغلبية ترفض العمل في هذه الفترة فهم كما قال الخبازون يهربون من العمل إلى غاية انخفاض درجات الحرارة ،علما أن الرغبة في العمل في هذا المجال تبقى محدودة جدا مما يهدد المهنة بالزوال حسبهم. من 511 مخبزة إلى 117 مخبزة تنشط عبر كامل تراب الولاية ممثل الخبازين على مستوى إتحاد التجار لولاية قسنطينة اعترف بالأزمة ووصفها بالخطيرة و أكد بأن 80 بالمائة من مخابز الولاية مغلقة في الوقت الحالي، كما كشف عن توقف 14 مخبزة عن النشاط بشكل نهائي خلال الفترة الممتدة من بداية شهر جوان الماضي و إلى غاية ال20 من الشهر الجاري بسبب نقص العمال و رفضهم العمل في ظروف صعبة مقابل أجور زهيدة، و قال المسؤول بأنه لم يبق بقسنطينة إلا 117 مخبزة بعد أن كان عددها في السنوات الماضية 511 مخبزة تنشط عبر كامل تراب الولاية. وحذر نفس المتحدث في اتصال بالنصر من أزمة خبز أكبر في شهر رمضان قال بأنه بالإمكان أن تصل إلى غلق كل مخابز الولاية ،في حال استمرار ظروف العمل على حالها، قائلا بأنهم في انتظار ما ستقرره الحكومة في ال10 من الشهر الداخل ،خاصة و أن الملف على طاولتها حاليا، و اعتبر التأخر في إدخال الجديد على هذا الملف لن يكون في صالح الجميع، و دعا إلى ضرورة أخذ ملف الخبازين على محمل الجد تفاديا لانقراض المهنة.