يعاني الكثير من المواطنين المستقلين للحافلات يوميًا مشاكل جمة ومتعددة مع السائقين، وكذا قابضي النقود، نظرًا لانتشار الجشع وغياب آلية المراقبة من قبل الجهات المختصة، ما أثر سلبا على تنقلات المواطن اليومية. خلال الجولة التي قادت «السياسي« إلى محطة نقل المسافرين ببن عكنون، وجدنا العديد من المسافرين الذين كانوا واقفين أمام حافلة ممتلئة بالركاب ينتظرون غيرها، في حين كان القابضين ينادون بكل الاتجاهات، ولدى اقترابنا من بعض المسافرين عبّروا لنا عن المعاناة التي يتكبدونها جراء التنقل بهذه المحطة، حيث قال المواطن بوعلام، وهو موظف «ضجرنا من سلوكات السائقين الذين لا يراعون للأسف عدد ركاب الحافلة» في حين قال المدعو حسان، الذي لا يختلف رأيه كثيرًا عن رأي سابقه «باتت وسائل النقل هاجسًا يؤرقنا ويشغل بالنا بسبب التصرفات الصادرة عن السائقين من جهة، والإزدحام المروري من جهة أخرى، وكأنهم تناسوا أنهم ينقلون كائنات بشرية»، يضيف ذات المتحدث «أن الحافلة لا يعطيها قابض النقود الضوء الأخضر للإنطلاق حتى تمتلئ عن آخرها». في نفس السياق، أشارت إحدى السيدات إلى أن أصحاب الحافلات يستغلون فرصة تأخرهم للقيام بتكديس الركاب في الحافلات، ففي بعض الأحيان يعجز القابض عن إقفال الباب، أما عند الوصول إلى موقف معين فلا يستطيع الراكب النزول من شدة الإزدحام تضيف المتحدثة التي قالت أن السائق يتوقف مدة طويلة عند كل موقف حتى ينفد صبرهم لدرجة أن الركاب يصرخون منددين بهذا السلوك، فيما يقوم آخرون بالدّق على الزجاج. وللإستفسار أكثر عن أسباب هذه السلوكات التي تصدر عن قابضي النقود، تنقلنا إلى محطة نقل المسافرين بالشراڤة، أين رد علينا عماد البالغ من العمر 23 سنة، ترك مقاعد الدراسة ليعمل كقابض حافلة بالخط الرابط ما بين الشراڤة - بن عكنون، قائلا: «إن صاحب الحافلة حَمّله المسؤولية والتي ينبغي أن يكون على قدرها من الجدية والعمل حتى يحقق أرباحًا طائلة، وإلا سيستغني عن خدماته، أما محمد البالغ من العمر 30 سنة والعامل بمحطة نقل المسافرين ببن عمر، لإعالة أسرته، قال أن جدارته في العمل يتوقف على جلب أكبر عدد ممكن من الركاب، كما حمّل المسافرين جزءًا من المسؤولية باعتبارهم يصعدون للحافلة رغم أنها ممتلئة لأسباب تخصّهم. وعلى هذا الأساس طالب مستعملوا الحافلات الخاصة، من الجهات المعنية التكثيف من أعوان المراقبة والأمن، وكذا العمل على تنظيم المحطات على مستوى العاصمة واحترام مواقيت التوقف عند كل محطة حتى يتسنى لهم الركوب على متنها في أحسن الظروف بدلاً من «التطباع» في كل مرة.