جرح عشرات الأشخاص في مواجهات دامية بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين كانوا يحيون الذكرى ال63 للنكبة في الضفة الغربية وقطاع غزة، في حين وضعت إسرائيل أجهزتها الأمنية في حالة تأهب قصوى ونشرت الآلاف من عناصرها في القدسالشرقية ومناطق أخرى بمناسبة هذه الذكرى. فقد أصيب 65 فلسطينيا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلية أثناء مظاهرة قرب معبر بيت حانون شمال غزة، كما أفادت مصادر طبية فلسطينية. وأفادت مصادر في غزة بأن المتظاهرين كانوا متوجهين نحو هذا المعبر عندما تعرضوا للقصف وإطلاق النار. وقال الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة أدهم أبو سلمية إن خمسة جرحى في حالة خطيرة من بينهم صحفي في حالة خطيرة جدا، مشيرا إلى أن المصابين تتراوح أعمار معظمهم ما بين 12 و17 عاما. وأفاد شهود عيان بأن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار، وأن دباباتهم أطلقت ست قذائف باتجاه شبان فلسطينيين اقتربوا من معبر بيت حانون أثناء مظاهرة نظمتها الفصائل الفلسطينية في ذكرى النكبة. وفي الضفة الغربية قالت مصادر فلسطينية إن عدد الإصابات ارتفع إلى 150 جراء إطلاق نار كثيف وغازات مدمعة من قبل قوات الاحتلال على متظاهرين عند حاجز قلنديا بين القدسالمحتلةورام الله. وأكدت المصادر إصابة العديد من الفلسطينيين بحالات اختناق جراء أعيرة مطاطية أطلقها عليهم جنود الاحتلال في مواجهات عند هذا الحاجز، مشيرة إلى أن وحدة المستعربين اعتقلت عددا من المتظاهرين. وكانت مواجهات مماثلة وقعت عند حاجز عطارة شمال رام الله، إلا أنه لم يبلغ عن وقوع إصابات. وقالت المصادر إن مسيرات حاشدة وغير مسبوقة خرجت أمس في رام الله لإحياء ذكرى النكبة بمشاركة آلاف الفلسطينيين، مشيرة إلى أن البعض من المتظاهرين توجهوا إلى حاجز قلنديا في محاولة لاجتيازه والوصول إلى القدس، لكن الشرطة الإسرائيلية تصدت لهم. وأشارت إلى أن دعوات صدرت لتنظيم مسيرات أخرى باتجاه الحواجز العسكرية الإسرائيلية في وقت لاحق، وأكدت ذات المصادر أن المتظاهرين رددوا هتافات »الشعب يريد إنهاء الاحتلال« و»لا تنازل عن حق العودة«. وعلى الجانب المصري قالت مصادر في العريش إن الأمن المصري عزل مدينة رفح عن باقي سيناء ومنع شباب الثورة من الوصول إليها للمساهمة فيما يعرف باسم »يوم الزحف«. وتزامنت هذه التطورات مع تأهب إسرائيلي في القدسالشرقية ومناطق أخرى متاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن الآلاف من عناصر الشرطة انتشروا منذ صباح أمس في المناطق الحساسة وخصوصا في القدسالشرقية ومنطقة وادي عارة في الجليل شمال إسرائيل، وهي منطقة تقطنها غالبية عربية. وأضاف أن عناصر الشرطة وضعت في حالة تأهب قصوى من أجل السماح بحصول المظاهرات، لكنه شدد على عدم السماح لما سماه أي خرق للنظام العام. وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أول أمس عن إغلاق الضفة الغربية ابتداء من منتصف ليلة السبت إلى الأحد وحتى صباح اليوم ومنع خروج الفلسطينيين منها باستثناء حالات إنسانية. ورفع الجيش والشرطة الإسرائيلية حالة التأهب في صفوف قواتهما عند الحدود مع لبنان بعد الإعلان عن تنظيم مظاهرة في قرية مارون الراس اللبنانية، في حين قالت أجهزة الأمن الإسرائيلية إن مواطنين عربا من إسرائيل يخططون لتنظيم مظاهرة في الجانب الإسرائيلي من الحدود وقبالة القرية اللبنانية. كما أعلنت حالة التأهب في صفوف الجيش والشرطة عند معبر جسر اللنبي بين إسرائيل والأردن بعد الإعلان عن مسيرة تنطلق من داخل الأراضي الأردنية باتجاه المعبر. ورفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في صفوف قواته عند الحدود مع مصر. وعززت الشرطة الإسرائيلية من وجود قواتها في المدن والقرى العربية داخل الخط الأخضر التي تجري فيها مظاهرات، وكانت قد جرت مظاهرة في مدينة يافا أول أمس شارك فيها أكثر من ألفي شخص رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية ودعوا إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجروا منها في العام 1948.