انطلقت صفارات الحداد في رام لله إيذانا ببدء الفلسطينيين إحياء الذكرى الخامسة والستين لنكبتهم بمجموعة فعاليات في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللاجئين في الخارج، لتأكيد التمسك بحق العودة، ورفض الحلول البديلة، في حين اقتحم خمسة وثلاثون مستوطناً صهيونياً المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حماية من قبل شرطة الاحتلال بينما اقتحم نحو 50 طفلاً يهودياً المسجد بشكل متزامن من ناحية باب الملك فيصل. ويأتي هذا الاقتحام المستفز للمشاعر وسط دعوات من قبل الاحتلال على استمرار الاقتحامات والتي سيكون أكبرها اليوم والذي سينفذه شبيبة وأطفال يهود لداخل المسجد الأقصى من باب المغاربة، للاحتفال بعيد نزول التوراة داخل "جبل الهيكل"، على حد زعمهم، أي بالمسجد الأقصى. وحسب الدعوة التي تداولها المستوطنون على مواقع تواصلهم الاجتماعية وعبر وسائل إعلامهم، فإن الحاخام اليهودي ‘يسرائيل أرئيل' والحاخام "يوسف ألباوم" سيترأسا "الحج الجماعي" ومن ثم سينتقلون بتظاهرة كبيرة تجوب زقاق الحي اليهودي داخل البلدة القديمة للمطالبة بحرية صلاة اليهود داخل ساحات الأقصى. من جهته، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمة نُشرت أمس في الصحف الفلسطينية لمناسبة ذكرى النكبة، أن الفلسطينيين "انتصروا على من أرادوا طمس هويتهم وأنكروا حقوقهم". وشدد عباس على أنه "لا توجد اليوم دولة في العالم، بما في ذلك الولاياتالمتحدة الأميركية تنكر حقنا المشروع في إقامة دولتنا المستقلة على أراضينا التي احتلت عام 1967". وأضاف الرئيس الفلسطيني "نحن اليوم رقم وحقيقة لا يمكن تجاوزهما، فشعبنا اليوم أكثر تواجداً على الساحة الدولية". وبدأ الاحتفال المركزي في ذكرى إحياء النكبة أمس من أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في رام الله حيث بدأ التجمع منذ ساعات الصباح الأولى لنهار أمس، وفي قطاع غزة نظمت مجموعة من المؤسسات الأهلية في قطاع غزة مسيرة جماهيرية بعنوان "أرضي هويتي". وتوجه عشرات من أبناء القطاع إلى المنطقة الحدودية مع إسرائيل، شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة, حيث تظاهروا بالقرب من الأراضي التي استولت عليها إسرائيل عام ثمانية وأربعين. وفي داخل إسرائيل، تظاهر العشرات من الطلاب العرب واليساريين اليهود بجامعة تل أبيب أول أمس الاثنين إحياءً لذكرى النكبة. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المتظاهرين طالبوا إسرائيل بالاعتراف بمعاناة الفلسطينيين.