يزداد خلال فصل الصيف بولاية المسيلة الإقبال على المرافق الشبانية التي تتمثل في دور الشباب والمركبات الرياضية الجوارية والمرافق الثقافية للتسلية والترفيه، في ظل غياب مرافق مماثلة من شأنها استقطاب الشباب خلال فصل الحر. وتعرف هذه المنشآت البالغ عددها الإجمالي 50 منشأة تتوزع عبر 47 بلدية بالولاية من بينها 21 مركزا ثقافيا و15 مركبا رياضيا جواريا تحتوي على نوادي للأنترنت تضاف إلى 14 دارا للشباب ما فتئت تشكل محل استقطاب ما يزيد عن 3000 زائر يوميا ممن تعذر عليهم الالتحاق بالمناطق الساحلية. وأشارت مصالح مديرية الشباب والرياضة إلى أن نوادي الانترنت تعد الأكثر استقطابا للزوار نظرا للعديد من المعطيات من بينها توافر دور الشباب على مقاهي الانترنت ذات تدفق عال من ناحية واقتصار وجودها في بعض المناطق على هذه الهياكل إضافة إلى منحها لهذه الخدمة مجانا . وفي ذات السياق أوضح نفس المصدر أن هذه النوادي تستقطب جميع فئات الأعمار من الشباب وحتى الأطفال الذين يقضون وقتهم في لعب ألعاب الفيديو مضيفا أن النوادي الأخرى الأكثر استقطابا للشباب تتمثل في ألعاب البيار والبابي فوت وغيرها والتي تتوفر فقط على مستوى المؤسسات الشبانية والمركبات الرياضية الجوارية. وكثيرا ما تتحول الفضاءات المجاورة لهذه المرافق إلى ملاعب للكرة الحديدية والألعاب الشعبية كالسيقة التي هي عبارة عن مجموعة من أنصاف أقطار عيدان الحطب ترمى أرضا لينقط صاحبها، حسب وقوعها وتطابق أجزائها. وفي الوقت الذي يفضّل فيه البعض من رواد دور الشباب والهياكل الرياضية والثقافية استعمال الانترنت والألعاب، يلجأ البعض إلى تنشيط قدراته الفكرية من خلال ممارسة الشطرنج الذي أصبح، حسب البعض من الشباب على مستوى دار الشباب لحي 1000 سكن، يتوسع استعماله نظرا للعديد من الأسباب من بينها الاستمتاع الفكري وتوفر جو من الهدوء المساعد على ممارسة هذه اللعبة. وغير بعيد عن الشطرنج كثيرا ما يسمع الزائر لهذه المؤسسات صخب وضجيج الموسيقى من نوادي هذه الأخيرة التي تردد بعضا من الأغاني وذلك قصد أدائها في بعض الحفلات التي يجري إحياؤها من حين لآخر على مستوى ذات المؤسسات. ويستدعي انتعاش الفن التشكيلي صيفا توفير فضاءات للعرض تتماشى والأعمال الفنية المنتجة في هذا الفصل ويشجع على ترقية عمل ورشات هذا الفن ويوسع ممارسته على مستوى جميع المرافق الشبانية والثقافية. وكثيرا ما يشهد متحف نصر الدين دينيه المتخصص في الفن التشكيلي انتعاشا في النشاط ينعكس من خلال زيادة الإقبال عليه صيفا مع العلم أن هذا المتحف الوطني سمي نسبة إلى الفنان الفرنسي الفونسو ايتيان دينيه الذي عاش في منطقة بوسعادة ودفن بها العام 1926. كما يشهد متحف قلعة بني حماد الواقع ببلدية المعاضيد إقبالا مكثفا رغم ضيق مقره الذي لا يسع زواره الذين يجمعون بين السياحة الجبلية والأثرية ممثلة في قلعة لقلعة بني حماد. وعلى الرغم من بعد المسافة عن البحر والمناطق الساحلية ونقص المسابح وقاعات السينما، إلا ان الشباب المسيلي حسب أحمد عزيزي شاب في ال22 من العمر محظوظون لأن لديهم منشآت يمكن أن ينخرطوا ويلتقوا فيها للترفيه والتسلية في أوقات فراغهم.