اعتبر كل من اتحاد التجار والحرفيين وجمعية حماية المستهلك الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية خلال أيام العيد غير مبرر، بعد أن عجزت كل الإجراءات عن ضبط الأسعار، حيث أرجعا السبب إلى جشع وطمع بعض التجار الذين يتحينون الفرصة، وحسب إحصائيات اتحاد التجار، فقد صرف الجزائريون ما يزيد عن 40 مليار دينار على مستلزمات الحلويات و100 مليار على الملابس، فيما أعلنت جمعية حماية المستهلك مقاطعة شراء الموز لغلائه الكبير وهذا إلى غاية نزول سعره إلى 120 دينار للكيلوغرام. * تجار يستغلون عشية العيد لمضاعفة أسعار الملابس أكد الحاج الطاهر بولنوار الناطق الرسمي لإتحاد التجار والحرفيين الجزائريين في اتصال ل«السياسي»، أن التجار عمدوا إلى مضاعفة أسعار الملابس بسبب تهافت المواطنين عشية العيد، وارجع سبب ارتفاع الملابس هذا العام إلى قلة الإنتاج الوطني وزيادة في حجم الاستيراد، مضيفا بأن الجزائر تستورد من تركيا والصين نسبة ما بين 70 إلى 80 بالمئة من الملابس، موضحا السنة الجارية سجلت ارتفاع رهيب في أسعارها. وطالب بولنوار الحكومة بتحسين الإنتاج الوطني وإعادة النظر في سياسته، مؤكدا أن الاستيراد لا يغطي حجم الطلب المتزايد على مستلزمات العيد، وإنما يزيد من ارتفاع أسعارها، كما دعا إلى ضرورة تشجيع الإنتاج المحلي من أجل المحافظة على استقرار الأسعار على المواد الواسعة الاستهلاك. وأوضح الناطق الرسمي بإسم إتحاد التجار بأن العائلات الجزائرية تصرف على مستلزمات حلويات خلال أيام التحضير لعيد الفطر المبارك، أكثر من 4 ملايير دينار جزائري، موضحا بأن سبب هذا الارتفاع الجنوني للمكسرات كالجوز واللوز والفستق لزيادة الطلب عليها خلال هذه الفترة، ونقص الإنتاج المحلي لهذه المواد الاستهلاكية، بالإضافة إلى غلاء ثمن المستوردة منها من الخارج، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع سعرها في أسواقنا. مشتريات العيد تعيد التجارة الموازية بقوة وأشار بولنوار بأن التجارة الموازية تشهد انتشارا واسعا خلال الأيام الأخيرة لشهر رمضان، حيث عادت التجارة الفوضوية للظهور من جديد في بعض الأحياء الشعبية، بعد أن تم إخلاؤها لاسيما على مستوى الأسواق المعروفة كأسواق براقي، باب الوادي، باش جرح وساحة الشهداء وبومعطي بالحراش. موضحا بأنها عرفت انتشارا واسعا رغم الرقابة التي فرضتها الوصاية وهذا بسبب اقتراب موعد عيد الفطر ما أدى إلى انتعاش هذه التجارة الفوضوية وعودة بعض الأسواق، معتبرا هذه الأسواق الممر الرئيسي للمواد الفاسدة التي تغزو الأسواق. حماية المستهلك تطلق حملة وطنية لمقاطعة الموز أكد مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية المستهلك في اتصال ل«السياسي» بأن هذه الأخيرة أطلقت منذ يوم أول أمس حملة لمقاطعة الموز الذي شهد ارتفاعا جنونيا في الأسواق والذي وصل إلى غاية 300 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد بعدما كان يقدر ب100 دينار، موضحا بأن هذه المقاطعة أتت بأكلها خلال الأيام السابقة بعدما قامت جمعية حماية المستهلك بمقاطعة هذه المادة التي يتناولها كثيرا المستهلك الجزائري إلى انخفاض سعرها إلى غاية 200 دينار لكن لن تتوقف هذه المقاطعة إلى غاية نزول السعر إلى غاية 120 دينار لأن هناك من يحتكرها. ودعا زبدي الموطنين إلى تعميم عملية مقاطعة المواد التي تشهد ارتفاعا كبيرا خاصة في مواسم مثل شهر رمضان الكريم وهذا لردع بعض المحتكرين، وأشار المتحدث بان طمع وجشع بعض التجار جعلهم يرفعون الأسعار الملابس ومستلزمات الحلويات وغيرها من المواد التي تعرف إقبالا كبيرا خلال هذه الأيام من أجل الربح السريع، محذرا الموطنين من مغبة اقتناء مواد التي تصنع بها الحلويات إلى غاية التحقق منها لأن هناك الكثير من المواد الفاسدة التي تمرر عبر الأسواق الفوضوية خلال هذا الموسم الذي يشهد فيه إقبال كبير من طرف المستهلك على مثل هذه المواد التي تحتاجها العائلات الجزائرية.