تعتبر الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكرى، رائدة في تفعيل دور الجمعيات الوطنية لمساعدة والتكفل بهذه الشريحة، التي تعرف ازديادا كبيرا في السنوات الأخيرة، وهو ما دعا بالفيدرالية إلى مضاعفة مجهوداتها لتقوية وربط المهام بينها وبين الجمعيات والوزارات المختصة في هذا المجال، وفي هذا الإطار، قامت "السياسي" بإجراء حوار مع رئيس فيدرالية جمعيات مرضى السكري، بوستة. * في البداية، أعطينا فكرة عن تأسيس الفيدرالية؟ - الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري ليست وليدة اليوم، فأنا بصفتي أكافح في هذا الميدان إلى ما يقارب ال30عاما، والتي تم اعتمادها من طرف وزارة الداخلية رسميا في 11 فيفري 1993، من اجل التكفل بهذه الشريحة وإدراجها ضمن أولويات وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، ونحن نعمل بالتنسيق مع كافة الجمعيات الخيرية ونسطر لها الخطوط العريضة لأداء مهامها على أكمل وجه، إضافة الى ذلك، تقوم الفيدرالية بالعمل مع وزارة التضامن بإحصاء تدقيق للاصابات الجديدة لمرضى السكرى الذي هو في ازدياد مستمر، وكذلك مع مختلف الجمعيات الأخرى التي أعتبر دورها أساسيا في إتمام مهامنا بصورة فعّالة، وأيضا مع كافة مؤسسات المجتمع المدني الاخرى تربوية كانت أم صحية. * وماذا عن الأعمال التي تقومون بها كفيدرالية؟ - حن نعمل بصفة دائمة ودورية من اجل أهدافنا التي أسّست الفيدرالية من اجلها، حيت نعمل على دفع الجمعيات الخيرية التي تنضوي تحت لواء الفيدرالية وتوجيهها بضرورة رفع وتيرة العمل، وكذلك نقوم بالاتصال مع مختلف المنظمات الصحية الأخرى والتي أرى أدوارها مهمة في تفعيل مهامنا بالشكل المطلوب، كما تتمثل النشاطات الرئيسية للفيدرالية في القيام بأيام تحسيسية حول مرض السكري الذي وصلت آخر إحصائيات الإصابة بهذا الداء إلي ما يقارب ال3 ملايين مصاب، كما نظمنا يوما دراسيا حول القدم السكرية الذي صادف اليوم العالمي لداء السكري وهذا بالتنسيق مع مخبر "لاد" الذي ساهم فيه مجموعة من الأطباء والمختصين في مجال الصحة الذين كشفوا عن أساليب جديدة في الوقاية من القدم السكرية الذي هو درجة متقدمة في داء السكري. * إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأعمال والتحركات التي تقومون بها؟ - تهدف الفيدرالية إلى العمل على تنمية وعي المواطن على ضرورة الكشف المبكر عن داء السكري لانها الطريقة الانجع للوصول لدرجة كبيرة من الشفاء، من خلال قيامنا بحملات تحسيسية وأيام دراسية على هذا الصعيد. ونهدف كذلك إلى التكفل ومراعاة ظروف المصابين بهذا الداء لغير المؤمنين اجتماعيا وذلك من خلال الحصول على قدر كبير من الأدوية مجانا، من خلال استحداث بطاقة «شفاء» خاصة بهم، لان كافة الاحصائيات تدل على نسبة تتراوح ما بين 15 الى20 بالمئة من فئة العمال غير الأجراء بمضاعفة مجهوداتنا من اجل إدماج هذه الشريحة لاستكمال علاجها بطريقة قانونية وسليمة. * وما تقييمكم لليوم الدراسي حول القدم السكرية؟ - سؤال وجيه، فهذا اليوم الدراسي الذي نسقناه مع مخبر "لاد" ناجح إلى حد كبير، وهذا يرجع لجهودهم الكبيرة للوصول إلى استحداث مجموعة من الأدوية لمكافحة داء القدم السكرية، وكذا الدور الكبير الذي لعبته مجموعة من الأطباء والمختصين وأيضا وزارة الصحة في إنجاح هذا اليوم، الذي يعتبر رسالة موجهة لكافة مرضى السكري بالجزائر، وبتوفير الأدوية في المستشفيات والمراكز الصحية العمومية التي أرى أنها غير موزعة بالشكل المطلوب الذي لا يسمح للكثيرين باقتناء هذا المنتوج الدوائي مجانا. وكذا توعية المرضى بضرورة الكشف المبكر للإصابة لأنها تعد مرحلة أساسية في شفاء الكثير من الحالات، كذلك كان اليوم إجماعا على تظافر الجهود من اجل الوصول إلى أهدافنا المشتركة في مساعدة هذه الشريحة والتكفل بها. * ما هي التحديات التي تواجهكم؟ - في الحقيقة، هناك مجموعة من التحديات التي تحول دون أداء رسالتنا بالشكل المطلوب خصوصا فيما يتعلق بالمصابين المؤمنين أنفسهم الذين ينقصهم جانب الوعي إلى حد كبير، فالكثير منهم يلجؤون إلى استعمال وسائل تقليدية خصوصا الأعشاب الطبية اعتقادا منهم أنها الطريقة الأنسب للعلاج، وهذا خطأ جسيم، فقد اكتشفت الدراسات أن ارتفاع نسبة السكر بالدم تكون في الغالب عن سوء استعمال او جهل الناس بهذه الأعشاب في العلاج، وقد تتسبّب أيضا في مضاعفات لا يحمد عقباها قد تصل إلى تعفن بعض الأعضاء وأحيانا الوفاة. أضف إلى ذلك، انتشار الكثير من الأدوية غير المراقبة من طرف وزارة الصحة والمخبر الوطني المختص، وقلة الوعي بالتغذية السليمة وممارسة الرياضة التي قد تلعب دورا كبيرا بعدم الاصابة بهذا الداء. فأنا أعتبر أن مرض السكري ليس بالخطير اذا اتبع المصاب النصائح الموجهة إليه. * ما هي الآفاق التي تسعون إلي تحقيقها مستقبلا؟ - نحن نقوم الآن بمجهودات كبيرة وذلك عن طريق دفع جمعيات الفيدرالية ومختلف المنظمات الخيرية الأخرى لمضاعفة جهودها للتكفل بأكبر عدد من مرضى السكري، وان شاء الله، نحن نعمل على حصول جميع الفئات غير المؤمنة على بطاقات «الشفاء»، بحيث يتسنى لها أخذ الدواء بالمجان، والآن نقوم باتصالات مع وزارة الصحة وهيئة الضمان الاجتماعي للتكفل بهذه الشريحة. وفي الحقيقة، فإن السلطات المعنية اهتمت بهذا الموضوع وهو الآن قيد الدراسة، وان شاء الله، ستكون النتائج ايجابية في المستقبل القريب. * كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - من خلال هذا المنبر، أوجه نداء إلى المجتمع الجزائري الذي يجب أن يتضامن معنا من اجل المساهمة في التكفل بهذه الشريحة على نطاق واسع، وضرورة إرساء قواعد التربية الصحية السليمة التي يجب أن تتظافر فيها جميع مؤسسات المجتمع من اجل الرقي بالقطاع الصحي في بلادنا. كما لا أنسى شكر وزارة الصحة والتضامن على وقوفها ومساهمتها في تفعيل جهودنا وأهدافنا السامية.