قال رئيس الفيدريالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري السيّد نور الدين بوستة في تصريح ل (أخبار اليوم) إن مناسبة الاحتفال باليوم العالمي الخاص بداء السكري هو فرصة لوضع النقاط على الحروف فيما يخص مواجهة هذا المرض المستفحل بشكل كبير بالجزائر خلال الفترة السنوات الأخيرة. حسب بوستّة فإن من 10 إلى 15 ألف إصابة جديدة بالسكري تسجّل سنويا بالجزائر، وهذا الرّقم المخيف الذي وصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين مصاب بهذا الداء الخطير أي 10 بالمائة من المجتمع الجزائري يمسّهم هذا الداء، حيث يبقى هذا الرّقم بعيدا كلّ البعد عن الرّقم الحقيقي الذي ما يزال في الخفاء، خاصّة وأن أغلب المصابين في الجزائر لم يكتشفوا بعد إصابتهم بداء السكري. فغياب الكشف المبكّر لهذا الداء هو من أهمّ الأسباب التي تؤخّر سرعة التكفّل به، كما أن المذهل في الأمر أن حوالي 25 بالمائة من المصابين هم من فئة الشباب. ومن أهمّ المشاكل التي تواجه مرضى السكري في الجزائر هو عدم استفادة نسبة كبير منهم من التأمين والضمان الاجتماعي، فأدوية السكري مرتفعة القيمة والتأمين يساعد المرضى على اقتناء الأدوية التي توفرها الدولة. فحوالي 25 بالمائة من المصابين غير مؤمّنين والكثير منهم أطفال راحوا ضحّية خلافات بين الضمان الاجتماعي وبعض أولياء هؤلاء الأطفال، وبالتالي صعوبة حصولهم على الأدوية. فالفديرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري تقترح وجوب تخصيص بطاقات شفاء خاصّة بهؤلاء الأطفال المصابين بداء السكري، أي إدماجهم في صناديق الضمان الاجتماعي لمساعدتهم على تخطّي صعوبات الحصول على الأدوية الضرورية لهذا الداء الخطير، وبالتالي المطالبة بتكثيف الرعاية الصحّية لهؤلاء المصابين والمتابعة من خلال توفير الأدوية حتى تصل إلى البقع النائية. في جانب آخر، فإن شعار الاحتفال الخاص باليوم العالمي لداء السكري لهذا العام خصّص للحديث عن الوقاية والعلاج من قرحة القدم السكرية بالنّظر إلى خطورة هذه الإصابة التي تمسّ أطراف المريض بداء السكري، حيث يضطرّ الأطبّاء إلى بتر أطرافه. حيث سيحضر العديد من المختصّين في المجال الطبّي من أجل طرح خبراتهم ومناقشة مسألة الجراحة في علاج القدم السكرية، والنتائج التي لوحظت في المرضى الذين مسّتهم هذه الجراحة. وللإشارة، فإن هذا اليوم الدراسي الذي يعقد اليوم بفندق (الأوراسي) بوسط العاصمة، يحضره أكثر من 150 طبيب في مختلف التخصّصات لداء السكري، وكذا الجمعيات الولائية لداء السكري. ولقد سبق هذا اليوم تنظيم أيّام تحسيسية بالحامّة في العاصمة طيلة هذا الأسبوع تحت إشراف وزارة الصحّة تحت شعار (معا نكافح داء السكري) وقد حضره العديد من المصابين الذين عرضوا المشاكل اليومية التي تواجههم في داء يوصف بأنه داء العصر، حيث ازدادت الإصابة به في الجزائر بنسبة كبيرة لأسباب مختلفة من أهمّها زيادة السمنة والتدخين خاصّة عند النساء، عدم ممارسة الرياضة وسوء التغذية. فهذا المرض الذي كان يعرف فيما سبق بداء الأغنياء الآن تحوّل إلى داء يطارد الفقراء. للإشارة، تنظم اليوم بفندق (الأوراسي) بوسط العاصمة، الفديرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري يوما دراسيا خاصّا بالاحتفال باليوم العالمي لداء السكري تحت شعار (الوقاية والعلاج من قرحة القدم السكرية).