شهدت أسعار المنتجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع وعلى رأسها البقوليات على غرار الفاصولياء والعدس ارتفاعا رهيبا في الأسعار بداية من شهر أكتوبر المنصرم عبر جل الأسواق الوطنية. حيث سجلت أسعار الفاصولياء ارتفاعا في السعر بنسبة 17 % لتحقق رقما خياليا تجاوز سعر 300 دج في الأسواق التي زارتها «السياسي»، في حين تم تحديد سعر 110دج بالنسبة للعدس، وهو ما لم يستسغه المواطن بعد أن وجد نفسه رهينة للوضع الحالي خصوصا وأن الموائد الجزائرية لا تخلو من أطباق اللوبيا والعدس في موسم الشتاء البارد باعتبارها أطباقا ساخنة تتماشى والانخفاض الشديد لدرجات الحرارة. زبدي يحمل المسؤولية لديوان الحبوب وقد أرجع زبدي مصطفى رئيس جمعية حماية المستهلك لولاية العاصمة، في اتصال هاتفي ل«السياسي» أمس، سبب غلاء هذه المادتين الأكثر استهلاكا إلى عدم التخطيط المسبق من قبل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، حيث أكد انه كان من المفروض أن يقوم الديوان الوطني للحبوب بدراسة مسبقة للأسواق الوطنية، لرصد اختلالات العرض والطلب إلى جانب ارتفاع ثمن هذه المواد الواسعة الاستهلاك ليتخذ الإجراءات اللازمة من خلال إغراق السوق من مخزونه الخاص وهو ما يؤدي إلى استقرار أسعارها ليكون متوافقا والقدرة الشرائية للمواطن. كما اعتبر زبدي، أن العملية تكون قبلية وليس بعد تسجيل ارتفاع خيالي للأسعار، داعيا الوزارة الوصية إلى الاستعانة بخلايا المراقبة لتوقع أزمات مماثلة في المستقبل، مؤكدا أن مثل هذه الدراسات الوقائية ستجنب المستهلك الوقوع في أزمات غلاء المنتوجات الفلاحية، وقد حصر رئيس جمعية حماية المستهلك لولاية العاصمة في نفس الصدد أسباب هذا الغلاء في المضاربة التي باتت تؤرق المواطن، إلى جانب هامش الربح المختلف بين المستورد وبائعي الجملة فبائعي التجزئة، وفي هذا الصدد أكد ذات المتحدث أن هامش الربح الكبير الذي يحدده تجار التجزئة بات العامل الأساسي للارتفاع الذي تعرفه مختلف المواد الواسعة الاستهلاك. ودعا زبدي المواطن إلى التحلي بسلوك المستهلك الحكيم من خلال عدم إكثار الطلب على العدس واللوبيا، من خلال مسارعته على تكديس مثل هذه المنتجات عند تسجيل الندرة فيها، مؤكدا أن مثل هذه السلوكات لا تساعد على استقرار الأسعار. صالح صويلح .. غلاء ثمنها يعود لكثرة الطلب من جهته أكد صالح صويلح الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين، أن السبب الرئيسي في ارتفاع سعر اللوبيا إلى 300 دج والعدس إلى 110 دج، يرجع إلى أن الفاصولياء والعدس مواد مستهلكة بكثرة في موسم الشتاء، حيث أن هذه الأطباق تتواجد يوميا على المائدة الجزائرية إلى جانب مختلف المطاعم الموزعة على القطر الوطني، والطلب الكثير عليها يولد ضغطا يساهم بالضرورة في ارتفاع أسعارها، وهذا شيء طبيعي خصوصا وأنه لا توجد عائلة لا تتناول هذه المادتين في هذه الفترة التي تتميز بالبرودة الشديدة. وزارة التجارة تربط الغلاء بالأسعار الحرة في حين، أوضح المدير العام لضبط نشاطات التنظيم بوزارة التجارة عبد العزيز آيت عبد الرحمان في البيان الذي تلقت «السياسي» نسخة منه أمس، أن الأمر يتعلق ب«أسعار حرة وليس بإمكاننا تنظيمها لأن الجزائر لا تنتج البقول، فالأسعار هي أسعار منتجات مستوردة تخضع لتذبذبات السوق العالمية». وفي نفس الصدد، أكد وزير التجارة مصطفى بن بادة في وقت سابق، أنه لضمان رقابة أحسن لأسعار البقول طلبت وزارة التجارة من الديوان الجزائري المهني للحبوب رفع حصته في السوق بنسبة 50 بالمئة لسنة 2013 والسنوات المقبلة مقابل 7 بالمئة في 2012 و3 بالمئة عام 2011. تجدر الإشارة أنه لم تسلَم الخضر الطازجة هي الأخرى من الأسعار الملتهبة، إذ سجلت أسعار الطماطم الطازجة ارتفاعا بنسبة +12 بالمئة مقابل +9 بالمئة بالنسبة للكوسى والجزر و+6 بالمئة بالنسبة للبطاطا، حسبما ورد في قائمة أسعار المنتجات الغذائية الأساسية لدى الاستهلاك التي أعدتها الوزارة في البيان الذي تلقت «السياسي» نسخة عنه أمس، حيث أفادت قائمة الوزارة بأن سعر الكيلوغرام الواحد من الطماطم الطازجة وصل إلى 60 دج مقابل 105 دج للكوسى و70 دج للجزر و 40 دج للبطاطا، ومن جهة أخرى انخفضت أسعار البصل والثوم ب 10بالمئة و7 بالمئة لتصل إلى 30 دج.