لا تعرف ولاية الوادي بواديها سوف وريغ بحر الرمال اللامتناهي المتجمعة نتيجة أمواج أو وديان رملية من هنا وهناك فقط بل بها أيضا بحيرات مائية ساحرة تضاف إلى بحار الرمال المتلألئة تحت أشعة الشمس الهادئة. وفي ذات السياق، تعد بحيرة عياطة من أهم البحيرات وأبرزها بولاية الوادي وتتواجد بضواحي سيدي عمرا، ويعود تاريخ تواجد بحيرة عياطة إلى قرون خلت ويعود سبب إطلاق هذا اللقب على البحيرة لأن المالك الأول للواحة المحاذية لها كان يسمى بعياطة فسميت البحيرة كذلك، وفي ذات الشأن، أفاد الأستاذ الجامعي والمختص في المناطق الصحراوية وعلوم البيئة والمحيط وكذا رئيس الجمعية الايكولوجية لحماية المناطق الرطبة والبيئة ساسي الطيب، أن المالك لمحمية من النخيل أو لمزرعة نخيل يسمى عياطة مضيفا أن المنطقة حافظت على تسمية الفلاح الذي كان يقطن بالمنطقة وكانت لديه واحة للنخيل ويسمى عياطة وتقع بحيرة عياطة في منخفض مائي على عمق 40 متر. البحيرة ملجأ للطيور النادرة وفي سياق متصل، أوضح المهندس في البيئة وعضو في الجمعية الايكولوجية لحماية المناطق الرطبة فتحي كريكر، أن المنطقة متواجدة على منخفض يقدر ب40 متر على مستوى البحر مما يجعلها تقترب من الطبقة المائية مضيفا أن المكان إذا ما كان منخفض فسيعرف تدفق الزائد من المياه الخاص بسقي الواحات المتواجدة بالقرب من بحيرة عياطة مما يجعلها تحافظ على مائها على مدار السنة. وتنفرد بحيرة عياطة بتنوعها البيولوجي ويعتبرها الكثير من المناطق الهامة من حيث القيمة الايكولوجية حيث أنها تشكل ملجأ للعديد من الطيور النادرة في تنقلاتها ما بين القارة الأوروبية والقارة السمراء منها ما هي في الطريق إلى الانقراض، وفي ذات سياق، أوضح الأستاذ الجامعي والمختص في المناطق الصحراوية وعلوم البيئة والمحيط وكذا رئيس الجمعية الايكولوجية لحماية المناطق الرطبة والبيئة ساسي الطيب، أن منطقة عياطة تعتبر من بين المناطق الرطبة التي تعتبر جزء مركب من المناطق الرطبة المتواجدة بمنطقة واد ريغ الذي يضم اكثر من 15 منطقة رطبة من بينها بعض المناطق الرطبة مصنفة عالميا مثل شط مروان وشط ملغيغ، وأشار المتحدث إلى أن بحيرة عياطة تتميز ببعض النباتات الخاصة التي لا نجدها في بعض المناطق الرطبة الأخرى بالمنطقة وكذلك بعض أنواع الطيور والتي تعتبر طيور محمية حسب القوانين الدولية والوطنية وبعض الطيور التي تعتبر في طريق الانقراض. وكشف رئيس الجمعية الايكولوجية لحماية المناطق الرطبة والبيئة انه تم العثور على أنواع من الطيور تم تصنيفها في القائمة الحمراء والتي تقدم إلى بحيرة عياطة بغية قضاء الفترة الشتوية والتي لا نعثر عليها في مناطق أخرى منها طير يساسر الماربري وكذا بعض الطيور الأخرى التي تقوم بالتبييض من بينها ما يسمى ب الإيروكان والملوى إضافة إلى بعض الطيور الأخرى التي تعتبر من الطيور النادرة والتي تم مشاهدتها حوالي ثلاث مرات ولم تر من قبل خاصة في شمال إفريقيا. ستُدرج ضمن المناطق الرطبة عالميا وقد كانت بحيرة عياطة محل زيارة لمكتب دراسات هولندية خلال السنة الماضية بهدف إدراجها ضمن المناطق الرطبة عالميا، وفي ذات الشأن أفاد المكلف بمكتب حماية النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات بالوادي عبد الهادي عربوش، أن تصنيف شط مروان واد خروف وشط مرخيخ تم سنة 2001 و2002 على التوالي أما بالنسبة لبحيرة عياطة فقد كانت محل اهتمام الوفد الهولندي الذي زار العام المنصرم المنطقة حيث بدأ بجمع المعلومات البيئية وكل ما يتعلق بالمنطقة الرطبة وبصدد تحضير دراسة لوضع مخطط تسيير المنطقة الرطبة للإحصاء الشتوي للطيور الذي جرى بين 16 و21 جانفي من هذه السنة وأسفر عن تعداد 3702 طائر مهاجر موزع على 28 نوع. وتبقى بحيرة عياطة ما هي إلا عينة تعكس زخم المعالم السياحية التي تزخر بها ولاية الوادي بواديها سوف وريغ.