أعلن الوزير الأول عبد المالك سلال بمعسكر أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أصدر تعليمات صارمة لكي يكون الفيلم الذي يتم التحضير له حول الأمير عبد القادر عملا في المستوى وأن يشرف على إنجازه براء ومختصون كبار، وأوضح سلال خلال ترؤسه لاجتماع موسع مع المنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني في ختام زيارته التفقدية للولاية أن الحرص على أن يكون هذا العمل في المستوى يأتي كونه يبرز المعالم الكبيرة لشخصية الأمير عبد القادر المبنية على لتسامح والقيم الدينية الأصيلة. وضمن هذا المنظور أكد الوزير الأول أن أول مشهد في الفيلم سيكون صورة الأمير عبد القادر في دمشق وهو يدافع عن المسيحيين كواجب ديني وإنساني. يذكر أن فيلم الأمير عبدالقادر يشرف عليه فريق فني وتقني يتكون من مختصين جزائريين وأمريكيين وأوروبيين، كما أن سيناريو الفيلم قد شارك في كتابته المختص في الانتروبولوجيا الجزائري زعيم خنشلاوي والسيناريست والمنتج الفرنسي فيليب دياز ومن المنتظر ان تدوم عملية تصويره إلى غاية فيفري 2014. وكانت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي المشاركة في إنتاج الفيلم مع المؤسسة الأمريكية الموجود مقرها بهوليوود كاليفورنيا سينما ليبر أستوديو بإشراف فيليب دياز قد أشارت في وقت سابق إلى أن هذا الفريق سيقوم خلال عملية التصوير بتجسيد برنامج تكويني لفائدة الفنانين الشباب والتقنيين الجزائريين. ومن المتوقع أن يقوم الفيلم بتسليط الضوء على أهم الأحداث التي ميزت حياة الأمير عبد القادر بدءً باتقاده سنة 1860 بسوريا لأكثر من 12000 مسيحي تعرضوا للاعتداء من الدروز والسنة جراء اضطرابات مذهبية، أما الهدف من الفيلم فيتمثل -حسب المنتجين- في إعطاء نظرة مصححة عن تاريخ المقاومة الجزائرية للاستعمار الفرنسي وتعريف الجمهور العالمي برسالة السلم والتسامح التي كان يدعو إليها هذا الرجل، للتذكير أن تشارلز بارنت يوجد في رصيده الفني عشرين فيلما من أبرزها قاتل الخرفان (1977) وناميبيا 2009. ويرى المتتبعون على أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كان دائم الحرص والاهتمام بالجانب الثقافي وهذا من خلال مئات المشاريع الكبيرة التي خصصها لهذا القطاع للنهوض به، وهذا انطلاقا من إيمانه الراسخ بأن التاريخ والثقافة هما اللذين يصنعان الإنسان، ويحددان مستقبله، ويرجع المتتبعون أن هذا الاهتمام راجع لتكوينه ونشأته الثورية وحبه للرموز الوطنية التي تمجد الجزائر وتفتخر بها.