تعنى العديد من الجمعيات الخيرية في مختلف ربوع الوطن بمساعدة ومساندة الأطفال المعاقين خاصة أمام غياب التكفل النفسي والاجتماعي الذي حرم منه الكثير من هؤلاء الأطفال ومنعهم من الانخراط في الوسط الاجتماعي، إلا أن سعي هذه الجمعيات لخلق جسور تواصل مع هذه الفئة ساهم في كسر الحواجز التي تقف في وجه هؤلاء ولعل من بين هذه الجمعيات السبيل لمساعدة الأطفال المعاقين حركيا بولاية جيجل، تحصلت هذه الأخيرة على الجائزة العالمية للمتطوعين في مجال الخدمات الطبية والإنسانية بدولة الإمارات العربية المتحدة في سنة 2012 برعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد ال مكتوم، السياسي إرتأت إجراء هذا الحوار مع رئيسة الجمعية فوزية بولخمير من أجل التعرف أكثر على مهام جمعية السبيل والمشاريع التي تطمح إليها من أجل تحسين ظروف الطفل المعاق. السياسي : بداية نود أن تعرفينا على جمعيتكم؟ جمعية السبيل لمساعدة الأطفال المعاقين حركيا هي جمعية ذات طابع خيري إنساني تأسست في 21 نوفمبر 1998 وتحصلت على الاعتماد في ذات التاريخ تهدف هذه الجمعية إلى تقليص معاناة المعاقين حركيا مقرها بولاد عيسى بولاية جيجل تهتم بالأطفال المعاقين حركيا، وفيما يخص فكرة تأسيس هذه الجمعية فقد راودتنا منذ دراستنا الجامعية بحكم أن اختصاصنا تجلى في علم النفس وزاد اهتمامنا بهذه الفكرة من خلال احتكاكنا بهذه الفئة ومن ثم قمنا بتأسيس هذه الجمعية من أجل مساندة الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة. ماذا عن النشاطات المخصصة لفائدة هذه الفئة من الأطفال؟ إن النشاطات التي نقوم بها هي في مجملها لفائدة الاطفال المعاقين حركيا، حيث نقدم مساعدات اجتماعية مثل الأدوية والعلاج والحفاظات والكراسي المتحركة وكذلك نقوم بعمليات التحسيس من خلال الملتقيات والندوات وغيرها وهذا من أجل إرشاد وتوعية مختلف شرائح المجتمع بإحتياجات هذه الفئة وهي بحاجة ماسة للمساندة خاصة من الجانب النفسي ونعمل على خلق جسر التواصل بين الجمعية وهذه الفئة من خلال التنقل إلى منازل المعاقين من أجل إدماجهم في الوسط الاجتماعي لأن هناك بعض العائلات لا تعلم بأن هذه الفئة لها حقوق بالخصوص في المناطق الجبلية، فنحن نقوم بتوصيل هذه الأفكار ومن جهة أخرى نعمل على تنظيم احتفالات رسمية للمعاقين لتشجيعهم وتحفيزهم على الدراسة وهذا بتقديم بعض الهدايا من أجل الدفع بهم إلى الأمام وننظم أيضا رحلات ترفيهية في المساحات الخضراء. هل من مشاريع للتكفل المبكر بهذه الفئة؟ على غرار النشاطات المخصصة لشريحة الأطفال المعاقين قمنا بمشروع التكفل والتحضير المبكر لهؤلاء الأطفال قصد الادماج الاجتماعي والمدرسي لفئة ذوي الاعاقة هذا المشروع بالشراكة مع الاتحاد الاروبي أين احتضنا هذه الفئة من أجل تقديم مختلف الخدمات في سن مبكر. فيما تتمثل هذه الخدمات؟ في الحقيقة مختلف الخدمات تصب في المجال التربوي والصحي، حيث نعمل على تقديم خدمات في العلاج الحركي وهذا على غرار التكفل الارطفوني والنفسي وهذا بإدماج الأطفال المعاقين مع الاطفال العاديين قبل الدخول المدرسي إذ قمنا بتهيئة الارضية من أجل تحضير هذا المعاق تربويا والمساهمة في علاجه حركيا بما أننا نتوفر على مربين يتكفلون بتأهيل المعاق والتكفل النفسي للطفل المعاق لأن هناك بعض الاطفال يدخلون إلى المدارس فيصطدمون بالمعاملة، فيجد المعاق نفسه أمام إعاقة نفسية ونحن من خلال هذا الإدماج المبكر نخلق جواً أخويا بين هؤلاء الأطفال، وبالتالي نتمكن من تغيير نظرة الاطفال العاديين لهذه الفئة من الأطفال. إلى ما تهدفون من خلال هذا المشروع؟ هدفنا هو إدماج الطفل المعاق في سن مبكر وهذا من أجل معالجته من عدة نواحٍ وفي سن مبكرة قصد تحضيره للدخول المدرسي والاندماج في هذا الوسط وهذا سواء من الناحية الحركية أو الجانب النفسي. وفيما يخص أهداف الجمعية فيما تتمثل؟ بخصوص أهداف الجمعية فتتمثل أساسا في تحسين ظروف المعاق حركيا وإدماج هذا الطفل في الوسط الاجتماعي وتحسيس المجتمع من مشاكل الاعاقة الحركية والتي قد تتسبب فيها الكثير من حوادث المرور ونعمل على خلق فضاء ترفيهي وثقافي للطفل المعاق. هل من مشاريع مستقبلية تذكر؟ نحن نسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من هذه المشاريع للتكفل المبكر بهذه الفئة ونعمل على تطوير هذا المشروع من أجل احتواء جميع الفئات من المعاقين، كما نسعى إلى تحسين ظروف التكفل بالمعاقين بصفة عامة خاصة وأن الجمعية معتمدة على هذا المشروع بنسبة كبيرة بالخصوص أنه الوحيد على مستوى العالم العربي والذي يتطلب منا إمكانيات مادية وبشرية قوية لتحسين خدمات الطفل المعاق الذي يعاني من تهميش كبير خاصة وأن هذا الطفل مرفوض في الوسط المدرسي لأنه على كرسي متحرك بالرغم من وجود نصوص تشريعية تنص على حق الطفل في التعلم. الإعانات التي تتحصلون عليها، ما مصدرها؟ هناك بعض الاعانات المقدمة لنا من طرف الولاية سنويا لكنها لا تفي بالغرض بالخصوص أمام المشاكل التي نواجهها. ما هي هذه المشاكل التي قد تعيق عملكم الجمعوي؟ هناك بعض المشاكل التي نعاني منها كغياب المقر الذي يعد الهاجس الأكبر الذي أثقل كاهل الجمعية بالخصوص أمام التكاليف الباهضة التي ندفعها للكراء إضافة إلى غياب المساعدات الاجتماعية فهذه الفئة هي جزء من المجتمع والمعاق هو قضية الجميع. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا نشكركم على هذه الالتفاته الإعلامية التي من شأنها أن تساهم في الدفع الإيجابي لعملنا الجمعوي، وعبر صفحات السياسي أرفع نداء استغاثه لكافة المحسنين من أجل مساعدة هذه الفئة وبالخصوص المسؤولين وهذا من أجل تضافر الجهود والتكفل بهذه الفئة المهمشة.