دعت أزيد من 25 جمعية ذات طابع اجتماعي مهتمة بالإعاقة بمختلف أنواعها من 7 ولايات من الوطن يوم السبت بسطيف إلى ضرورة العمل و التنسيق من أجل تحسين ظروف تمدرس الأطفال المعاقين داخل المدارس العادية و مساعدتهم على التغلب على إعاقتهم. وأوضح المشاركون خلال لقاء دراسي حول موضوع "إدماج الأطفال المعاقين في المدارس العادية" أن مساعدة هذه الفئة من الأطفال و تحسين ظروف تمدرسهم داخل المدارس العادية والمتوسطات وكذا الروضات من خلال توفير الإمكانيات و الوسائل البيداغوجية اللازمة ستساهم في رفع نسبة تمدرسهم و بالتالي التغلب على إعاقتهم و إدماجهم في الحياة الاجتماعية. ويأتي هذا اللقاء بمبادرة من جمعية أولياء المعاقين حركيا ذوي المصدر العصبي بسطيف حسب رئيسها السيد محمد كنتاش بالتنسيق مع مختلف الفاعلين في المجال مثل مديرية النشاط الاجتماعي و مديرية الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات بالإضافة إلى جمعية "إعاقة عالمية". وتم التطرق بالمناسبة بالنقاش و التحليل إلى المشاكل التي يتعرض إليها الطفل المعاق خلال مراحل الدراسة و إلى أهم الصعوبات التي يواجهها خاصة فيما يخص صعوبة الوصول إلى الأقسام و مقاعد الدراسة و المتابعة. وأوضح المتدخلون أن تأهيل و تدريب المساعد التربوي داخل المؤسسة بالإضافة إلى الكشف والتكفل المبكر شرطان مسبقان لنجاح تمدرس الطفل المعاق خاصة و أن القليل من الأطفال الذين يزاولون التعليم في المدارس العادية يحاولون المتابعة بعد جهود "هائلة" و عراقيل "كثيرة" كصعوبة التنقل و المتابعة و المشاركة في القسم. ودعا المحاضرون بالمناسبة إلى ضرورة تغيير نظام التمدرس حتى يتمكن الطفل المعاق من مزاولة التعليم في ظروف ملائمة كوضع مساعدات تقنية تحت تصرفه تسهل له التحرك كالمستويات المائلة للكراسي المتحركة و المراحيض المهيأة و الطاولات الملائمة وكذا الأقلام. ويهدف هذا اللقاء إلى إنشاء شبكة من الجمعيات تعمل على إيجاد حلول و تبادل التجارب والخبرات فيما بينها فيما يتعلق بالإدماج المدرسي للأطفال المعاقين في المدارس العادية من أجل الوصول إلى طرق و تقديم اقتراحات لتحسين تعليم هذه الفئة من الأطفال. وتعد جمعية أولياء المعاقين حركيا ذوي المصدر العصبي بسطيف واحدة من أقدم الجمعيات الناشطة في مجال الطفل المعاق و تأسست سنة 1990 حيث تضم حاليا أزيد من 750 منخرط من ذوي الإعاقة الحركية ذات المصدر العصبي معظمهم من الأطفال الذين يزاولون على مدار الأسبوع العديد من النشاطات التربوية و الترفيهية الهادفة. وتهدف هذه الجمعية حسب السيد كنتاش، إلى تقديم المساعدة لهذه الفئة من المجتمع و توفير جميع الوسائل و الإمكانيات اللازمة من أجل إدماجهم في الحياة الاجتماعية من خلال جمع تبرعات و إعانات من المحسنين. ويساعد هؤلاء المعاقين فريق تربوي متعدد المهام يضم مربيات ومختصين نفسانيين و مختصين في تصحيح النطق بالإضافة إلى مختصين بيداغوجيين و معلمين و أطباء. كما يقوم الفريق بفحوصات دورية مع المتابعة الطبية و الاجتماعية للمعاقين و توجيه أوليائهم فيما يخص حالاتهم الصحية فضلا عن تقديم دورات نفسية و حركية وحصة أو اثنين خلال الأسبوع في تصحيح النطق و تعليم مبادئ أولية في الإعلام الآلي.