أكد الخبراء والمختصون خلال الملتقى الدولي الخاص بالكشف المبكر عن الاضطرابات المتعلقة بالإعاقة العقلية، الذي اختتمت أشغاله أمس، على أهمية الكشف المبكر لدى الأطفال، وكذا تفعيل الإدماج الاقتصادي والاجتماعي لفئة المعاقين حركيا، مشددين على ضرورة التعاون وتبادل الخبرات بين الدول في هذا المجال، من أجل النهوض بحقوق المعاقين وترقيتها. نظمت فدرالية جمعيات المعاقين حركيا ملتقى دوليا تناول كمحور أساسي للنقاش ترقية حقوق الأشخاص المعاقين عقليا في حوض البحر المتوسط، حيث أكدت رئيسة الفدرالية على مدى أهمية إعطاء معنى للتشخيص المبكر الذي يجب أن يتم من أجل اندماج ملائم وإعطاء آفاق ذات نوعية لحياة الرضيع الذي يعاني من إعاقة عقلية. رئيسة الفدرالية: المراكز متعددة التخصصات أولوية أوضحت رئيسة فدرالية جمعيات المعاقين حركيا معمري عتيقة، أن إنشاء مراكز متعددة التخصصات تعد أولوية قصوى في الحد من نسبة الإعاقة الذهنية على المستوى الوطني، فالكثير من الإعاقات، قالت معمري في تصريح للصحافة على هامش الملتقى، يمكن تفاديها والوقوف دون تحولها إلى ذهنية إذا ما تم الكشف عن إمكانية إصابة الأطفال بها في مرحلة مبكرة من العمر ولاسيما الأيام والأشهر الأولى بعد الولادة، حيث تمكّن الفحوص على مستوى المراكز متعددة التخصصات من تحديد درجة الإعاقة ونوعها بالضبط، فهنا يجب التفريق بين التأخر الذهني والإعاقة الذهنية الحادة كالتوحد مثلا. وأبدت السيدة معمري أسفها لعدم وجود مراكز للتشخيص في الجزائر، حيث قالت، لا يوجد في الجزائر لمراكز متعددة التخصصات، حيث يتم التكفل بالطفل الذي يعاني من إعاقة من طرف فرق متعددة التخصصات لرسم مشروع لحياته واندماجه يكون ذا نوعية قدر المستطاع، مطالبة الجهات المعنية بدراسة مقترح الفدرالية في إنشاء مثل هذه المراكز على الأقل في الولايات الكبرى كأقطاب قيادية. وشاركها وجهة النظر كل من ممثل السفارة الفرنسية بالجزائر السيد جون توسان وممثلة عن الجمعية الفرنسية ''سونتي سود''، حيث أشار إلى أن الكشف المبكر للإعاقة العقلية مصيري بالنسبة لمستقبل الطفل لتمكينه من الاندماج الاجتماعي الملائم. وذكرت من جهتها ممثلة الجمعية الفرنسية صاحبة المشروع نيكول هانسن بأن جمعيتها تتدخل منذ سنة 1992 في الجزائر من خلال التكفل بالأشخاص المعاقين، وقالت إن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات عقلية بحاجة إلى علاجات ذات نوعية ولتكفل متعدد التخصصات قصد اندماج اجتماعي واقتصادي أحسن. الجزائر تكافح إعاقة الأطفال حديثي الولادة بالفيتامينات أكدت نوارة سعدية جعفر الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة في مداخلتها بالملتقى، على الأهمية الكبرى التي تكتسيها عملية الكشف المبكر عن الإعاقة العقلية لدى الطفل وكذا الإدماج الاجتماعي للشخص المعاق. وقالت إن تبادل التجارب بين المختصين من حوض المتوسط بغية الاستجابة للتحديات الكبرى للتشخيص المبكر للإعاقة العقلية، ولاسيما لدى الرضع ينبغي أن يساهم بشكل كبير في تفادي المعاناة التي قد يسببها المعاق عقليا للشخص والمجتمع. مشيرة في ذات الصدد إلى ضرورة ضمان إدماج ملائم ومتوازن لفائدة الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة العقلية في وسط العائلة والمجتمع. وتابعت تقول، إن الدولة الجزائرية تولي لهذه الشريحة من المواطنين اهتماما كبيرا على مستوى الوقاية وعبر تطبيق برنامجي إعطاء فيتامينات مساعدة الأطفال حديثي الولادة على النمو والصحة المدرسية. في ذات الإطار ذكرت السيدة جعفر بأن الجزائر كانت قد شرعت سنة 2006 في برنامج الصحة العقلية بغلاف مالي بلغ 6ر6 مليار دينار والذي يرمي إلى تعزيز عملية لا مركزية العلاج من أجل تقريبه من مستحقيه والرفع من عدد المراكز الوسيطة. موضحة أن الجزائر تولي اهتماما خاصا للأطفال الذين يعانون من وضعية الإعاقة من خلال برامج مختلفة على غرار مخطط العمل الوطني وذلك بغية تحسين وضعيتهم وإدماجهم في المجتمع. للإشارة، يرمي هذا الملتقى الأول الذي حضره 50 مختصا من الجزائر ولبنان وتونس وفرنسا، إلى أن يكون إطارا لتبادل الخبرات والتجارب بين الخبراء من أجل تقاسم وتثمين معارفهم ومهاراتهم. وسيعقد الثاني في لبنان سنة 2010 والثالث في تونس سنة .2011