كشف، محمد شتية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن حركته وافقت على شروط حماس بتمديد موعد الإنتخابات الرئاسية والتشريعية لستة أشهر بعد أن كان الرئيس الفلسطيني يصرّ على إجرائها بعد ثلاثة أشهر من تاريخ تشكيل حكومة وحدة فلسطينية. وكانت حماس التي سيطرت على قطاع غزة بالقوة في صيف عام 2007، قد وقّعت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على اتفاقين في مصر 2011 والدوحة 2012، لإنهاء الإنقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة من الكفاءات مهمتها تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون ثلاثة أشهر من تاريخ تشكيل حكومة الوحدة. وكان اسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس في غزة، قد أصدر سلسلة قرارات من شأنها دفع عجلة المصالحة الفلسطينية إلى الامام، من بينها الإفراج عن معتقلين من حركة فتح في غزة، والسماح لبرلمانيين من فتح بزيارة ذويهم في القطاع، والسماح بعودة المئات ممن خرجوا من غزة في أعقاب سيطرة حماس عليها في 2007، شرط أن لا تكون عليهم أحكام قضائية أمام محاكم غزة. وقال شتية، الموجود في رام الله خلال لقاء مع صحفيين في غزة، أجري عبر الأقمار الإصطناعية في بيت الصحافة الفلسطيني ظهر الثلاثاء: (نحن نرحب بالخطوات التي اتّخذها هنية ونرى انها تصب في الإتجاه الصحيح، وقد أجرى هنية إتصالا هاتفيا مع الرئيس أبو مازن ليل الإثنين وتضمّن كلاما جيدا، وسيصل أخي عزام الأحمد الى غزة في القريب العاجل كي يستكمل تفاصيل ما دار في هذه المكاملة مع السيد اسماعيل هنية). غير أن الأحمد نفى في اتصال مع بي بي سي من العاصمة الأردنية هذه الأنباء: (وقال ان الإتصال الأخير بين عباس وهنية كان في إطار العلاقات العامة وليس في أي جديد من شأنه دفع عجلة المصالحة). من جهتها، أكدت مصادر إعلامية أن (هناك اتصالات إيجابية ومباشرة بين الحركتين ونأمل أن تؤدي إلى شيء). وأضاف (ربما أن عزام الأحمد ليس مطّلعا على آخر الجهود المبذولة حاليا، كما أن السيد عزام عادة ما يوقع على الإتفاقات ثم ينفي ذلك)، معربا عن أمله في أن تتكلل الجهود الحالية بالنجاح لا سيما في ضوء الإتصال الذي جرى بين عباس وهنية. وتوقعت مصادر مطلعة، أن يشهد الحراك الحالي بداية حقيقية لتنفيذ الإتفاق، مشيرة إلى وجود إرادة سياسية لدى الجانبين لتنفيذ الإتفاق هذه المرة. وكشف شتية، أن حركته لا تمانع بتمديد موعد الإنتخابات لمدة ستة أشهر، كما طالبت حركة حماس بدلا من ثلاثة أشهر كما ينص الإتفاق، مؤكدا أن الإتصالات جرت في الآونة الأخيرة مع قيادات في حماس، بداية بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة في الدوحة قبل نحو أسبوعين، وهي تسير باتّجاه إيجابي. وقالت مصادر فلسطينية، أن مشعل الذي إلتقى في مقر إقامته في الدوحة بالقياديين في فتح عزام الأحمد ومحمد شتية لمدة أربع ساعات، أكد موافقته على البنود التي حملها إليه وفد حركة فتح، وان الكرة الآن في ملعب قيادات حماس في غزة لإعلان موقفها من بنود ورقة فتح التي وافق عليها مشعل. ورجّح مسؤولون في حماس أن تقوم الحركة بالرد على مطالب الرئيس عباس في غضون الساعات المقبلة، في حين قال قيادي في فتح ل بي بي سي ، ان عزام الاحمد لن يزور غزة في حال لم توافق حماس على مطالب عباس، وأن مهمة الاحمد هي نقل رسالة خطية من قيادة حماس في غزة للرئيس عباس تحمل موافقة خطية على شروطه، حتى يتسنى للرئيس عباس إصدار مرسوم بتشكيل الحكومة الجديدة وتحديد موعد الإنتخابات.