احتضنت دار الثقافة محمد العيد آل خليفة بمدينة باتنة أمس احتفالية بهيجة إحياء ليناير الذي جرت العادة ان تحتفل به العائلات الأوراسية كل يوم 14 يناير من كل عام. وتميزت هذه التظاهرة التي تنظمها على مدار يومين تنسيقية الحركة الجمعوية للجمعيات الثقافية الأمازيغية والمجتمع المدني بالأوراس بحضور ملفت للمنتوج التقليدي الذي اشتهرت به المنطقة ومازال يحظى باهتمام كبير من طرف العائلات التي تقطن بالمناطق الجبلية خاصة، ومما لفت انتباه زوار بهو دار الثقافة الذين كانوا كثر في هذه المناسبة لوحات الفنان العصامي أحمد خماري الذي أبدع حسب الكثيرين في تجسيد مشاهد من يوميات العائلة الأوراسية في صراعها مع تضاريس المنطقة الوعرة باستخدام مجموعة من التقنيات التي أعطت لوحات تشكيلية جمعت بين فن المجسمات والرسم الزيتي وأيضا النحت مادة الجص. وأكد رئيس لجنة تنظيم هذه الاحتفالية التي قسمت نشاطاتها من محاضرات وإلقاءات شعرية ومعارض للصناعات التقليدية والأكلات الشعبية بين دار الثقافة والمسرح الجهوي عريفي محمد بأن الهدف من هذه التظاهرة التي تمتد على مدار يومين هو التعريف بالتراث الأمازيغي الأصيل بكل ما يتضمنه من عادات وتقاليد وثقافة شعبية ومحاولة إخراجه من دائرة الأسرة الضيق. أما ما يميز الاحتفالات بعيد يناير بمنطقة الأوراس عن باقي جهات الوطن الأخرى يضيف المتحدث هو اعتبار 14 يناير أول أيام السنة الأمازيغية التي يتم إحياؤها باحتفالات بهيجة من طرف سكان هذه المنطقة من البلاد الذين يحرصون على استقبالها بألبسة وأواني وأفرشة جديدة تفاؤلا بعام جديد مليء بالمناسبات السارة والخيرات الوفيرة. أما يوم 13 يناير فيصادف عند العائلات الأوراسية حسب ما أفاد به محمد عريفي آخر أيام السنة الأمازيغية المنقضية التي تودع بالتخلص بكل ما هو قديم وتختتم بمأدبة عشاء جماعية للأهل تحضر إما بلحم الماعز أو بلحم الدجاج أو بلحم ثور يوزع لحمه على عديد العائلات بما فيها الفقيرة بما يسمى محليا ب النفقة ، والمميز في سهرة آخر يوم من أيام السنة الأمازيغية بمنطقة الأوراس هو تزيين مائدتها بسبع ثمار منها التين المجفف والرمان والتمر وبعض الأنواع الأخرى تعمد ربة البيت بتخزينها خلال السنة في كمية من القمح وتضعها في إناء كبير يصنع من الحلفاء يسمى محليا ب تشاكوث وهي طريقة يضيف عريفي تحفظ الثمار وتمنعها من التعفن وتتقنها نساء المنطقة بكفاءة عالية. وكانت مفاجأة الكثير من زوار دار الثقافة الذين تمت دعوتهم لحضور الاحتفالية كبيرة لأنهم استقبلوا وعلى غير العادة بأطباق العيش (يشبه الكسكسي لكن حباته خشنة ويحضر باللحم والشحم المملحين) وأيضا إيرشمن أو الشرشم (وهو قمح يطهى في الماء المملح وعند انتفاخه يقدم بالعسل) مما أضفى على الاحتفالية أصالة أكثر حسب العديد من الزوار.