عاد الهدوء مجددا ليخيم على أحياء غرداية بعد عاصفة الأحداث الأخيرة التي اجتاحت الولاية، وذلك بعد سلسلة من الإجراءات الجبارة خاصة ما تعلق منها بتمكن مصالح الأمن من الوصول إلى المشتبه في تورطهم بعمليات تخريب، بالإضافة إلى جملة الحملات الجوارية الهادفة لحل أي نوع من المشاكل بعيدا عن دعاة الفتن. استرجعت غرداية مظاهر الحياة بها بصفة كلية بما في ذلك بلدية بريان وسط تعزيزات أمنية فرضتها عناصر الشرطة والدرك الوطني، هذا ما ادى الى فتح كل المتاجر من مقاهي ومطاعم ومحلات السوق العتيق بقلب المدينة الذي تشتهر به محلات الصناعة التقليدية من زرابي وأواني وحلي خاص بمنطقة غرداية، واشتغلت كل خطوط النقل بصفة عادية. وفي نفس السياق استأنف تلاميذ المؤسسات التعليمية لمختلف الأطوار التعليمية الثلاثة دراستهم بعد عودة الهدوء وتعزيزات أمنية وفرتها مصالح الشرطة والدرك الوطني أمام مقرات هذه المؤسسات، بعد أن استجابت مديرية الأمن الولائي لغرداية لطلبات الأساتذة القاضية بتعزيز الأمن قرب مقرات المدارس. وأكد عمر دادي عدون رئيس المجلس الشعبي أن غالبية المصالح الإدارية خدماتها لمواطني الولاية بشكل عادي من مراكز بريد ومصالح الحالة المدنية بالبلديات والمديريات الولائية لمختلف القطاعات، كما لا تخلو مدينة غرداية وضواحيها من صور التضامن والتآزر بين مواطنيها في مقدمتها حملات التنظيف التي يقوم بها شباب الأحياء بالتنسيق مع مصالح النظافة. ويذكر أن وفدا من إطارات المديرية العامة للأمن الوطني، كثف من حملاته الجوارية بعدد من بلديات وأحياء الولاية كبلديات بريان والقرارة وغرداية وبنورة، وتهدف هذه الحملات حسبما صرح به العميد الأول جيلالي بودالية مسؤول خلية الإعلام والصحافة بالمديرية إلى نسج اتصالات مع جمعيات وشباب الولاية قصد وضع ترتيبات الأسبوع الإعلامي للشرطة المزمع تنظيمه بالولاية قريبا، ويتضمن برنامج الأسبوع حسب نفس المصدر تعزيز مبادئ ووسائل الوقاية من العنف وحوادث المرور ومخاطر المخدرات كما يتضمن كذلك حملة واسعة للتعريف بآليات وشروط التوظيف بالأمن الوطني، للإشارة فإن عقلاء وجمعيات ومنتخبي الولاية نظموا حملات تدعو خاصة فئة الشباب إلى الحكمة والتعقل وحل المشاكل بالحوار مع السلطات المحلية حسبما صرح به رئيس المجلس الشعبي الولائي عمر دادي عدون. وأضاف نفس المسؤول أن كل مواطني الولاية يدركون مسؤولياتهم في إحباط كل ما من شأنه المساس بوحدة سكان الولاية . وحسب نفس المصدر تجرى السلطات العمومية ممثلة في والي الولاية اجتماعات دورية مع الأعيان والعقلاء وممثلي الشباب للاستماع إلى المشاكل المطروحة والحلول الممكنة. الأحداث التي شهدتها ولاية غرداية ليس لها علاقة بحقوق الإنسان من جهة أخرى فند رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني أول أمس بالجزائر العاصمة أن تكون للأحداث التي شهدتها ولاية غرداية علاقة بحقوق الإنسان. وأكد قسنطيني أن الاضطرابات التي شهدتها ولاية غرداية لا صلة لها بأي خلفية دينية أو إيديولوجية ولا علاقة لها بحقوق الإنسان، واعتبر قسنطيني أن ما حدث هو مشاحنات ومناوشات تندرج في إطار الجوار غير أنه أكد بالمقابل على ضرورة أن يتم التصدي لها لأن الجزائر تبقى واحدة وموحدة، كما شدد على أنه وفي حالة تسجيل تجاوزات فإنه يتعين معاقبة المتسببين فيها في إطار العدالة، معربا عن أمله في أن يعود الاستقرار لهذه الولاية لأنه من حق كل مواطن العيش في كنف الانسجام والأمن.