تستعد العديد من العائلات الجزائرية، خلال هذه الأيام الأخيرة والتي تتزامن مع أيام العطلة الربيعية، لتحضير وبرمجة كيفية قضاء هذه العطلة، التي تعتبر لدى العديد من الأطفال، فرصتهم النهائية للراحة قبل اجتياز الامتحانات المصيرية، وفي ظل هذه التحضيرات التي تقوم بها العديد من الأسر، تقربت السياسي من العديد من المواطنين، لاستطلاع آرائهم حول هذه الأجواء التحضيرية. تحضيرات مختلفة لقضاء العطلة ومع اقتراب العطلة الربيعية لهذا الموسم، اقتربنا من بعض الأولياء للوقوف على كيفية برمجة العطلة الربيعية من أجل استعادة المتمدرسين لقسط وافر من الراحة، لتقول في هذا الصدد ابتسام، 39 سنة في حقيقة الأمر، نحن بصدد تحضير تنظيم رحلة صغيرة لأبنائنا للإبتعاد عن الروتين اليومي، خاصة وأن ابني مقبل على اجتياز شهادة التعليم المتوسط، لذا، أريد تغيير الأجواء والإبتعاد عن الضغط والترويح عن النفس، فأنا خلال هذه الأيام، أقوم بشراء بعض المستلزمات من اجل هذا اليوم ، وفي ذات السياق، يقول مراد هذه الأجواء الصافية والمشرقة يجب اغتنامها في العطلة، وأنا أفضّل الإبتعاد عن المدينة في مثل هذه الأيام، من أجل التغيير وزيارة الأقارب في مختلف الولايات المجاورة، خاصة وأنها، في هذه الفترة من السنة، تكتسي حلة خضراء وعلى غرار هذه الآراء التي أجمع فيها العديد من المواطنين على طموحهم الكبير في استقرار الطقس الذي يساعد أكثر على الخروج في نزهات برفقة أطفالهم، يؤكد منير أن الفصل الدراسي الثاني أتعب أبناءه وأتعب العائلة هي الأخرى خاصة مع التحضير للامتحانات، وكانت الأجواء الدراسية سائدة على المحيط العائلي، وهو الأمر الذي فرض عليه برمجة العطلة برمجة حقيقية من أجل استعادة النشاط، خاصة وأنه له ابنا مقبلا على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، وتعتبر آخر عطلة له، ليخوض بعدها غمار الامتحان المصيري، وقال إنه، مبدئيا، يعكف على الذهاب وأسرته إلى ولاية قسنطينة من أجل تهدئة الأعصاب وتحقيق الراحة المثلى هناك، وهو الأمر الذي راحت إليه مريم من عين البنيان قائلة بأن أطفالها ليسوا معنيين لوحدهم بالعطلة بل هي كذلك، كونها اقتسمت تعب التحضير للامتحانات معهم وساعدتهم كثيرا في التحضير لتلك الامتحانات، ومن أجل كل هذه الأمور، ستسطّر برنامجا للعطلة تستريح فيه هي وأبناؤها خاصة مع الجو الربيعي الذي تعرفه هذه الأيام، وكذا استقرار درجات الحرارة، متمنية استقرار الأجواء خلال أيام العطلة من أجل الخروج إلى الغابات وفضاءات التسلية، قصد استبدال الأجواء الدراسية المتعبة واستعادة نشاطها اليومي. ..وتبقى الحدائق وفضاءات التسلية المتنفس المفضّل للعائلات تشكّل الحدائق العامة محل اهتمام العديد من المواطنين الذين يفرون من ضوضاء المدينة ويقصدون هذا النوع من الوجهات من أجل الخروج من الروتين والترويح عن أنفسهم، فتجد أن همهم الوحيد ينحصر في البحث عن المساحات الخضراء التي توفر لهم جوا مريحا وتمنحهم نفسا جديدا بعيدا عن كل أشكال الإزدحام الموجود في أماكن أخرى. وكانت هذه الأيام الربيعية من بين هذه الأوقات التي تفضّل فيها جل العائلات الجزائرية التوجّه إلى الحدائق العامة للتمتع بخضرة الحشائش ولفحات الشمس المشرقة، حيث تستأنس بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلاّبة، فبالنسبة لها، ليس من الضروري أن تتحمّل حرارة الشمس الحارقة حتى يمكنها قضاء عطلة جميلة، ولكن يمكن للغابات والحدائق أن تكون البديل وتخلّف مناخا أفضل للاستجمام، وهو الأمر الذي أجمعت عليه العديد من الأسر الجزائرية التي بصدد التحضير لهذه العطلة وهو الأمر ذاته الذي أعربت عنه إحدى السيدات ممن التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية والتي قالت في هذا الصدد رغم أن برنامج عطلتي لهذه الأيام لم يخرج عن نطاق العاصمة، إلا ان هناك العديد من الأماكن التي يرتاح فيها الإنسان، فعلى سبيل المثال، فإن حديقة الحامة وغيرها من المرافق العمومية المتواجدة على مستوى العاصمة كفيلة بتوفير الراحة لنا حيث يتوافد عليها عدد كبير من الزوار كل يوم، كما تغتنم العائلات الفرصة للاستمتاع بالهواء المنعش من خلال تربعها على المساحات الخضراء التي يزينها منظر الأشجار متلاحمة الأغصان . حديقة الأحلام.. وجهة أخرى للأطفال وعلى غرار حديقة التجارب بالحامة، يتوافد العديد من المواطنين رفقة أبنائهم، إلى حديقة الأحلام دريم بقصر المعارض نظرا لوجود خيار واسع من الألعاب بهذه الحديقة، حيث يفضّل الأولياء اصطحاب أبنائهم إلى هناك حتى يرفهوا عنهم، لاسيما أنهم في عطلة ولابد لهم من تغيير الجو باللعب والمرح، وقد أجمعت العائلات المعتادة على التوجّه إلى هذه الحديقة التي صادفناها، على جمالها وطبيعتها الجذابة التي تعيد نفسا جديدا وتبعث على التأمل فيها، حيث تشكّل فضاء لراحة العائلات الباحثة عن تغيير الأجواء لأطفالها، وهو ما أعربت عنه جميلة، أنها اعتادت منذ أن كان أطفالها صغارا على القدوم إلى هذه الحديقة للتسلية بمختلف الألعاب المتواجدة على مستوها، هكذا إذن تبقى الطبيعة الملجأ المفضّل للعديد من العائلات التي تبحث عن الراحة النفسية والهدوء، فلا يهم بالنسبة لها عدم التعرض لضربات الشمس، طالما أن الهواء النقي والمناظر الخلاّبة كفيلة بالقضاء على التعب والتغلب على التوتر الذي رافقهم طول السنة ويزداد الإقبال على هذه الحديقة مع توفر الأمن وهو ما يريح معظم الوافدين إليها، وهو ما أجمع عليه المواطنون الذين هم بصدد قضاء عطلتهم الربيعية بالحديقة.