تشهد مختلف الحدائق العمومية، الأسواق والمنتزهات إقبالا كبيرا من طرف الأطفال بمجرد حلول العطلة الربيعية، حيث اغتنم الجميع فرصة تحسن الطقس لقضاء أيام تنسيهم عناء فصل كامل من الدراسة. وأمام غياب منتزهات بمقاييس عالمية لم يجد العاصميون أمامهم سوى بعض الحدائق العامة التي لا تتوفر على الألعاب المفضلة لدى الأطفال على غرار حديقة «صوفيا» وحديقة «الحرية» اللتان تشهدان توافدا كبيرا للعائلات في الفترة المسائية قصد التمتع بأشعة الشمس رفقة أطفالهم الصغار ليبقى المهم هو تغيير جو البيت. هذا ويجد الكثير من الأولياء صعوبة في اختيار المكان المناسب الذي يتجه إليه الأطفال فجميعهم يفضل حديقة التسلية ببن عكنون التي لاتزال تستقبل جميع الفئات، إلا أن الكثير من الأولياء يؤكدون أن المكان بات محرما على العائلات في ظل انتشار أشكال الانحراف التي تجعلهم يمتنعون عن التوجه لهذا المكان. حديقة الحامة بدورها تشهد طوابير أمام أبوابها للعائلات وحتى لدور الشباب من مختلف الولايات الذين ينظمون رحلات استكشافية خلال العطلة الربيعية لهذه الحديقة التي أعادت فتح أبوابها أمام الزوار، وعن الحديقة أكد أغلب أولياء الأمور أنها أفضل مكان يمكن أن يقصده الأطفال، إلا أن منهم من طرح مشكل غلاء تذكرة الدخول للكبار، خاصة إذا كان عدد الزوار من العائلة الواحدة كبيرا، كما أن الزوار الذين يرغبون في زيارة حديقة الحيوانات فإنهم يدفعون ثمن تذكرة الدخول لحديقة الحامة وثمن الدخول إلى حديقة الحيوانات إضافة إلى منع إدخال المأكولات مما حال دون قضاء يوم كامل في الحديقة، كون المحلات المتواجدة بداخلها توفر مأكولات بأثمان باهظة حسب محدثينا ما جعل البعض منهم يغير وجهته إلى المنتزه المتواجد بساحة «كيتاني» الذي يضم بدوره بعض ألعاب التسلية التي تستقطب الأطفال، خاصة وأن المكان يشهد انتعاشا في تجارة الألعاب ومختلف الحلويات التي لا يمكن أن يستغني عنها الأطفال ما يفسر الطوابير على أكشاك بيع «لحية بابا». ومن الأماكن التي كانت أكثر قبلة من طرف الأطفال قصر المعارض الذي نظم تزامنا مع العطلة الربيعية الطبعة الخامسة للصالون الدولي للطفل الذي عرف بدوره إقبالا منقطع النظير أين استمتع الأطفال بالعروض المقدمة والمسابقات المنظمة طيلة أربعة أيام كاملة، في حين فضل آخرون التمتع بالألعاب السحرية التي تم تنظيمها من طرف وزارة الثقافة، أين كان الدخول مجانيا ما سمح بتوافد الكثير من الأطفال. للإشارة فقد استحسن بعض الأولياء مختلف النشاطات التي تم تسطيرها خلال العطلة الربيعية لفائدة الأطفال ما جعل هناك تنوعا يسمح بتسطير برنامج عطلة ربيعية مميزة، إلا أن مراجعة الدروس من حين إلى آخر تبقى غاية في الأهمية. وإذا كان الكثير من تلاميذ المدارس قد ظفروا بعطلة مريحة، إلا أن آخرين محرومون منها ويتعلق الأمر بتلاميذ الأقسام النهائية من شهادة التعليم الابتدائي، المتوسط وحتى النهائي الذين لايزالون غارقين بين أكوام الكتب وسلسلات التمارين المتراكمة استعدادا لاجتياز الشهادة المعنية ما حرمهم من الاستمتاع بالعطلة، وفي هذا الإطار تبدأ عملية الاستعدادات النفسية للتلاميذ المقبلين على الامتحانات المصيرية والتي يتم تنظيمها من طرف مختلف المؤسسات التعليمية بالتنسيق مع أخصائيين في علم النفس والذين يؤكدون أن تنظيم الوقت وتقسيمه بين الدراسة والراحة هو السبيل الأمثل للنجاح باعتبار أن المراجعة المستمرة تؤدي الى الإرهاق ما يحول دون التمكن من الاستيعاب أو الوقوع في النسيان.