قد تتعدّد أسماء الجمعيات وتتنوع مهامها، إلا أن تلك التي تفكر في ترقية وإدماج المرأة الريفية قليلة، وقد يعود هذا لعدة أسباب يمكن تجاهلها، ومن بين هذه الجمعيات التي تهدف إلى إنجاز البرامج المساهمة في تنمية واقع المرأة الريفية في المجتمع جمعية ترقية وإدماج المرأة الريفية المتواجدة على مستوى ولاية عنابة، ولمعرفة نشاطات وأهداف هذه الجمعية، حاورت السياسي بريكي نجاة، رئيسة الجمعية، التي أكدت على أهمية إدماج المرأة الريفية، للنهوض بواقعها الاجتماعي والاقتصادي. * بداية، هلاّ عرفتنا بجمعيتكم؟ - جمعية ترقية وإدماج المرأة الريفية لولاية عنابة، هي جمعية خيرية تطوعية تسعى الى خدمة المرأة الريفية، تأسّست سنة 2000 وتحصلت على الإعتماد في ماي 2004، تهتم بمشاكل المرأة الريفية وتسعى الى تمثيلها حتى تتمكّن من الحصول على عدة مشاريع مصغرة لتحسين وضعيتها، تتكون من 420 منخرطة. جاءت فكرة إنشائها بعد احتكاكي في مجال التنمية الريفية، كوني مهندسة وخبيرة في الغابات، فقررت تأسيس هذه الجمعية من أجل مرافقة المرأة الريفية وتوجيه ذوات المستوى التعليمي المحدود في إطار تطوعي. * وماذا عن النشاطات التي تقومون بها؟ - تنحصر نشاطاتنا في إطار ثلاثة محاور والمتمثلة أولا في ترقية وتوعية المرأة الريفية، وفي هذا الصدد، نقوم بعدة أعمال في إطار التوعية والتحسيس من أجل تكوين تأهيلي للمرأة الريفية ومساعدتها على إنجاز مؤسسة مصغرة بالتعاقد مع الوكالة الوطنية للقرض المصغر وغيرها من الوكالات المدعمة لشباب والمرأة، حيث نقوم بتعليم المرأة كيفية الاستفادة من المشروع وكيفية إدارته، لتحقيق النجاحات الكبرى والنهوض بواقعها الاجتماعي والاقتصادي. * ما هي الأهداف المرجوة من خلال جملة النشاطات التي تقومون بها؟ - في حقيقة الأمر، نسعى الى المشاركة في تدعيم وإنجاز البرامج المساهمة في تنمية المجتمع والوطن ونعمل على تشجيع إنشاء المؤسسات المصغرة، لترقية الأعمال الحرة المساهمة في الأنشطة التنموية والمساهمة، مع السلطات العمومية، في تجسيد البرامج الرامية الى ترقية الشغل ومحاربة البطالة والتنمية الاجتماعية، بالإضافة الى توعية وترقية المرأة الريفية ضمن برامج التضامن الوطني والتجديد الريفي. * كيف تنظرون إلى التنمية الريفية في الجزائر؟ - نحن كجمعية تهتم بالمرأة الريفية، نرى أن التنمية الريفية في الجزائر مازالت ناقصة ولهذا، يلزمها إشراك مجتمع مدني فعّال ومكوّن في مجال التنمية، لأن النقص يكمن في المعلومة، خصوصا مع توفير الدولة لمشاريع ومعدات لفائدة التنمية الريفية. * في الآونة الأخيرة، يشهد الواقع الاجتماعي للمرأة الريفية الكثير من المتغيرات والتحديات التي يجب تأهيلها للتعامل معها، فيما تتمثل هذه المتغيرات والتحديات؟ - في حقيقة الأمر، رغم ظهور ثقافات زراعية جديدة مثل الزراعة النظيفة، المكافحة الحيوية، التسميد الحيوي.. وغيرها من العناصر الثقافية التي اقتحمت الثقافة الزراعية التقليدية للمرأة الريفية، إلا أنها لاتزال تعاني من عدة مشاكل عدة ومن أبرز هذه التحديات، هو غياب الدعم المادي والنفسي ما جعل المرأة الريفية تعيش بين التمكين والتهميش. * وهل من مشاكل تعيق عملكم الجمعوي؟ - إن غياب الإعانات والمقر الخاص بالجمعية هي من أكبر المشاكل التي تحد من عملنا الجمعوي الذي نهدف من خلاله الى ترقية المرأة الريفية وإدماجها في الوسط الاجتماعي. * هل من مشاريع مستقبلية تذكر؟ - بخصوص المشاريع المستقبلية، نحن نأمل في تحقيق العديد منها والتي من شأنها ان تساهم في تكوين المرأة الريفية ببرمجة بعض البرامج الخاصة بالمرأة الريفية، ومن بين هذه المشاريع الفلاحية، تربية النحل و صناعة الحلويات التقليدية والنسيج وكذا الخياطة. ونأمل في مشاريع تعاونيات لصالح المرأة والعمل الجواري مع الغابات وتسليط الضوء على أكبر عدد ممكن منها، في إطار فك العزلة ضمن برامج التنمية الريفية المبرمجة. * كلمة أخيرة؟ - أقدّم الشكر والإحترام لكل من قام بالسهر من أجل تنفيذ نشاطات وأهداف الجمعية، وأتمنى المزيد من النجاح للجمعية وأن يكون هناك برنامج فلاحي تنموي خاص بالمرأة الريفية، حتى تتمكّن من تحسين وضعيتها الاجتماعية والاقتصادية.