في غمرة الاحتفالات الإنجليزية أواخر عام 1979 بفوز نجم المنتخب كيفن كيغن ب الكرة الذهبية كأفضل لاعب أوروبي للمرة الثانية على التوالي، احتفلت عائلة تيري أوين وزوجته جانيت بميلاد الطفل مايكل، ثالث أبناء الذكور في العائلة الرياضية التي تعيش في مدينة مانشيستر الصغيرة، التي تبعد مسافة ساعة ونصف عن مدينة ليفربول، معقل كيفن كيغن التي شهدت تطوره وتألقه، والتي شهدت بعد ذلك تألق مايكل أوين نفسه. كان الوالد تيري أوين الاعب الكروي الذي لم يحقّق نجاحا لافتا للنظ في الملاعب الإنجليزية حيث لعب 299 مباراة، سجل فيها 70 هدفا، لكن معظم هذه المباريات كانت مع الفرق المغمورة وبينها مبارتان مع فريق ايفرتون في الدرجة الأولى، كان يتمنى أن يصبح مايكل الصغير لاعبا كرويا أيضا غير أن طموحه وأمانيه لولده لم تصل إلى ما وصل اليه مايكل أوين فعلا، حيث بغ مرتبة كيفن كيغن وحقّق للإنجليز حلمين طال انتظارهما وهما الفوز مجدّدا بلقب أفضل لاعب أوروبي، وهو اللقب الذي لم يستطع أي لاعب إنجليزي بلوغه بعد كيغن عامي 78، 79 حتى جاء أوين بعد 22 عاما وأعاد الكرة الذهبية إلى إنجلترا عام 2001 وتكرار تسجيل هاتريك في مرمى المنافس العدو اللدود المنتخب الألماني لكرة القدم، وهو الإنجاز الذي حقّقه هيرست في نهائي مونديال 2006 ثلاثة من الأهداف التي دخلت مرمى الحارس العملاق أوليفركان في ملعب ميونيخ 2001 الأولمبي، معقل الكرة الألمانية تلك المباراه لا تمحى من ذاكرتي هزيمة قاسية على الماكينات في معقلهم وربما قد كتبت هذا الموضوع، لأنني أتذكر تلك المباراة جيّدا . وراثة بمعنى الكلمة ورث مايكل حب الكرة من والده والسرعة الفطرية عن والدته، التي كانت رياضية شاملة مارست 5 رياضات من بينها ألعاب القوى ويقول أوين: كانت سريعة جدا وقد ورثت عنها هذه السرعة ثم طورتها باستمرار ، وعن كرة القدم، يقول كان والذي دائما يأخذنا لحديقة قريبة من المنزل وكنا نلعب كرة القدم حيث كنت دائما العب إلى جانب والدي ضد شقيقي ، وهكذا شبّ الصغير أوين في جو رياضي كروي وحدّد هدفه مبكّرا بأن يكون لاعب كرة قدم محترفا دون أي تدخل من والده الذي اكتفى بأن شجع ولده على السير في هذا الطريق وترك له حرية الإختيار وقد شعر الطفل الصغير بمتعة كبيرة في اللعب مع أقرانه في الشارع والتفوق عليهم وكذلك التفوق برفقة والديه على شقيقيه اللذين يكبرانه سنا وقد أدرك والده تعلق ولده بكرة القدم ولذلك سجله في نادي مولد ألكسندر وهو في عمر 7 سنوات وبعد تدريبين فقط قررت إدارة النادي سحبه من فريق 7 سنوات والزج به مع فريق 10 سنوات بسبب تفوقه الواضح على أقرانه في الفريق وواصل تألقه مع فريقه الجديد رغم فارق السنتين بينه روبين زملائه وكذلك قضر قامته الواضحه وقد سجل 28 هدفا في 34 مباراة ونجح في تسجيل 9 أهداف في 20 دقيقة، مما جعل مدربه في الفريق يحوله إلى حراسة المرمى حتى لا يحبط الفريق المنافس، وبعد التفوق الواضح في النادي، أدخله والده وهو ابن الثماني سنوات ونصف مدرسة ديسايد الابتدائية المشهورة باهتمامها بالفرق الكروية وقد نجح في سنته الأخيرة في المدرسة أن يسجل 97 هدفا بفارق كبير عن الرقم القياسي وهو 72 المسجل باسم اللاعب الكبير إيان راش، مهاحم نادي ليفربول في السابق، وأصبح أوين الطالب في مدرسة هواردين الإعدادية وهو في سن ال11 حيث وسائل الاعلام والطفل الذهبي الذي تسعى الأندية الإنجليزية الكبرى لضمّه ومن بينها أندية آرسنال وتشيلسي ومانشيستر وليفربول وايفرتون، وحاول والده أن يشجعه على اللعب لفريق إيفرتون بطل الدوري الأنجليزي موسم 85، 87 الذي لعب له والده من قبل ولعب له لاحقا غاري لينكر، هدّاف مونديال 1986 وأشهر مهاجم إنجليزي في حقبة الثمانينات وبداية التسعينيات، واعتاد والده أن يصطحبه برفقة شقيقيه وشقيقته إلى نادي إيفرتون، لكن الصبي المطيع خالف رغبة والده وقرر الإنضمام لناشئي نادي ليفربول. عيد ميلاد وعقد كان الفضل في اختيار مايكل أوين الانضمام لفريق ليفربول يعود إلى ستيف هايواي الجناح السابق الخطير في فريق ليفربول أيام المهاجم كيفن كيغن والمدافع العملاق أميلي والحارس العملاق راي كليمنس والذي أصبح بعد الاعتزال مسؤولا عن قطاع الناشئين في نادي ليفربول وأستطاع بفضل تعامله الأبوي مع الاعبين الناشئين أن يجعل أوين ينضم للفريق وبذلك، قدّم لفريق ليفربول خدمة كبيرة لا تقل عما قدمه أيام اللعب مع الفريق الذهبي وعن ذلك يقول مايكل لمست في ليفربول جوا وديا كان ستيف المسؤول عن الناشئين لطيفا جدا وكان يعطينا بطاقات دخول لحضور مباريات الفريق الأول ويعطينا قمصانا وأحذية جديدة ، أدهش مايكل المسؤولين عن نادي ليفربول الذين أدركوا أنهم حصلوا على لاعب موهوب ومميز لا يزيد عمره على 14 عاما وقرروا بناءه بشكل تدريجي وعلمي ولذلك، سجلوه في أكاديمية ليلشول الشهيرة التي تضع شروطا صارمة لقبول الاعبين وهي تختار سنويا 16 لاعبا فقط من بين المئات الذين يتقدمون للإنضمام إليها وقد نجح أوين أن يكون بين 16 لاعبا، كما نجح من أن يكون أحد لاعبين اثنين يشقان طريقهما نحو الاحتراف والنجومية. ويتذكر أوين في أكاديمية ليلشول الوطنية لكرة القدم قال لنا المسؤول بيكرينغ أنتم 16 لاعبا ناشئا، وتشير الإحصائيات المأخوذة من تدريباتكم أن اثنين فقط سينجحان مستقبلا في عالم الاحتراف وقد كنت اتسءل من سيكون اللاعب الثاني، لأنني كنت أعرف أنني اللاعب الأول ، وفي أجواء الصرامة والتدريب العلمي في الأكاديمية التي تعلم اللاعبين العيش والتصرف كلاعبين محترفين، اكتسب مايكل مهارات جديدة ساهمت في نضوجه الكروي المبكر ولم يتخرج منها كلاعب واعد، بل انضم مباشرة لمنتخب إنجلترا لعمر14 عاما في منتخب 15 عاما و16 عاما و17 عاما و18 عاما حيث سجل 4 أهداف في مباراته الأولى مع المنتخب وكان مكانه محجوزا في منتخبات 19 و20 و21 عاما وكان قد سجل 3 أهداف في مونديال الشباب عام 1997م واحدا منها في مرمى الإمارات وآخر في ساحل العاج والثالث في المكسيك. توقيع عقد الإحتراف مع ليفربول شهد يوم 14 سبتمبر 1996 مناسبتين للاحتفال في بيت مايكل أوين الأولى هي عيد ميلاده 17 والثانية توقيعه عقد الاحتراف مع فريق ليفربول، بعد أن كان وقع عقدا كلاعب ناشئ ها هو في الأول من أغسطس لقطع الطريق على الأندية الكبرى التي تطارده ومن بينها مانشيستر يونايتد وفي 6 ماي 1997، خاض مباراته الرسمية الأولى مع الفريق الأول حيث شارك في الدقيقة 74 ضد فريق ويمبلون ونجح في تسجيل هدف وهو في عمر ال17 عاما و143 يوم، ليصبح أصغر لاعب في تاريخ ليفربول يسجل هدفا وفي موسمه الثاني مع الفريق 97 - 98، أصبح أساسيا بالفريق بل وهادفه وتساوى في صدارة الهدّافين للدوري الممتاز مع كريس ساتون وديون دبلن برصيد 18 هدفا، ليجد أبواب المنتخب الإنجليزي مشرعة أماه للعب في مونديال 1998 في فرنسا وهو لم يبلغ بعد ال19عاما وقال عنه حينها المدرب هودل لم أوجّه الدعوة لأوين لكي نكسب وجها شابا للمستقبل، بل لأنه استحق اللعب في نهائيات كأس العالم ولأننا نحتاج إليه ، خاض أول مباراة أمام تشيلي استعدادا للمونديال وكان عمره 18 عاما، ليصبح حينها أصغر لاعب دولي في تاريخ المنتخب الإنجليزي، كما اختاره النقاد أفضل لاعب إنجليزي في المباراة.