يعتبر حي الأعشاش من أقدم وأعرق الأحياء والمعالم العمرانية بمدينة الوادي ويعود تاريخ بنائه إلى عدة قرون، حيث يشتهر الحي العتيق بكثرة المعالم التاريخية كالمساجد والمدارس القرآنية والزوايا، غير أن قدم الحي الذي تأثرت العديد من بناياته وأصبحت آيلة للسقوط، يستدعي التدخل العاجل للسلطات المحلية لإنقاذ الحي من الإنهيار. وفي سياق متصل، أكد أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الوادي، الدكتور علي غنابزية، أن أبرز المعالم التاريخية الموجودة بمدينة وادي سوف تتمثل في العمران الجبسي القديم، إضافة إلى المساجد على غرار مسجد سيدي المسعود الشابي ، الذي يعتبر أقدم المساجد وكذا مسجد أولاد خليفة ومسجد العزازلة ، كما يوجد مسجد الحسيني نسبة إلى حسين أصيل والد لخضر بن حسين العلامة وشيخ الأزهر وكانت له بصمة في هذا المسجد، كما يوجد مسجد آخر هو مسجد صغير رقراوية . وأفاد المتحدث أنه إلى جانب المساجد يوجد عدة مدارس قرآنية، فضلا عن العديد من الزاويا كزاوية القاديرية وزاوية سيدي سالم التي تعتبر معلما هام ومعروفة بصومعتها حيث تعتبر أقدم صومعة في وادي سوف. تجدر الإشارة إلى أن حي الأعشاش يعتبر من أهم الوجهات السياحية بمدينة وادي سوف حيث يتوسط فيه السوق المركزية المساجد التي يقصدها السياح على مدار السنة، وفي هذا الشأن، أوضح مدير السياحة لولاية وادي سوف ربيع مدروع، أن الزوار أو السياح الأجانب الذي يقدمون إلى مدينة الوادي يقومون بجولة في هذه المنطقة نظرا لكون السوق يتوسطه أيضا منارة تابعة لمسجد سيدي سالم ، والتي يصعد إليها كل السياح باعتبار أنها تطل على السوق والمدينة بصفة عامة، ونظرا للعوامل التاريخية والطبيعية وقدم الحي تأثرت العديد من البنايات فيه وأصبحت آيلة للسقوط. وأمام هذه الوضعية، تسعى السلطات المحلية متمثلة في مديرية الهندسة المعمارية والبناء لولاية الوادي لإنقاذ الحي من الإنهيار. مبالغ مالية هامة لترميم المباني العتيقة وفي هذا السياق، أكد رئيس مصلحة التعمير بالمديرية، جمال حمودي، أنه في إطار عمليات ترميم الأحياء والمباني القديمة، تم تخصيص مبالغ مالية بداء من سنوات 2007 - 2008 من قبل الدولة في إطار برامج الإنعاش الاقتصادي وبرامج دعم النمو حيث تم من خلالها إعادة الاعتبار للإطار المبني بكامل حي الأساس والمصابة وشملت الأشغال في ذلك الوقت ترميم الواجهات وأيضا بعض المعالم الأثرية المعروفة في هذا الحي. وأفاد المتحدث أنه تم أيضا تهيئة جميع الأزقة حيث تم تبليطها بالحجارة تماشيا مع الطابع المنجز قديما وتم أيضا استعمال المواد المحلية في هذه المشاريع، كما تمت الاستعانة بالطاقات المحلية الموجودة في مجال البناء من بنائيين ونقاشين من المنطقة. ولحماية هذا المعلم التاريخي الهام بولاية الوادي، باشرت مديرية الثقافة هي أيضا بصفتها المسؤولة على حماية التراث بالولاية بعدة إجراءات للحفاظ على الحي، وفي سياق متصل، أكد المهندس بمصلحة ترقية التراث لمديرية الثقافة، هشام غديري، أن البرنامج الخاص المسطر من طرف مديرية الثقافة لهذا الحي يتمثل في مشروع دراسة عدد المخطط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ والذي يشمل على دراسة اجتماعية، اقتصادية ومعمارية حيث تكون دراسة شاملة للحي، ليكون في المستقبل مشروع ترميمه وإعادة إحيائه، ويأمل الجميع في مدينة الوادي ان يتحول حي الأعشاش إلى قرية سياحية تحافظ على الهوية والعمق التاريخي لمدينة الوادي.