ألح المشاركون، أمس، في يوم دراسي حول التعليم المتخصص والأقسام المدمجة، على ضرورة الإسراع في تطبيق النصوص التشريعية التي تنظم إدماج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في أقسام التعليم المكيف ومنحهم الإمكانيات البيداغوجية الملائمة. وأكد المشاركون في هذا اللقاء الذي نظمه المجلس الشعبي لولاية الجزائر وجمع عددا من الفاعلين والمختصين في الميدان على حتمية منح الأهمية لتعليم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من مختلف الإعاقات وتمكينهم من الاستفادة من مناهج تعليمية تؤهلهم في المستقبل وتساعدهم على الإندماج في المجتمع. وفي هذا الإطار، دعا رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والتكوين المهني بالمجلس، محمد الطاهر ديلمي، جميع القطاعات الفاعلة في هذا المجال إلى تنسيق الجهود فيما بينها لكون فئة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تحتاج إلى وقفة جريئة لإيجاد الحلول الملائمة وتمكينهم من الحصول على تعليم مكيف ضمن إطار بيداغوجي متكامل. وبعد أن أكد ديلمي أن السلطات المحلية لولاية الجزائر تملك جميع الإمكانيات المادية لدعم هذا المجال، دعا القطاعات المتخصصة إلى تحديد المسؤوليات واقتراح الحلول الكفيلة بتطوير التعليم المكيف في الأقسام الخاصة والمدمجة أمام التزايد المستمر لأعداد المعاقين. واعتبر ديلمي أن أغلب المشاكل المطروحة في الميدان تعود إلى غياب التنسيق بين القطاعات الفاعلة أهمها قطاع التربية الوطنية وقطاع التضامن الوطني وقطاع الصحة والجمعيات المعنية. ومن جهتها، تحدثت ممثلة قطاع التربية آسيا عثمانية عن الجهود التي تبذلها وزارة التربية من أجل دعم التعليم المتخصص ورعاية التلاميذ الذين ينتمون لهذه الفئة انطلاقا من النصوص التشريعية المتوفرة، مشيرة إلى أن قطاعها يأخذ التلاميذ بعين الاعتبار في الامتحانات المدرسية. وأكدت أن مديرية التربية لوسط العاصمة تحصي ألف تلميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة يزاولون تعليمهم في 36 قسما تابعا للأطوار التعليمية الثلاثة، منوهة بالدور الذي تلعبه مديرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر في مجال إدماج التلاميذ في المسار التربوي. وعن قطاع التضامن الوطني، أشارت المديرة المركزية للنشاط الاجتماعي، مسعودة بومدين، إلى المراكز المتخصصة التي فتحتها الوزارة في السنوات الأخيرة مؤكدة أن عدد هذه المراكز بلغ أكثر من 200 مؤسسة متخصصة للأطفال والمراهقين المعاقين يزاول فيها حوالي 18 ألف طفل ومراهق تعليمهم. وأكدت بومدين أنه من بين 1745 طفل مدمج على المستوى الوطني، يوجد 811 طفل يعاني من نقص ذهني طفيف و934 طفل صم بكم وكفيف، مشيرة إلى أن التكفل البيداغوجي بالصم البكم وبالأطفال المكفوفين في الأطوار التعليمية الثلاثة لا يطرح مشكلة.