أنهى المخرج والإعلامي عبد الباقي صلاي في الأيام القليلة الماضية، إنتاج فيلمه الوثائقي الجديد بعنوان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.. التاريخ والمستقبل والذي سيكون عرضه الأول قريبا ب نادي الترقي ، المقر الذي شهد ميلاد تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في 5 ماي عام 1931. وصرح المخرج عبد الباقي صلاي يوم الأحد ل وأج بأن هذا الفيلم الوثائقي التلفزيوني الذي يستغرق 3 ساعات يتناول بالتحليل المعمق أهم وأبرز المحطات التاريخية التي عاشتها مسيرة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في المجالات العلمية والتربوية والتعليمية والسياسية والفكرية منذ تأسيسها على يد ثلة من العلماء ورجال الدين ردا على احتفال الاستعمار الفرنسي آنذاك بمائوية احتلاله للجزائر. ويضع الشريط -حسب مخرجه صلاي- مسيرة الجمعية ضمن المنطلقات الفعلية التيسبقت ميلادها ممثلة -كما قال- في حركة المقاومة الشعبية التي دشنها الأمير عبدالقادر بالغرب الجزائري عام 1832، ومرورا بباقي المقاومات التي شهدتها الجزائر في كل ربوعها خلال القرن التاسع عشر، مع التأكيد على دور المصلحين الجزائريين الذين حضروا الأرضية لوضع البناء التأسيسي للجمعية بعد ذلك. ولم يغفل هذا العمل الوثائقي -كما أضاف المخرج- جانب الإكراهات والعراقيل التي عاشتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مع الاستعمار الفرنسي والمعاناة الكبيرة التي صادفتها خلال مسيرتها النضالية مع المجتمع الجزائري الذي كان يعاني الجهل والفقر، وكذا علاقتها بالفعاليات السياسية الأخرى المميزة لتلك الفترة والتيمن أبرز ما طبعها الدور الرائد لجمعية العلماء في عقد والْتئام المؤتمر الإسلامي وتشكيل وفده الذي تنقل لباريس بفرنسا عام 1936، بقيادة الشيخ الإمام عبد الحميدبن باديس. ويعرض هذا الشريط شهادات هامة لأبرز رجال الإصلاح في الجزائر، على غرارالدكاترة عبد الرزاق قسوم وعمار طالبي وسعيد شيبان وعبد القادر فوضيل وعبدالمجيد بيرم، والأساتذة الأمين بشيشيو محمد الهادي الحسني وعبد الحميد عبدوس وحمزة يدوغي. وخصص المخرج عبد الباقي صلاي حلقة خاصة كاملة لأبرز الشخصيات الدينية والعلمية والصحافية التي كانت لها مساهمة فعالة في إبقاء جمعية العلماء المسلمين على قيد الحياة طوال تلك المدة، من أمثال الأديب الكبير أحمد رضا حوحو والشيوخ إبراهيم بيوض وإبراهم أبو اليقظان وأحمد حماني والشيخ محمد خير الدين، وغيرهم من أقطاب الجمعية ورموزها. يذكر، بأن الإعلامي عبد الباقي صلاي سبق له أن أخرج ثلاثة أفلام وثائقية تندرج كلها ضمن التوثيق السينمائي لشخصيات هامة طبعت تاريخ الجزائر في القرن العشرين، وهي الأعمال التي تحمل عناوين إمام الأمة الذي يتطرق لحياة ومسيرة الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس و عبد الحفيظ بو الصوف.. أسطورة المخابرات الجزائري ، وأخيرا بن طبال.. سيرة ومسار . ويطمح صلاي خلال الأشهر القليلة القادمة للبدء في إعداد فيلمين مهمين عن المناضل فرحات عباس والصحابي الجليل أبو المهاجر دينار الذي عرف عنه فتحه لميلة سنة 55 للهجرة.