بعد عطلة إجبارية فرضها عليها شهر الصيام، أجّلت العديد من الأسر الجزائرية أفراحها من رزنامة شهر جويلية لاقترانه بشهر رمضان المعظم وتحديد مواعيد حفلات أعراسها الى ما بعد ذلك، لكن ما إن انقضى شهر رمضان، حتى عادت أجواء الأفراح للعائلات الجزائرية. وشهدت قاعات الحفلات أجواء مميزة وعادت إليها الحركية المعهودة خاصة وان الكثير من العائلات عمدت إلى تعجيلها قبل الدخول الاجتماعي من أجل تمكين الكل من الحضور، بحيث اعتادت أغلب الأسر على اختيار العطلة الصيفية كأطول عطلة لإحياء أفراحها ومناسباتها السعيدة. ومع انتهاء شهر الصيام، تسابقت العائلات والزمن من أجل التحضير لحفلات الزفاف وكل ما يخص هذا اليوم الذي تقوم العائلات الجزائرية بالتدبير له طيلة العام وهو ما اعرب عنه العديد من المواطنين ممن التقت بهم السياسي في جولتها الاستطلاعية، لتقول في هذا الصدد خالتي فاطمة، التي كانت رفقة ابنتها التي تستعد للزفاف إن تزامن شهر رمضان الكريم هذه السنة مع بداية العطلة الصيفية، دفعنا لتأخير حفلاتنا وهذا اليوم نحن نتسابق والزمن من اجل إقامته قبل الدخول الاجتماعي حتى يتسنى للجميع الحضور ، ومن جهته، يقول مراد الذي كان بصدد اقتناء مجموعة من المستلزمات الخاصة بالعرس لقد عادت الأفراح والأعراس بعد شهر رمضان الفضيل بقوة وأنا اليوم أستعد ايضا لإقامة حفل زفافي . محلات بيع وكراء الألبسة التقليدية تنتعش وفي خضم هذا الواقع، شهدت المحلات المتخصصة في بيع لوازم الأفراح وأزياء العروس المتمثلة في الثوب الابيض وكذا الأزياء التقليدية هي الاخرى حركة وتوافدا كبيرين من قبل العائلات وكذا المقبلات على الزواج، فبعد جو ساده الركود طيلة شهر كامل، عادت هذه المحلات لتنتعش من جديد، وهو ما اعرب عنه سمير، صاحب محل لبيع الافرشة والستائر والذي قال ان الحركة بدأت تعود لمحله بمعاودة انطلاق موسم الافراح، حيث يقول ان نسبة الاقبال كانت قليلة الشهر الماضي وذلك بحكم تزامن شهر الصيام والعطلة الصيفية، لكنها بدأت بالارتفاع نسبيا في الايام الاخيرة اذ تقصده العديد من الفتيات المقبلات على الزواج بغية شراء ما يلزمهن من أغطية وافرشة وغيرها من السلع المعروضة بمحله والتي تدخل ضمن ما يسمى ب جهاز العروس . ومن جهتها، قالت مريم التي القينا بها في المحل وهي بصدد شراء بعض الافرشة استعدادا لزفافها الذي سيكون بعد ايام قليلة انها تسارع الزمن لتتمكّن من شراء كل ما يلزمها قبل العرس الذي فضّل خطيبها إقامته قبل الدخول الاجتماعي وفي العطلة الصيفية كي يتمكّن الجميع من حضوره. ومن جهتها، تهيأت المحلات المختصة في بيع جهاز العروس هي الأخرى لاستقبال المقبلين على الزواج، بحيث قابلتنا واجهاتها وهي تمتلئ بأنواع الفساتين التقليدية وإكسسواراتها، على غرار جبة فرڤاني والجبة القبائلية و الشدة التلمسانية، وغيرها من الألبسة التقليدية الأخرى التي يزخر بها تراثنا العريق، حسبما أكده لنا محمد، صاحب محل لبيع الألبسة التقليدية بالعاصمة، والذي قال إن الإقبال كبير على محلاتهم وبدأ منذ الأسبوع الأخير من شهر رمضان للتحضير للأعراس المبرمجة مباشرة بعد انقضاء الشهر الفضيل التي نراها تعود بقوة في هذه الفترة بعد أن توقفت لشهر كامل بما يحكم به شهر رمضان، لتضيف في ذات السياق، جميلة، متخصصة في بيع وكراء أزياء العرائس أن رزنامتها المتعلقة بكراء أزياء السهرات والأزياء التقليدية لهذا الشهر قاربت على الإنتهاء، حيث تقول ان أغلب زبوناتها فضّلن القيام بحجز ما يلزمهن من أزياء قبل رمضان تفاديا لحجزها من طرف زبونات أخريات، لتعقب بأنها لم تشتغل في أغلب أيام رمضان بسبب الإقبال الضعيف للزبائن وتأجيل جميع الأعراس الى ما بعد رمضان، لكن وبعد مرور بضعة أيام على العيد المبارك، بدأ عدد الزبونات يعود الى الوتيرة العادية بعد استئناف العائلات للأفراح والأعراس، حيث تعتبر فساتين الفرح البيضاء أكثر الأزياء كراء من طرف الزبونات، إضافة الى الأزياء التقليدية التي ترتديها العروس يوم زفافها. ..وتزايد الطلبات على قاعات الأفراح قاعات الحفلات هي الأخرى عادت إلى نشاطها المعهود بعد جمود وسكون طيلة الشهر الفضيل، إلا أن الحجوز لم تتوقف مثلما أوضحه صاحب قاعة للحفلات على مستوى بلدية الشراڤة، إذ قال إنه بالفعل ألغيت حفلات الزفاف طيلة الشهر الفضيل لكن عملهم تواصل خلال رمضان، قصد استلام الحجوز وكان الإقبال كبيرا من طرف العائلات إلى حد استعصاء تلبية طلباتهم بالنظر إلى اختيار العديد من العائلات نفس التواريخ لإقامة أعراسها، وأوضح أنه استعصى عليه التوفيق بين جميع العائلات لإرضائهم وتحقيق رغباتهم من حيث تواريخ الأعراس بالنظر إلى الطلب المتزايد على الحجوز بسبب اختيار نفس الفترة في إقامة الأعراس، ومن العائلات من أجّلت أعراسها إلى غاية شهر سبتمبر بسبب استحالة الظفر بقاعة زفاف بغية إقامة أعراسها مباشرة بعد نهاية رمضان، ليقول في هذا الصدد، أحد العاملين بقاعة الحفلات ان هناك بعض العرسان يستأجرون القاعة ويقدمون المبلغ الأولي أو العربون سنة كاملة قبل الزفاف، حيث تضطر بعض العائلات لتحديد موعد الزواج مبكّرا، حتى لا تواجه في فصل الصيف، مشكلة انعدام وجود قاعات فارغة من أجل الاحتفال، خصوصا وأن حصول العائلات على قاعات للاحتفال يعتبر من بين الضروريات التي يفرضها الواقع الجزائري.